أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة، الثلاثاء، بدء معركة السيطرة على مدينة إدلب وطرد القوات النظامية منها، في وقت قال فيه قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش، إنه طلب من فصائل المعارضة المشاركة في غزوة إدلب لكن "جبهة النصرة" رفضت ذلك.
ويأتي بدء المعركة بعد سلسلة من التحضيرات للمعركة، تخللها قصف متكرر من جيش النظام بسلاح الغازات السامة في مدينة سرمين، مركز انطلاق العمليات، أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب، في محاولة تعطيل المعركة.
وشكلت "فصائل إسلامية" مع كتائب تابعة لـ"الجيش السوري الحر" غرفة عمليات تحت شعار مسمى "جيش الفتح" وأطلقت على معركة السيطرة على مدينة إدلب "غزوة إدلب".
ووجه بيان صادر عن غرفة عمليات "جيش الفتح"، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، رسالة إلى الأهالي في مدينة إدلب، ذيل بـ"بشرى سارة إلى أهلنا في مدينة إدلب"، يفيد فيها بأن غرفة العمليات "على أسوار مدينة إدلب، ولم تنس ظلم النظام لكم وصرخاتكم المنادية بإسقاطه وهاهي جحافل أبنائكم المجاهدين عقدت العزم، لتحرير المدينة الطيبة الطيب أهلها"، مطالبة الأهالي بـ"التزام البيوت خلال الأيام القادمة من صدور هذا البيان".
وأشار البيان ذاته إلى أن "جيش الفتح دمر دبابتين لقوات النظام في غزوة إدلب، الأولى بقذيفة دبابة، والثانية بصاروخ لم يسمه".
ومن أبرز الفصائل المشاركة في المعركة، " حركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"جند الأقصى"، و"جيش الفتح"، و"جيش السنة"، و"لواء الحق"، ولواء "أجناد الشام".
في غضون ذلك، ذكرت "الجبهة الإسلامية" على حسابها على موقع "تويتر" بأنها "استهدفت ثكنات الغزل والإنشاءات والسادكوب والزيت وحواجز الكورنيش الشرقي التابعة لقوات الأسد في مدينة إدلب"، في حين أشار المكتب الإعلامي لـ"فيلق الشام" لـ"العربي الجديد" بأن "الفيلق أمطر حواجز الأسد في أطراف إدلب وطريق باب الهوى بقذائف من طراز جهنم، ضمن غزوة إدلب".
وأضاف الفيلق بأن "قذائف الهاون انهمرت على شبيحة الأسد على أطرف إدلب والفوعة ضمن الغزوة ذاتها".
على الجانب الآخر، تبدو هناك مخاوف أخرى من عملية إدلب لدى أوساط المعارضة السورية، لأنها ترى الدخول إلى المدن سيؤدي إلى تدميرها من قوات النظام وتهجير سكانها الذين لا تستطيع المعارضة تحمل عبء تأمين خدماتهم، إضافة إلى أن مدينة إدلب لا تضم الثقل العسكري للنظام، وبالتالي فإن المعارك يجب أن تتركز على خطوط الإمداد خارج المدن.
وفي هذا الإطار، أكد قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش، لـ"العربي الجديد" "أننا طلبنا من الفصائل المشاركة في غزوة إدلب لكن رفضت النصرة مشاركتنا، ونحن نرى الأولوية لغزو بلاد النظام مثل الفوعة وكفريا، لافتاً إلى "أننا لو شاركنا في غزوة إدلب لكنا وضعنا ضوابط صارمة لحماية المدنيين كما هي عادتنا في معاركنا".
وكان من المقرر أن تبدأ المعركة قبل نحو أسبوع، بعد سلسلة من التحضيرات والتجهيزات لها، ولكن يبدو أن قصف النظام المتكرر لمدينة سرمين شرق إدلب والقريبة من المدينة، ومركز عمليات المعارضة، قد أخر المعركة بعض الشيء، ما دفع الثوار إلى إحضار أقنعة مضادة للغازات السامة وإفراغ المدنيين من المناطق التي يمكن أن يحتدم فيها الصراع.