يحمل روّاد المطبخ المغربي على عاتقهم تقديم الغنى الموروث في المملكة المغربية وجمعه بين الأصالة والمعاصرة. وهي مهمة تبدو صعبة. لكن هكذا يصبح المطبخ سفيراً لموطنه لدى بقية البلدان.
من هذا المنطلق خصّص للمطبخ المغربي أسبوع "تعارفي" في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حضرت فيه أشهى الأطباق أمام زوّار متذوقين وشغوفين بالمعرفة، افتتح في 25 يوليو/تموز الفائت، ليشهد تحضير أطباق مختلفة من المطبخ المغربي أمام عيون الزوّار.
هناك اختلفت طرق الإعداد ومكوّنات التحضير بحسب انتماء الطباخ أو الأكلة وقربها من هذه المدينة المغربية أو تلك. ما عكس بدوره التنوّع المغربي الثقافي، في واحد من أشهر فنادق كوالالمبور، بمبادرة من السفارة المغربية في ماليزيا، ومشاركة المكتب الوطني المغربي للسياحة.
الأسبوع يشهد حالياً عروضاً موسيقية ودروساً في تحضير الحلويات المغربية، وهي الاختصاص المتعدّد والأكثر غنىً في البلاد. كذلك يشهد تقديم دروس في تحضير أطباق مغربية معروفة وأخرى خاصّة تحت عنوان "كنوز فن المطبخ المغربي".
جلسات شاي
وسيجد زائر المعرض جلسة شاي مغربي وسط صالون معدّ على الطريقة التقليدية، حيث يعدّ الشاي ويقدّمه "الساقي" بلباس تقليدي، ويستعرض أمام الجمهور الزائر طرق إعداده وصبّه والتفنّن في تعداد أنواعه، من النعناع إلى الأعشاب الطبية والعطرية المستعملة في تحضير "أتاي"، كما يسمّى الشاي في المغرب.
ويقدّم الأسبوع لمحات عن الأماكن السياحية في المغرب، في عروض عن التنوّع الجمالي بين السهل والجبل والبحر والصحراء في المملكة، ويعرف إقامة معرض صور التقطت بانورامياً لأجمل المواقع فيها.
وأقرأ أيضاً:المغرب يلوذ بالسياح المحليين للصمود أمام انحسار الوافدين
فيما تحضر الصناعة التقليدية المغربية من خلال استعراض مواهب "معلّمين" حرفيين متخصّصين في فنون النقش على الجص والخشب والنحاس، ومتخصّصين في الأشغال اليدوية والبيتية والحلي وما شابهها.
حضر الافتتاح حشد من الدبلوماسيين والموظفين في وزارة الشؤون الخارجية الماليزية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في كوالالمبور والعديد من المغربيين" وأصدقائهم. ويقول سفير المغرب بماليزيا أحمد فوزي إنّ التظاهرة "تهدف في الأساس إلى تعزيز جسور التواصل بين ثقافتي المغرب وماليزيا، من خلال إطلاع الزوار والسياح الأجانب على غنى الثقافة المغربية وتنوّعها وأصالتها وانفتاحها على الحداثة".
وأضاف: "هي فرصة للضيوف كي يكتشفوا ويتذوّقوا الأطباق الشهية التي يشتهر بها المطبخ المغربي، والمستوحاة من التراث والتقاليد العريقة لمختلف جهات المملكة، وكذلك الاطّلاع على أصالة الصناعة التقليدية المغربية".
ويرى السفير المغربي أنّ فعاليات كهذه "تساهم في توثيق أواصر الصداقة بين المغرب والبلدان الأخرى، وتعزّز التفاهم المتبادل بين الشعبين المغربي والماليزي، خصوصاً أنّ الطبخ المغربي يشكّل جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية المغربية".
وأقرأ أيضاً: "أتاي" فنّ في المغرب