وصفت المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، في أول ردة فعل على إعلان موسكو وقف العمليات الجوية الروسية والسورية، بـ"الخديعة"، مشيرة إلى أن روسيا عجزت بعد القصف عن "احتلال" حلب، أو إجبار المعارضة على الاستسلام.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، أسعد الزعبي، في حديث مع"العربي الجديد"":"هو اتفاق أو هدنة خديعة لتحقيق الهدف الروسي، وكسب قليل من ماء الوجه، لأنهم عجزوا بعد كل هذا القصف عن احتلال حلب أو إجبار المعارضة على الاستسلام. لذا، هم يطالبون بأقل الأمور، وهو إخراج عناصر فتح الشام، والغاية تفريغ حلب من أحد الفصائل، وبالتالي تحقيق خلل في المعادلة العسكرية، وإنجاز هدف موسكو بتقديم نفسها على أنها قوية".
وأضاف أن "موسكو بدأت بالحديث عن هذه الهدن، مثل هدنة اليوم، وأهم نقطة لديها خلالها تحديد أهداف جديدة من النقاط الطبية والمستشفيات لقصفها".
واعتبر رئيس وفد المعارضة السورية أنه "لا يمكن تفريع حلب، ولا يمكن إخراج فتح الشام، لأن الجزء الأكبر منهم هم من أهالي حلب، وبالتالي لن يتركوا أهلهم وأقرباءهم وأبناءهم. ثانيا، هذه سياسة كذب وخديعة من النظام وروسيا، لأنه بعد ذلك ستتم المطالبة بإخراج أحرار الشام، وفيلق الشام، وغيرها. وأضاف أن "أي مقاتل يخرج من حلب يعطي فرصة ذهبية للنظام لإخضاع المدينة، كما حصل في الراموسة عند خروج قسم من الثوار إلى شمال شرق حلب، ليعود النظام بعد ذلك ويحتل أجزاء منها".
واستعجل الروس هدنتهم في حلب، اليوم الثلاثاء، معلنين وقف العمليات الجوية الروسية والسورية، داعين "الدول ذات النفوذ" إلى "إقناع قادة المسلحين بضرورة مغادرة المدينة".
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في اجتماع أمني اليوم، بحسب وسائل إعلام روسية، إنه "ابتداء من الساعة العاشرة صباح اليوم تتوقف ضربات الطيران الروسي وقوات النظام السوري في منطقة حلب"، مضيفا: "نتوجه إلى الدول ذات التأثير على التشكيلات المسلحة في الجزء الشرقي من حلب لإقناع قادتها بوقف القتال ومغادرة المدينة".
ولا يبدو أن الهدنة التي أعلنت روسيا أنها ستطبقها مع النظام السوري في حلب، الخميس، ستقدم أي جديد لمئات آلاف المدنيين هناك، والذين يتعرضون للقصف يومياً، بالإضافة إلى معاناتهم المستمرة من جراء استمرار الحصار المفروض منذ نحو شهرين ونصف الشهر، خصوصاً مع تأكيد الأمم المتحدة على أن هذه الهدنة لن تسمح بإدخال المساعدات للمحاصرين.