المعارضة السورية تجمد معركة المسطومة بانتظار خطط جديدة

10 ابريل 2015
جيش الفتح أقر بأنها المعارك متوقفة(أحمد حسان عبيد/ الأناضول)
+ الخط -
يشير توقف قوات المعارضة السورية على أسوار بلدة المسطومة جنوب مدينة إدلب، من دون إحراز أي تقدم إلى احتمال أن يبدأ النظام بالتحول من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، بعد تمكنه من تعزيز قواته في معسكر المسطومة، وإيقاف زحف "جيش الفتح" الذي كان قد أحرز تقدماً كبيراً خلال الأسبوع الماضي بعد تمكنه من السيطرة على كل حواجز النظام على طريق (إدلب المسطومة) فضلاً عن سيطرته على نحو ثلث بلدة المسطومة، وتدمير مركز قيادة جيش النظام في المعسكر بالإضافة إلى تدمير مستودع ذخيرة فيه.
ونجحت قوات النظام أخيراً في إيصال تعزيزات عسكرية مكّنتها من أخذ المبادرة في الهجوم، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي غير مسبوق على مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها خلال الأيام الماضية في وقت أفادت فيه مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأنّ معركة "تحرير المسطومة التي أطلقتها فصائل عسكرية معارضة فور تحرير إدلب، توقفت بشكل غير علني، لأسباب متفاوتة".
وقالت مصادر في جيش الفتح لـ"العربي الجديد" إن المعارك شبه متوقفة، وأن غرفة عمليات جيش الفتح تعمل على وضع خطط جديدة تغير فيها من تكتيك المعركة وخلق نوع من التناغم بين الفصائل التي تقاتل في معركة المسطومة والفصائل التي تعمل على قطع خطوط الإمداد انطلاقاً من مناطق جسر الشغور والغاب، إلى جانب الكتائب التي تعمل على إرباك النظام في المناطق التي قد تشكل نقاط انطلاق لإرسال قوات له. ويأتي هذا التحرك بعد أن تمكن النظام من إيصال تعزيزات لمعسكر المسطومة، الذي يبدو أنه سيستميت للحفاظ عليه كمركز استراتيجي له في محافظة إدلب.

اقرأ أيضاً: سورية: المعارضة تهاجم في المسطومة لتحصين إدلب


وأفاد الناشط الإعلامي، عمر أبو عادل، لـ"العربي الجديد" بأنّ "مدينة إدلب وريفها لم تتعرضا أمس الخميس لأي قصف جوي، على عكس يوم الأربعاء إذا طاولتهما أكثر من 15 غارة بطيران النظام الحربي والمروحي بالإضافة للقصف المدفعي العنيف".
يأتي ذلك في حين خفّت المعارك أيضاً بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلّحة في محيط معسكر المسطومة في ريف إدلب الجنوبي. ووفقاً لأبو عادل فإنّ "الهدوء الذي تشهده جبهة المسطومة حالياً، أتى حتى يتمكن مقاتلو "جيش الفتح" من تجهيز عمل عسكري أكبر وغرفة عمليات جديدة ينطلقون منها للسيطرة على معسكري القرميد والمسطومة وصولاً إلى جسر الشغور".
من جهته، أكد المحلل العسكري أحمد رحال لـ"العربي الجديد" أن معركة المسطومة بدأها جيش الفتح بفكرة خاطئة عسكرياً وهي الهجوم من الشرق باتجاه الغرب، كتمهيد للمعركة، بسبب وجود حواجز للنظام على خط إدلب أريحا شمال جنوب".
وأضاف رحال "بعد فشل الهجوم من الشرق غيّر جيش الفتح خطة الهجوم وبدأ من الشمال باتجاه الجنوب أي من مدينة إدلب باتجاه الحواجز المتمركزة على طريق (إدلب-المسطومة)، وقد أعطت هذه الخطة نتيجة إيجابية إذ تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على كل الحواجز الموجودة على الطريق، وتمكنوا من السيطرة على جزء من بلدة المسطومة كونها فارغة تقريباً، ونجحوا في تدمير مركز القيادة في معسكر المسطومة الذي يشكل الاستيلاء عليه بداية للسيطرة على كل نقاط تواجد النظام في كل محافظة إدلب، إلا أن تمكن النظام من إرسال تعزيزات إلى المعسكر جعله في موقف أقوى بعد أن تمكنت قوافل إمداد تتألف من 10 سيارات محملة بالعتاد والجنود وست دبابات من الوصول إلى المعسكر عن طريق الغاب".
وأوضح رحال أن معسكر وبلدة المسطومة يشكلان نقطة استراتيجية وهامة بالنسبة للنظام والمعارضة، فتمكن النظام من إبقاء سيطرته على البلدة يجعل منها نقطة استناد له لشنّ هجوم معاكس على مدينة إدلب وقد يمكنه من استعادتها أو تدميرها في أسوأ الأحوال، كون المسطومة لا تبعد عن مركز مدينة إدلب أكثر من ستة كيلومترات.
في المقابل، فإن انهيار معسكر المسطومة يمكّن المعارضة من السيطرة على مدينة أريحا وعلى معسكر القرميد ويسمح بفتح جبهة قوية على خط جسر الشغور.
ويحوي المعسكر على أكثر من 30 دبابة ونحو 400 جندي من عناصر قوات النظام، بالإضافة إلى عدد كبير من الرشاشات المتوسطة والثقيلة. كما يعد معسكر القرميد الذي يبعد أقل من خمسة كيلومترات شرق المسطومة، أهم مربض مدفعية لقوات النظام السوري شمال البلاد. ويعد نقطة انطلاق لقصف معظم قرى وبلدات ريف إدلب بقطر 30 كيلومتراً، ويتمتع بأهمية استراتيجية عالية.

اقرأ أيضاً: هواجس إدارة إدلب: سيناريو الرقة هل يتكرر؟
المساهمون