المغرب يمنع مجلة فرنسية بسبب صور للرسول

14 يناير 2016
مصطفى الخلفي (Getty)
+ الخط -

منعت السلطات المغربية أخيراً المجلة الفرنسية المعروفة "علوم مستقبل" من التوزيع في الأكشاك والمكتبات، بسبب وجود صور منسوبة إلى النبي محمد، وهو ما اعتبرته الحكومة أمرًا مسيئًا لمشاعر المغاربة الدينية، فيما استنكرت المجلة الفرنسية هذا المنع.

وأكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، ضمن تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "قرار منع المجلة من دخول المغرب، جاء ليس لما ورد في المواد المحررة في ملف المجلة المطروح للنقاش، ولكن بسبب تضمنها لصورة للرسول بطريقة غير لائقة".

واستند المسؤول الحكومي في قرار منع السلطات المغربية للمجلة الفرنسية المذكورة إلى قوانين محلية ودولية، فبالنسبة لقانون الصحافة والنشر، ينص الفصل 29 على حظر كل منشور أو صحيفة تسيء إلى الأديان السماوية ورموزها، وأما قرار الأمم المتحدة فيشدد على منع الحط من مكانة الأديان.

وأبرز الخلفي أن حرية التعبير مكفولة في المغرب، وأن المملكة قطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال، وصارت مضرب المثل في حرية التعبير والصحافة في الوطن العربي، مضيفاً أنه في الوقت عينه لا يمكن القبول بما يسيء إلى رموز الدين الإسلامي، باعتبار نشر صورة مسيئة للنبي يستفز الشعور الديني للمغاربة.

وينص قانون الصحافة والنشر بالمغرب في بنده التاسع والعشرين على أن لا تدخل إلى المغرب الجرائد أو النشرات الدورية أو غير الدورية المطبوعة خارج المغرب، التي تتضمن مساً بالدين الإسلامي، أو النظام الملكي، أو الوحدة الترابية، أو تتضمن ما يخل الاحترام الواجب للملك أو النظام العام.

في المقابل، أكدت دومينيك ليكلي، مديرة تحرير مجلة "علوم مستقبل"، في مقال لها على الموقع الإلكتروني للمجلة، أن منع المغرب للمجلة من التوزيع داخل البلاد، يعود إلى صفحتي 30 و31 بالمجلة، حيث نشرت صور للنبي محمد، وهي عبارة عن "بيوغرافيا" شهيرة للرسول، تعود إلى القرن السادس عشر.

وعبرت الصحافية الفرنسية عن "دهشتها وحزنها" من قرار الحكومة المغربية بشأن حظر المجلة من الرواج داخل المملكة، وقالت إن ما نُشر ليس سوى نقاش علمي حول النصوص المقدسة في الديانات الثلاث، مبرزة أن "المنع يحرم القراء في المغرب من متابعة هذا النقاش العلمي".

ووصفت المجلة الفرنسية قرار المغرب أنه يعاكس "حوار الحضارات"، وهو موقف لا يتلاءم مع المرحلة الراهنة، التي تستوجب، بحسب مديرة تحرير "علوم مستقبل"، فهماً أكثر عمقاً للعلوم والثقافات العالمية والديانات المختلفة، وأيضاً انفتاحاً أكبر على العالم، وفق تعبيرها.



اقرأ أيضاً: مدوّنو الثورة التونسيّة يعودون إلى نقطة الصفر: ملاحقات ومحاكمات 

المساهمون