المعارضة تحبط خطط النظام لحصار حلب عبر بديل للكاستيلو

05 يونيو 2016
تقدّم للمعارضة في هجماتها جنوبي حلب (إبراهيم حطيب/ الأناضول)
+ الخط -
في ظل تواصل القصف المدفعي والجوي على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب، وتركيز نيران هذه الهجمات العنيفة منذ أيام على طريق الكاستيلو، والذي يُعتبر شريان حياةٍ للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، والبلدات والقرى التي تُعتبر امتداداً لنفوذها في ريف المحافظة، أتت هجمات فصائل "جيش الفتح" المتزامنة يوم الجمعة، على مواقع سيطرة النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه جنوبي حلب، لتُمكّن المهاجمين، من إحرازِ تقدّمٍ هناك. فقد بسطت الفصائل المهاجمة، نفوذها على عدد من المواقع الجديدة، في مسعى لتحقيق أهدافٍ عدة، أبرزها تهديد طرقات إمداد النظام في المنطقة، وإبعاد قواته والمليشيات التي تقاتل معه عن أوتوستراد حلب-دمشق، وكذلك التقدّم خطوة أخرى في مسعى لفتح طريق إمداد آخر يربط بين مناطق المعارضة في حلب وريفها، ولو أن ذلك لا يبدو سهلاً، بالنظر إلى خارطة النفوذ العسكري جنوبي حلب.

واستمرت حملة القصف الجوي العنيف أمس السبت على مناطق واسعة في حلب وريفها، إذ أكد الناشط الإعلامي منصور حسين، لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات الحربية والمروحية استهدفت عدة أحياء في مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة العشرات جراء القصف"، مشيراً إلى أن ثمانية منهم قُتلوا في حي الصاخور وحده. كما تحدث الناشط الذي ينحدر من حلب عن مواصلة الطائرات الحربية "ارتكاب المجازر بحق أهالي مدينة حلب، إذ استهدفت حي القاطرجي ببرميلين متفجرين وصاروخ فراغي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى حي الهلك شرق مدينة حلب حيث قُتل مدني واحد نتيجة سقوط برميل متفجر في الحي"، كذلك فقد "قُتل مدنيٌ آخر في القصف المستمر على طريق الكاستيلو". كما استمر يوم أمس قصف طريق الكاستيلو، بحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" من حلب، والتي أكدت أن قوات النظام تستهدف الطريق "بشتى أنواع الأسلحة، ما أدى إلى دمار أجزاء من جسر الشقيف على طريق الكاستيلو وقطع الطريق بشكل مؤقت"، الأمر الذي يُشكّل خطراً كبيراً على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب.


واعتبر الرئيس السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب زاهر الساكت، أن "الخطر الذي يهدد طريق الكاستيلو اليوم غير مسبوق"، قائلاً إن "تنظيم داعش يواصل هجومه على الفصائل الثورية في مارع شمالي حلب، فيما النظام وروسيا وبحجة مكافحة الإرهاب يواصلان قصفهما لطريق الكاستيلو ولشتى مناطق المعارضة في حلب، والتي تواجه فيها المعارضة كل هذه الأخطار لوحدها". وأبدى الساكت في حديث لـ"العربي الجديد" قلقه من وجود "مخططات تهدد نفوذ الفصائل الثورية في حلب"، إلا أنه أشار إلى أن المعركة التي فتحتها هذه الفصائل يوم الجمعة في ريف المحافظة الجنوبي، تأتي كـ"خطوة مهمة" لتقليص مناطق سيطرة النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه هناك، قائلاً إن "النظام يحاول قطع طريق الكاستيلو، والفصائل المقاتلة جنوبي حلب تحاول فتح طريق إمدادٍ آخر من جنوبي المدينة". لكنه لم يخفِ وجود صعوباتٍ أمام تحقيق هذه الخطوة، مشيراً إلى أن على فصائل المعارضة إنهاء تواجد القوات والمليشيات المتمركزة في مناطق حدادين وتل حدادين ومجبل حريبل والاسكان العسكري لفتح طريق إمداد، ومحاصرة قوات النظام في مناطق نفوذها جنوبي المدينة، قائلاً إن "نقاط تمركز قوات النظام هناك قوية جداً".

وجاء كلام الساكت بعد يوم واحد من سيطرة فصائل عدة تقاتل النظام السوري في حلب، على مواقع جنوب غرب المدينة، بعد شنها هجماتٍ سيطرت خلالها على هذه المواقع، فضلاً عن تكبيدها قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه هناك خسائر بشرية. في المقابل، قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية أمس السبت إن "أكثر من ألف متشدد" بدأوا هجوماً على مواقع لقوات النظام السوري جنوب غربي مدينة حلب. وأضاف في بيان نقلاً عن مدنيين في حلب أن "جماعات مسلحة تضم جنوداً أتراكاً ظهرت شمالي المدينة". وكانت وكالات إعلام روسية نقلت عن المركز قوله أمس إن أكثر من 40 شخصاً قُتلوا وأصيب نحو مائة في قصف نفذته "جبهة النصرة" في مدينة حلب السورية. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن مسؤول بالمركز قوله: "كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضاً".

وكان مسؤول الإعلام العسكري في حركة "أحرار الشام الإسلامية"، أبو اليزيد التفتنازي، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل غرفة عمليات جيش الفتح، بالإضافة إلى فصائل من الجيش الحر، سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي قرب بلدة خان طومان، وعلى قريتي معراتة والحميرة، إضافة إلى عدد من التلال المحيطة بقرية القرابصي ومستودعات التسليح، جنوب مدينة حلب، عقب مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والمليشيات المساندة لها". وأضاف أنّ القوات المهاجمة "تمكنت خلال المعارك، من أسر عناصر لقوات النظام والمليشيات المساندة لها في محيط بلدة خان طومان، كما دمّرت دبابة في محيط قرية معراتة، ومدفعاً رشّاشاً في قرية الحميرة، عقب استهدافهما بصاروخين موجّهين"، لافتاً إلى أنّ "جبهة النصرة فجّرت عربتين مفخختين في تجمعات قوات النظام بمحيط قرية خلصة، ما أدّى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى"، مشيراً إلى أنّ "طائرات حربية سورية وروسية استهدفت مواقع الاشتباكات وريف إدلب الشمالي ومدينة سراقب (شمالي إدلب) ومحيطها بعشرات الضربات الجوية".