المهاجرون "مشكلة" في الكتب المدرسية الألمانية

15 ابريل 2015
ثلث التلاميذ تحت 15 عاماً من خلفية مهاجرة (Getty)
+ الخط -
على الرغم من استقبال ألمانيا آلاف المهاجرين واعتماد برامج لدمجهم في المجتمع، فالهجرة ما زالت ترد في الكتب المدرسية في البلاد على أنّها مشكلة.

وتظهر دراسة لـ "معهد جورج إيكرت للبحوث"، أنّ الأجانب واللاجئين ما زالوا يقدمون في كتب التاريخ وعلم الاجتماع والجغرافيا بشكل سلبي. وتصف تلك الكتب المهاجرين على أنّهم "غرباء داخل ألمانيا، أو أمر واقع مفروض على المجتمع الألماني ولا بدّ من تقبله".

وتُظهر الدراسة التي بحثت في تفاصيل عدد من الكتب التي تُدرَّس في الصفين التاسع والعاشر في بافاريا، وشمال الراين وستفاليا، وساكسونيا، وبرلين، وبراندنبورغ، أن الهجرة والتنوع الثقافي في هذه الكتب يمثل مشكلة وتحدياً للمجتمع الألماني المتعارف عليه كمجتمع متجانس إلى حد كبير. كما تظهر تلك الكتب أنّ الأجانب يشكلون ثغرة في هذا التجانس الموجود بين المواطنين الألمان.

كما تتكرر في هذه الكتب كلمات مثل "أجانب"، و"غرباء" و"مهاجرون". وتستخدم الكلمات في النص الواحد أكثر من مرة للدلالة على أنها تُشكل نوعاً من الأزمة التي يجب الإشارة إليها بشكل دائم.

وتوصلت الدراسة إلى أنّ هذه الكتب "تشير إلى أنّ المهاجرين أزمة لا بدّ من البحث عن حل لإنهائها". كما توصلت إلى أنّ العديد من الأمور المذكورة في الكتب هي نتيجة الصورة النمطية المهيمنة على المجتمع الألماني تجاه الأجانب. ومن الأسئلة التي يقف عندها الباحث، وهي أسئلة توجّه للطلاب مثلاً: "هل لديك تجربة مع الأجانب؟"، أو "هل يمثل تعدد الثقافات في المجتمع ووجود عدد كبير من الأجانب نعمة أم نقمة؟". كما يذكر دائماً في هذه الكتب أنّ على الأشخاص من أصول مهاجرة أن يحاولوا بشكل مستمر أداء ما يتناسب مع المجتمع الألماني. كذلك، تلفت الكتب إلى أنّ الأجانب فشلوا في أن يدخلوا في تجانس متكامل مع المجتمع الألماني.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أنّ ثلث التلاميذ تحت سن 15 عاماً، هم من خلفية مهاجرة. كما أنّ أكثر من 80 في المائة من هؤلاء يحملون الجنسية الألمانية. وتوصي بالتالي، بأن تراعي تلك الكتب التلاميذ، من دون أن تذكّرهم دائماً بأنهم ضيوف في ألمانيا.

وتوصي الشركات الرئيسة المنتجة للكتب المدرسية في ألمانيا بتصحيح النصوص التي تحتقر المهاجرين وتقلل من شأنهم، والتركيز بدلاً من ذلك على إيجابيات المهاجرين والتنوع الذي يغني البلاد ثقافياً. كما توصي بتنبيه الأجيال الصاعدة بخصوص مساوئ العنصرية والتمييز.
المساهمون