يتحير الكثير من الآباء في دفع مصروفات إضافية ليشترك الأبناء في المطعم المدرسي، لأنهم لا يثقون في محتوى الوجبات ولا كيفية طهيها، خاصة بكونه "بزنس" جديداً، فبعض المدارس تعتبره إلزامياً بدافع الحفاظ عن الصحة النفسية للتلاميذ.
وقد أكدت دراسة صدرت في الجزائر بعنوان "الدور التربوي للمطعم المدرسي في عملية التحصيل الدراسي" أن المطعم المدرسي حقق العديد من الأهداف، ويقول الأستاذ مهدي بوزيد أحد المشرفين على إعداد هذه الدراسة: "اعتماد المطاعم جاء بعدة أهداف صحية واقتصادية ودينية وتربوية، من خلال تعويد الأطفال على احترام الممتلكات الخاصة والعامة، وتدريب التلاميذ على التعايش مع الآخرين ومشاركتهم في مأكلهم بآداب يتعلمونها، كما يساهم في تعليمهم مبادئ التغذية الصحية وخطورة نقص أو زيادة أي عنصر غذائي، وتعلمهم مهارات المعاملة.
وتعلمهم كذلك اكتساب سلوك النظام والانضباط، والإحساس بقيمة نعمة الطعام بعدم رميها أو تبذيرها، وإحساسهم بأطفال في العالم حرموا منها، وبه يتعلم الأطفال التروي في الإنفاق للتماشي مع الوضع الاقتصادي من خلال الحصول على وجبة متوازنة غذائياً بثمن مقبول، والطفل هو همزة وصل بين الأسرة والمدرسة، فيمكنه نقل هذه الثقافة لأسرته، فكم من أم تسأل طفلها ماذا أكلت اليوم بالمدرسة؟
اقــرأ أيضاً
وتناول الغداء في المطعم، كتناول الطعام في المنزل وبنفس الصورة الذهنية نضعها للأطفال، فمن يشرف عليه يقوم بدور الأم فهو يستقبل أطفالاً منهم من تركوا أمهاتهم لأول مرة كأطفال التحضيري.
ويضيف بوزيد: "ومع زيادة الأسعار وضعف القدرة الشرائية في معظم الدول العربية، أصبح المطعم له دور كبير في سد النقص الناتج عن أخذ التلميذ وجبة غير متوازنة في البيت، وتصحيح نظرته إلى بعض الأغذية - كاللحوم - التي يراها غير ضرورية وذلك لعدم تناولها في البيت بسبب غلائها، كما أنه يخفف مصاريف الأسر التي لديها أكثر من طفل في المدرسة مع التخفيض، كما اعتمدت معظم الوزارات مبدأ مساعدة الأيتام وإدراجهم في قائمة المستفيدين بلا مقابل".
والمطعم يساهم في خلق جو عائلي دافئ داخل قاعة الطعام، خاصة أطفال التحضيري والسنة الأولى حتى لا يحن الطفل إلى والديه، وبالتالي قد يفكر في ترك المدرسة، بالإضافة لكونها فترة ترفيه بعد ساعات الدراسة الطويلة، ويساعد الأطفال على تجنب الأمراض النفسية كالانطواء والتقوقع، والابتعاد عن الأنانية وتفضيل الذات، كما يعلم في الدول الغربية أن لكل ديانة طعاما خاصا، فيغرس في الطفل المسلم أنه لا يأكل غير المذبوح وفق الشريعة الإسلامية".
فتقول فاطمة من السعودية: "ابنتي تتناول الكثير من النشويات في المطعم، ولا يوجد إشراف على ما يتناوله الأطفال، فكل طفل يأكل ما يريد، فابنتي تأكل الكثير من الأرز والمعكرونة وتترك اللحوم والخضراوات، والأسوأ أنهم قد يقدمون لهم مشروبات غازية!
وتختلف معها فاتن من مصر قائلة: "في مدرستنا هناك مشرفة لمراقبة ما يضعه الأطفال في صحونهم، ولا يخرج تلميذ إلا وقد تناول المطلوب، فأصبح ابني يأكل الخضراوات من وقتها، ولم أعد قلقة في تجهيز حقيبة طعامه، المهم أن تطلع الأم على المطبخ ونظافته جيداً قبل أن تختار المدرسة".
وتضيف - م.ح إحدى المشرفات في مطعم مدرسي بالجزائر: "البعض لا يتقيد بالقوانين حيث يقدمون وجبات تم طهيها منذ أكثر من أسبوع، وقد تكون فاسدة، مثلما حدث عندما أصيب 30 تلميذاً وعاملاً بإحدى الثانويات في ولاية تيبازة بمرض وبائي، بسبب الفئران في المطعم، كما يستعينون أحياناً بشباب عاطل عن العمل للقيام بمهام الطبخ بدلاً عن المتخصصين، ما ينتج طعاماً لا يؤكل".
وتعلمهم كذلك اكتساب سلوك النظام والانضباط، والإحساس بقيمة نعمة الطعام بعدم رميها أو تبذيرها، وإحساسهم بأطفال في العالم حرموا منها، وبه يتعلم الأطفال التروي في الإنفاق للتماشي مع الوضع الاقتصادي من خلال الحصول على وجبة متوازنة غذائياً بثمن مقبول، والطفل هو همزة وصل بين الأسرة والمدرسة، فيمكنه نقل هذه الثقافة لأسرته، فكم من أم تسأل طفلها ماذا أكلت اليوم بالمدرسة؟
وتناول الغداء في المطعم، كتناول الطعام في المنزل وبنفس الصورة الذهنية نضعها للأطفال، فمن يشرف عليه يقوم بدور الأم فهو يستقبل أطفالاً منهم من تركوا أمهاتهم لأول مرة كأطفال التحضيري.
تكافل اجتماعي واقتصادي
ويضيف بوزيد: "ومع زيادة الأسعار وضعف القدرة الشرائية في معظم الدول العربية، أصبح المطعم له دور كبير في سد النقص الناتج عن أخذ التلميذ وجبة غير متوازنة في البيت، وتصحيح نظرته إلى بعض الأغذية - كاللحوم - التي يراها غير ضرورية وذلك لعدم تناولها في البيت بسبب غلائها، كما أنه يخفف مصاريف الأسر التي لديها أكثر من طفل في المدرسة مع التخفيض، كما اعتمدت معظم الوزارات مبدأ مساعدة الأيتام وإدراجهم في قائمة المستفيدين بلا مقابل".
والمطعم يساهم في خلق جو عائلي دافئ داخل قاعة الطعام، خاصة أطفال التحضيري والسنة الأولى حتى لا يحن الطفل إلى والديه، وبالتالي قد يفكر في ترك المدرسة، بالإضافة لكونها فترة ترفيه بعد ساعات الدراسة الطويلة، ويساعد الأطفال على تجنب الأمراض النفسية كالانطواء والتقوقع، والابتعاد عن الأنانية وتفضيل الذات، كما يعلم في الدول الغربية أن لكل ديانة طعاما خاصا، فيغرس في الطفل المسلم أنه لا يأكل غير المذبوح وفق الشريعة الإسلامية".
طعام سيء .. والأطفال جياع!
وتختلف معها فاتن من مصر قائلة: "في مدرستنا هناك مشرفة لمراقبة ما يضعه الأطفال في صحونهم، ولا يخرج تلميذ إلا وقد تناول المطلوب، فأصبح ابني يأكل الخضراوات من وقتها، ولم أعد قلقة في تجهيز حقيبة طعامه، المهم أن تطلع الأم على المطبخ ونظافته جيداً قبل أن تختار المدرسة".
وتضيف - م.ح إحدى المشرفات في مطعم مدرسي بالجزائر: "البعض لا يتقيد بالقوانين حيث يقدمون وجبات تم طهيها منذ أكثر من أسبوع، وقد تكون فاسدة، مثلما حدث عندما أصيب 30 تلميذاً وعاملاً بإحدى الثانويات في ولاية تيبازة بمرض وبائي، بسبب الفئران في المطعم، كما يستعينون أحياناً بشباب عاطل عن العمل للقيام بمهام الطبخ بدلاً عن المتخصصين، ما ينتج طعاماً لا يؤكل".