المفاهيم الجديدة حول الغذاء الصحي

21 فبراير 2015
نصائح مما اتفق عليه أشهر أخصائيي التغذية (Getty)
+ الخط -
تتوالى النصائح المختلفة التي نسمعها أو نطالع عنها عما يحسن تناوله وما ينبغي نبذه من الطعام.. فماذا نفعل تجاه هذه التوصيات الغذائية المختلفة، وحتى المتناقضة أحيانا؟

في السنة الفائتة وحدها، قرأنا في مصادر طبية موثوقة عن فضائل غذاء قبائل الايمش (Amish) الفقير بالشحوم (لا يحتوي غذاء هذه القبائل أكثر من 10 في المائة من الدهون)، والذي يحمي من مرض القلب ويطيل الأعمار، وعن ميزات حمية البحر المتوسط الغنية بالسمك وزيت الزيتون والمكسرات (والغنية لذلك نسبياً بالدهون)، والتي تجنبنا مرض القلب والسكتة الدماغية والسكري، وعن الحمية النباتية التي تتفوق بدرجة كبيرة على الأطعمة الزاخرة باللحوم من حيث إطالة العمر!

إليكم - من أقوال أشهر أخصائيي التغذية بين الأطباء- آخر ما هو متفقٌ عليه بخصوص ما يفيد وما يضر من طعام: 

* ليست كل الدهون متساوية
فبينما تكسبنا الدهون -مهما كان نوعها- 9 حريرات للغرام الواحد، إلا أنه بات معروفا أن بعضها، خاصّة منها الدسوم المُحوَّلة (هي دهون مُهدرجة مخلوطة بالهيدروجين، تُصنّع لتبقى على رفوف المخازن أطول فترة ممكنة)، ضار بالصحة ويؤدي لارتفاع الكولسترول السيئ LDL، مما يؤهب لانسداد الشرايين القلبية والمحيطية.
وبعضها الآخر، خاصة منها النباتي المنشأ (مثل زيت الزيتون وزيوت المكسرات)، عظيم الفائدة، بل لا غنى عنه في أية حمية صحية.
وبينما يمكن تصنيف الدهون الطبيعية المشبعة ذات الأصل الحيواني (مثل تلك الموجودة في الحليب ومشتقاته واللحم الأحمر، في مرتبة أفضل من الدهون المحولة اصطناعيا من الوجهة الصحية، فالدهون النباتية المنشأ، مثل تلك المتواجدة في المكسرات والخضار وبعض الفواكه، هي بلا شك أفضل الدهون.

* ليست الحريرات الغذائية كلها متساوية
البحوث الجديدة بينت لنا أن مصدر الحريرات أهم بكثير من تعدادها، فالفحمائيات (السكريات والنشويات) المحرَّرة (مثل السكر الأبيض وحلويات "النقرشة" والرز الأبيض والعجائن pasta)، تحول في الجسم بسرعة إلى الغلوكوز (السكر البسيط في الدم)، مما يضفي عبئا على غدة البانكرياس، التي عليها عندئذ أن تفرز هرمون الإنسولين على الفور لاستقلاب الغلوكوز (هضمه)، وهذه التقلبات السريعة في الغلوكوز والأنسولين من شأنها أن تؤهب للإصابة بالسكري والبدانة وارتفاع الكولسترول.
لذلك يفضل الأخصائيون السكاكر والنشويات غير المحررة، كتلك الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه والحبوب الكاملة.

* السكاكر المصفاة، خاصة السائلة منها، مضرة للغاية
وهي المتهم الأول في تسبيب البدانة، كما أنها تسبب اضطرابات استقلابية تنشأ عنها أمراض عديدة، مثل آفات القلب والأوعية وداء السكري.

* الحمية عالية البروتين غير صحية أيضا
توصل باحثون من معهد سوساليتو بكاليفورنيا، إلى أن الحمية الغنية بالبروتين (مثل حمية ادكينز Adkins التي رُوّج لها منذ بضعة عقود بهدف تخفيض الوزن) شديدة الضرر بالصحة، وأن من يواظبون عليها معرضون لأربعة أضعاف احتمال الوفاة من السرطان، مقارنة مع الذين يتناولون كميات معتدلة من اللحوم.

* نظام التغذية المثالي يشمل تناول جميع عناصر الطعام
ومن ذلك تناول (الفحمائيات، والبروتينات، والدهون) بشكل متوازن، وعلى وجه الخصوص يشمل التركيز على فحمائيات الفواكه والخضار والمكسرات والحبوب الكاملة (غير المقشورة)، وبروتينات السمك والدجاج، والدسم الطبيعية والصحية (خاصة التي نحصل عليها من المصادر النباتية) والألياف النباتية كما يشمل تجنب السكريات.

ولنتذكر أن العناصر الغذائية المفيدة للصحة هي كجوقة موسيقية، لا يمكن حذف أي واحدة منها ولا الاعتماد الكلي على أي منها، وأنه من الأفضل الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحتنا من مصادرها الطبيعية، بدلا من البحث عنها في الحبوب والمكملات الاصطناعية.

دلالات
المساهمون