المعارضة السورية تفشل هجوم فرقة ماهر الأسد على جوبر

11 اغسطس 2017
الغوطة الشرقية إثر تعرّضها لقصف من النظام (أنس الدمشقي/الأناضول)
+ الخط -

أفشلت فصائل المعارضة السورية هجوماً جديداً لقوات النظام على حي جوبر، شرقي العاصمة دمشق، وكبّدتها خسائر جسيمة بالأرواح، في وقت سيطرت فيه هذه القوات على كامل الساتر الحدودي مع الأردن، ضمن الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، ولكنها تلقّت ضربات من تنظيم "داعش" أدت إلى مقتل العشرات من مسلحيها ومسلحي مليشيات تساندها.

في هذا السياق، قصفت قوات النظام، أمس الخميس، حي جوبر الدمشقي، وبلدة عين ترما القريبة منه، شرقي دمشق، بنحو 30 صاروخاً من طراز أرض - أرض شديدة التدمير، "ما أدّى إلى حدوث أضرار مادية بالغة"، وفق ناشطين أشاروا إلى أن "هذه القوات تحاول اقتحام الحي مستخدمة آليات ثقيلة".

وأفاد الناشط الإعلامي محمد الغوطاني، بأن "مدفعية قوات النظام استهدفت بلدة حمورية، ما أدى إلى مقتل واصابة مدنيين"، موضحاً أن "طيران الاستطلاع لا يفارق سماء الغوطة الشرقية". كما أوضح المتحدث باسم "فيلق الرحمن"، وائل علوان، أن "قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام بشار الأسد، حاولت اقتحام حي جوبر بعد حملة قصف عنيف جداً".

وأضاف علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مقاتلي فيلق الرحمن نصبوا كميناً لمسلحي الفرقة الرابعة من خلال الانسحاب من أحد الأبنية، فتقدم مسلحو الفرقة ظناً منهم أنهم استولوا على المبنى، وبعد أن تجمعوا فيه قام مقاتلو الفيلق بتفجيره، ما أدى إلى مقتل 20 من مسلحي الفرقة الرابعة، بينهم ضباط، وتم إحباط الهجوم على جوبر مرة أخرى".

مع العلم أن محاولات قوات النظام وحزب الله إخضاع حي جوبر الدمشقي، أو عزله عن غوطة دمشق الشرقية، تهدف لإجبار فصائل المعارضة المدافعة عنه على الرحيل إلى الشمال السوري، كما حدث في مناطق أخرى في ريف دمشق. ومن الواضح أن اتفاق التهدئة الذي وقعته روسيا مع المعارضة في القاهرة في 20 يوليو/ تموز الماضي، لم يشمل حي جوبر الذي اعتبر خارج منطقة خفض التوتر التي ضمّت الغوطة الشرقية. وقفزت قوات النظام على هذه الاتفاقية بتواطؤ روسي من خلال محاولة الهجوم على حي جوبر، انطلاقاً من منطقة عين ترما، المشمولة بالاتفاقية، التي استثنت "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) كي يصبح لقوات النظام مبرر لإخضاع الغوطة كلها.



ونصّت الاتفاقية على "توقف كامل للقتال وإطلاق النار من جميع الأطراف، وعدم دخول أية قوات عسكرية تابعة للنظام السوري أو قوات حليفة له الى الغوطة الشرقية، مع فتح معبر مخيم الوافدين من أجل عبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، وتنقل المواطنين بشكل عادي". كما نصّت على أن "تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز في نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية من أجل مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار".

وعلى الصعيد نفسه، استمر التوتر داخل الغوطة الشرقية بين فصائل المعارضة السورية، و"جبهة فتح الشام"، التي سبق أن أعلنت استعدادها الاندماج ضمن جسم عسكري واحد في الغوطة الشرقية. وكان "فيلق الرحمن" و"حركة تحرير الشام" توصلا إلى اتفاق تهدئة ينهي حالة التوتر بينهما، إلا أن التوتر لا يزال سائداً بين "جيش الإسلام" و"هيئة تحرير الشام". وكشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنه "لم يعد لجبهة فتح الشام أي تأثير إثر الحملة التي قام بها جيش الإسلام أخيراً، وشتت شملها في الغوطة".



في موازاة ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن "قوات النظام أنهت وجود الفصائل التابعة للمعارضة (قوات أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية) على الحدود السورية ـ الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء، جنوبي سورية". ونقل المرصد عن مصدر عسكري في قوات النظام، قوله إن "تلك القوات فرضت سيطرة على مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربّع بريف السويداء الجنوبي الشرقي".

إلى ذلك، أشار المرصد إلى أن "تنظيم داعش أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات النظام وحزب الله خلال اليومين الماضيين، على جبهة تمتد من حميمة على الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور وصولاً إلى منطقة صوامع تدمر بشرق مدينة تدمر، في بادية حمص الشرقية".

وأكد المرصد "مقتل 48 على الأقل، بينهم 5 ضباط من قوات النظام، وحزب الله، ومليشيات أخرى بهجمات للتنظيم بعربات مفخخة، ومن خلال الاشتباكات التي دارت بين الطرفين، وجراء انفجار ألغام زرعها التنظيم في وقت سابق بالبادية الشرقية لحمص".

وأشار إلى أن "35 شخصاً على الأقلّ من عناصر التنظيم قُتلوا، بينهم 5 فجّروا أنفسهم بعربات مفخخة"، مشيراً إلى أن "التنظيم تمكن خلال هجومه على منطقة حميمة الواقعة عند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور، من سحب جثث مسلحين موالين للنظام من جنسيات سورية وغير سورية، وعرضها في مدينة البوكمال، في محاولة منه لإثبات قوته الهجومية أمام مناصريه والقاطنين في مناطق سيطرته، بعد هزائمه المتتالية في محافظات الرقة وحلب وحماة وحمص". كما نعت مواقع مقربة من حزب الله، مساء الأربعاء، خمسة عناصر قتلوا بمعارك ضد "داعش" في البادية السورية، شرق مدينة حمص. وذكرت المصادر أنّ "مروان أحمد البردان من بلدة يارين الجنوبية، وعلي محمد حيدر من بلدة عنقون الجنوبية، ولطفي علي العلي من بلدة يارين، وعلي محمد باز من بلدة الشهابية الجنوبية، وحسن محمد شريفة من بلدة القنطرة الجنوبية، قُتلوا أثناء تأدية واجبهم في البادية السورية".

المساهمون