وأوضح الخيام، خلال ندوة صحافية عقدها اليوم في مدينة سلا، قرب العاصمة الرباط، لتقديم معلومات عن الخلية، أن "المغرب كان معرّضا، اليوم الجمعة، لعمل إرهابي خطير"، وأن المعتقلين كانوا يحضّرون لتنفيذ العملية عن طريق سيارة مفخخة يقودها قاصر، وباستعمال قنابل بيولوجية سامة كانت ستستهدف مؤسسات عمومية ومنشآت خاصة، فضلا عن شخصيات مدنية وعسكرية.
وذكر المسؤول الأمني أن الموقوفين تسلّموا الأسلحة من ليبيا، عبر وسيط لا زال البحث عنه جاريا، وأن عددهم بلغ عشرة أشخاص، بينهم مواطن فرنسي يقيم بالمغرب منذ سنة. ووصف الخلية بأنها "ليست عادية"، وهو يعرض مجموعة من الأسلحة والمعدات التي حجزتها السلطات الأمنية عند تنفيذ المداهمة لـ"بيت آمن" كان يكتريه العقل المدبّر للخلية بمدينة الجديدة.
اقرأ أيضا: المغرب: إجهاض مخطط إرهابي وحجز كميات كبيرة من الأسلحة
وشدد المتحدث ذاته على أن خطورة هذه الخلية تكمن في التكتيك الجديد الذي كان ستعتمده، ومدى خطورة المواد والأسلحة التي بحوزتها، وأيضا طبيعة الأهداف التي كانت تنوي ضربها، مضيفا: "أنا لا أعتبرها خلية إرهابية، إنها كتيبة أو كوموندو مسلح يحمل مشروعا لتنفيذ عملية إرهابية كانت ستستهدف المملكة اليوم الجمعة".
وأوضح الخيام، الذي يرأس الجهاز الأمني المكلف بالتحقيقات في الملفات الكبرى بالمغرب، بينها الإرهاب، أن هذه الخلية قدمت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ"داعش"، وأنها خططت للقيام بعمليات ضد مؤسسات الدولة ومؤسسات عمومية وفنادق وشخصيات مدنية وعسكرية، ثم الهروب نحو معسكر كانت تعده على بعد عشرين كيلومترا عن مدينة طاطان، جنوبي المغرب، والقريب من مخيمات تندوف، التي تسيطر عليها "جبهة البوليساريو" الانفصالية.
وأبرز الخيام أن المعسكر الذي تم اختياره شبيه بالمعسكرات الموجودة في كل من سورية والعراق، إذ يحتوي على منحدرات صخرية وفضاءات واسعة، إلى جانب مغارات كان ينتظر استغلالها بهدف الاختباء بعد تنفيذ العمليات الإرهابية.
اقرأ أيضا: المغرب:ملاحقة 3153 شخصاً بقضايا "الإرهاب" منذ أحداث الدارالبيضاء
وتتراوح أعمار الموقوفين ضمن هذه الخلية ما بين 16 و40 سنة، أحدهم يحمل الجنسية الفرنسية، وموقوفون لم يتجاوزوا مستوى التعليم الابتدائي، وآخرون بمستوى جامعي، وعمال مياومون.
واستعرض أفراد من الشرطة العلمية ما جرى حجزه، أثناء عملية التوقيف، من أسلحة وأدوات تقنية، بالإضافة إلى مواد أولية لتصنيع قنابل بيولوجية. ومن بين المحجوزات أربعة أسلحة رشاشة، 125 خرطوشة عيار 9 ملم، وبندقية تشتغل بالضغط الهوائي، وسلاح بيولوجي، و3 مسدسات، وقنابل مسيلة للدموع، إلى جانب صاعق كهربائي، كما تم حجز سلاح يحتوي على ثلاثة أنظمة للاشتغال.
وضبطت السلطات لدى الموقوفين، أيضا، قنينات بها مادتا الكبريت و"الرينو"، اللتان تستعملان كمبيدات تدخل في تركيبات بعض العبوات الناسفة المتفجرة، وتحدثان دمارا، وعند احتراقهما تنتجان غازات قاتلة. وحجز كذلك "سم الكزاز"، وهو مادة تستعمل للقيام بأعمال أجرامية على شكل سلاح بيولوجي، بالإضافة إلى علمين لـ"داعش"، ومجموعة حواسيب وأقراص صلبة، وبذل عسكرية وسكاكين.
اقرأ أيضا: محمد السادس في زيارة "ثقافية" لفرنسا..والأمن على الطاولة