بدأ حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، اليوم الإثنين، بالعمل على التوجه إلى محافظة دير الزور (شرق سورية)، الغنية بالنفط، وذلك بالتزامن مع العمليات التي تتم بدعم من التحالف الدولي لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة الرقة.
وتأتي هذه التطورات متزامنة مع محاولات لعقد تحالفات مع قيادات عشائر البقارة والعقديات التي تسكن حوض الفرات، على غرار التحالف الذي يعقده الاتحاد الديمقراطي مع عشيرة شمر في محافظة الحسكة، سواء مع قوات الصناديد التابعة لشيخ شمر والرئيس المشارك لما يسمى "كانتون الجزيرة" أو مع قوات النخبة التابعة لرئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من الحكومة التركية، أن قوات الاتحاد الديمقراطي وبعد انسحاب "داعش" من مدينة الطبقة، تعمل على التقدم باتجاه مدينة دير الزور، حيث تستمر محاولات الاتحاد الديمقراطي للاتفاق مع مشايخ وقيادات من كل من عشيرتي العقيدات والبقارة التي يشكل أبناؤها غالبية سكان حوض الفرات في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، سواء لطرد التنظيم من المنطقة وكذلك للاتفاق على المرحلة التي ستلي السيطرة على المحافظة.
ويسيطر "داعش" على حوالي 85 من مدينة دير الزور وعلى كل ريف المحافظة تقريباً، بينما تسيطر القوات التابعة لنظام بشار الأسد على عدد من أحياء المدينة، مثل حي الجورة والحرابيش والقصور، إضافة إلى مطار دير الزور العسكري. وتوجد في المحافظة أهم حقول النفط السورية، وهي كل من حقل العمر والتنك والطيانة وحقل التيم.
وبحسب الصحيفة، فقد تمكنت "قوات الاتحاد الديمقراطي"، بدعم من التحالف خلال الأسبوعين الأخيرين، من السيطرة على أكثر من 20 منطقة مسكونة في محافظة دير الزور، بينما تتوجه باتجاه منطقة الميادين، التي تشير الصحيفة إلى أنها تعتبر من أغنى المناطق بالاحتياطات النفطية.
ويبدو أن توجه "الاتحاد الديمقراطي" إلى مدينة دير الزور يأتي في إطار عمل التحالف الدولي على احتواء التمدد الإيراني وفصل الحدود السورية العراقية، لمنع طهران من تأمين طريق مباشر لها نحو دمشق لنقل الأسلحة والمليشيات الباكستانية والأفعانية واللبنانية والعراقية التابعة لها عبر الحدود.
في غضون ذلك، تستمر قوات الأمن التركية بعملياتها ضد مسلحي "العمال الكردستاني" في أرياف جنوب وشرق الأناضول، حيث أعلنت ولاية دياربكر (جنوب شرق)، أمس الأحد، حظر التجوال في 59 قرية، بينما تقوم قوات الأمن بعملية عسكرية واسعة لملاحقة مسلحي الكردستاني.