يطرح الكاتب، محمد منصور، في كتابه الجديد "مطربات بلاد الشام، تراجيديا الحياة والفن والسياسة"، حكايات أشهر مغنيات الزمن الجميل، كأسمهان وفايزة أحمد وسعاد محمد.
الكتاب الصادر في طبعته الأولى عام 2017 عن دار "رياض الريس للكتب والنشر"، يروي أيضاً، قصَّة المطربة السوريَّة، فضيلة مقلّي، التي عرفت بـ"سحر"، ونالت، بحسب الكاتب شهرة واسعة منتصف القرن الماضي، قبل أنْ تغتالها مجموعة تابعة، أو تستمد سلطتها من القيادة السورية سنة 1981، في فندق "سميراميس" في دمشق.
يقول منصور، إنَّ فضيلة مقلي ولدت في إدلب عام 1956، وعملت مطربة وممثّلة في مسارح حلب والفرقة الشعبية للفنون. ثم سكَنَت في دمشق منذ عام 1960، ومارست نشاطها الفني في الإذاعة والتلفزيون السوري، وغنت الموشحات والقصائد، ومن أهم مسرحياتها "الحرب" و"غدا تُشرق الشمس"، كما أحيَت مجموعة من الموشّحات القديمة. لكن خلف شهرتها الواسعة ثمة نهاية تراجيديَّة محزنة، تتلخص في حادثة موتها حين كانت تقف على المسرح في ملهى "سميراميس" بدمشق لتغني، وتقدم أحد معجبيها، وهو من مليشيا "سرايا الدفاع" التي كان يقودها رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ليرمي قنبلتين على المسرح والجمهور، أدّتا إلى قتلها، وتمزيق جسدها مع ما يقرُب من 20 شخصاً، وجرح 27 آخرين، بينهم عازفي الفرقة الموسيقية في مجزرة مروعة.
يتابِع محمد منصور، في كتابه، متحدثاً عن سيرة حياة الفنانة سحر، أن الأديب السوري، خيري الذهبي، كتب على صفحته الخاصة على فيسبوك 2014، قصة هذه النهاية المأساوية. وعلق كثيرون على ما كتب الذهبي، ومنهم الكاتبة، حذام الزهور، بالقول إن المطربة سحر عاشت طوال عمرها مأساة مستمرة، حتى الإعلام في الدول العربية كافة لم يذكرها بكلمة رحيمة، ولا أحد من الناس تقريباً يعرف حقيقة رحيلها.
تزوَّجت سحر من الممثّل السوري الراحل، خالد تاجا، مطلع السبعينيات. وقد نشرت الصحافة السوريّة صورته، وهو يشارك في تشييعها. وقد عاش تاجا سنوات من الاعتزال الفني بعد رحيلها، قبل عودته إلى التمثيل عام 1984.
يضيف منصور: "ولعل في نظرة سريعة على تراث سحر الغنائي المُسجل أو المُصوّر كفيل بدحض صورة المغنّية اللعوب، بحسب ما حاول إعلام النظام البعثي في سورية، إلباسها لها بعد موتها للتغطية على جريمة قتلها. خصوصاً أن عشرين شخصاً قد قتلوا، وهو أمر كانت السلطات بغنى عن إثارته في تلك الفترة التي شهدت تنامياً للغضب الشعبي في الشارع السوري، على خلفية الصدامات الدامية التي شهدتها سورية، وأخمدها حافظ الأسد، أخيراً، بمجزرة حماة الكبرى في شباط/ فبراير 1982".
اقــرأ أيضاً
عُرف صوت سحر بنبرته الحماسية القوية، ويُسجّل لها أيضاً غناء مجموعة من الأغنيات الوطنية في زمن المدّ القومي. غنَّت من أشعار صالح الهواري للعمل الفدائي الفلسطيني أغنية "فدائيون" من ألحان سليم سروة. وأعادت سحر غناء مجموعة من الموشحات والقدود الحلبية. وكان لها تجربة غنائية ثنائية مع المطرب الراحل، فهد بلان، بأغنية "آه يا قليبي"، من كلمات وألحان الفنان شاكر بريخان، واعتبرت من أنجح التجارب التي انتشرت في سورية والعالم العربي في ستينيات القرن العشرين، إضافة إلى فرادتها بلون غنائي بدوي عُرِفَت به بلاد الشام.
9
الكتاب الصادر في طبعته الأولى عام 2017 عن دار "رياض الريس للكتب والنشر"، يروي أيضاً، قصَّة المطربة السوريَّة، فضيلة مقلّي، التي عرفت بـ"سحر"، ونالت، بحسب الكاتب شهرة واسعة منتصف القرن الماضي، قبل أنْ تغتالها مجموعة تابعة، أو تستمد سلطتها من القيادة السورية سنة 1981، في فندق "سميراميس" في دمشق.
يقول منصور، إنَّ فضيلة مقلي ولدت في إدلب عام 1956، وعملت مطربة وممثّلة في مسارح حلب والفرقة الشعبية للفنون. ثم سكَنَت في دمشق منذ عام 1960، ومارست نشاطها الفني في الإذاعة والتلفزيون السوري، وغنت الموشحات والقصائد، ومن أهم مسرحياتها "الحرب" و"غدا تُشرق الشمس"، كما أحيَت مجموعة من الموشّحات القديمة. لكن خلف شهرتها الواسعة ثمة نهاية تراجيديَّة محزنة، تتلخص في حادثة موتها حين كانت تقف على المسرح في ملهى "سميراميس" بدمشق لتغني، وتقدم أحد معجبيها، وهو من مليشيا "سرايا الدفاع" التي كان يقودها رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ليرمي قنبلتين على المسرح والجمهور، أدّتا إلى قتلها، وتمزيق جسدها مع ما يقرُب من 20 شخصاً، وجرح 27 آخرين، بينهم عازفي الفرقة الموسيقية في مجزرة مروعة.
يتابِع محمد منصور، في كتابه، متحدثاً عن سيرة حياة الفنانة سحر، أن الأديب السوري، خيري الذهبي، كتب على صفحته الخاصة على فيسبوك 2014، قصة هذه النهاية المأساوية. وعلق كثيرون على ما كتب الذهبي، ومنهم الكاتبة، حذام الزهور، بالقول إن المطربة سحر عاشت طوال عمرها مأساة مستمرة، حتى الإعلام في الدول العربية كافة لم يذكرها بكلمة رحيمة، ولا أحد من الناس تقريباً يعرف حقيقة رحيلها.
تزوَّجت سحر من الممثّل السوري الراحل، خالد تاجا، مطلع السبعينيات. وقد نشرت الصحافة السوريّة صورته، وهو يشارك في تشييعها. وقد عاش تاجا سنوات من الاعتزال الفني بعد رحيلها، قبل عودته إلى التمثيل عام 1984.
يضيف منصور: "ولعل في نظرة سريعة على تراث سحر الغنائي المُسجل أو المُصوّر كفيل بدحض صورة المغنّية اللعوب، بحسب ما حاول إعلام النظام البعثي في سورية، إلباسها لها بعد موتها للتغطية على جريمة قتلها. خصوصاً أن عشرين شخصاً قد قتلوا، وهو أمر كانت السلطات بغنى عن إثارته في تلك الفترة التي شهدت تنامياً للغضب الشعبي في الشارع السوري، على خلفية الصدامات الدامية التي شهدتها سورية، وأخمدها حافظ الأسد، أخيراً، بمجزرة حماة الكبرى في شباط/ فبراير 1982".
عُرف صوت سحر بنبرته الحماسية القوية، ويُسجّل لها أيضاً غناء مجموعة من الأغنيات الوطنية في زمن المدّ القومي. غنَّت من أشعار صالح الهواري للعمل الفدائي الفلسطيني أغنية "فدائيون" من ألحان سليم سروة. وأعادت سحر غناء مجموعة من الموشحات والقدود الحلبية. وكان لها تجربة غنائية ثنائية مع المطرب الراحل، فهد بلان، بأغنية "آه يا قليبي"، من كلمات وألحان الفنان شاكر بريخان، واعتبرت من أنجح التجارب التي انتشرت في سورية والعالم العربي في ستينيات القرن العشرين، إضافة إلى فرادتها بلون غنائي بدوي عُرِفَت به بلاد الشام.
9