التقاط صور مصابين وقتلى. ركض طيلة اليوم من دون الاحتماء بأي درع واق من الرصاص. تنشّق مستمر لغازات سامة، تؤثر على جميع وظائف الجسد. طلقات رصاص، بمختلف أنواعه، عشوائية، تمر بجانب رأسه، لا يدري من أين تأتي. هذه هي صورة مصغّرة عن البيئة التي يعمل فيها المصورون في مصر.
أحداث دامية مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، تحديداً منذ ثورة 25 يناير حتى اليوم. يومها حمل المصوّرون كاميراتهم ونزلوا إلى الشارع لينقلوا إلى العالم صوراً لم نشاهدها في الإعلام التلفزيوني المدجّن من السلطة في أغلب الأحيان.
لكن بسرعة بدأ استهداف المصوّرين، فسقط منهم شهداء، وجرحى، واعتقل عدد منهم فقط لأنهم يحملون كاميرا. وحتى الساعة لا يزال الوضع على حاله، ففي كل مرة ينزل المصوّر إلى الشارع لا يعرف إن كان سيعود أم لا.
حازم عبد الحميد، مصور صحافي في جريدة وموقع "المصري اليوم"، شارك في تغطيات أغلب الاشتباكات التى مرت خلال الفترة التي تلت ثورة يناير. يحكي بأسى ما يعانيه أثناء عمله، موضحاً أن التعامل مع المصوّر قبل الثورة كان مختلفاً تماماً "وقتها كان الشارع يتفهم، إلى حد ما، أن من يحمل كاميرا يرغب في المساعدة لنقل صوتهم ومطالبهم إلى المسؤولين، و لكننا الآن أصبحنا مطاردين من غالبية المواطنين. وهي المطاردة التي تسبق مطاردة الأمن".
أما زميله محمود حسن، وهو مصوّر في جريدة "البديل"، يقول إن" البُغض الذي أصبحنا نلقاه أثناء تصوير بعض الوقفات لأهالي يشكون تهجيرهم من منازلهم، أو يرغبون في زيادة أجورهم، لم أتفهمه! فنحن لم نُحسَب على تيار معين، ويوجد بيننا من ليس له انتماء سياسيّ؛ فكيف يتم التعامل معنا على أساس أننا أعداء قبل أن يعلموا حتى جهة عملنا؟".
ويضيف: أسوأ الأزمات التي نواجهها هي الاعتقال من دون مبرر. ويستعيد هنا اعتقال زميله المصوّر محمود شوكان، الذي "لم تعلن أية مؤسسة صحافية يعمل فيها توليها الدفاع عنه، حتى الآن، بالرغم من تجديد قرار اعتقاله منذ أيام قليلة".
ويروي عمر ساهر لـ"العربي الجديد" وهو صحافي مصوِّر في "المصري اليوم"، وقائع الاعتداء عليه أثناء فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة. :أثناء تصويره هناك، فوجئ برجل لا يبدو عليه أنه من المعتصمين، يركلهُ بقوة، واعتدى عليه بالضرب، ثم اختطف منه الكاميرا ومعدات التصوير عنوة، وعنَّفه قائلاً: اطلع من هنا حي أحسن لك.
هذه الشهادات هي جزء صغير من أزمة الصحافيين المصوّرين في مصر. ومطالبهم ليست كثيرة، يريدون أولاً توفير الحماية لهم من مؤسساتهم وبمشاركه جهات حقوقية معنية فقط بحقوق المصورين. كذلك وحفاظاً على حياتهم طالبوا أكثر من مرة بتوفير ملابس واقية من الرصاص، وأقنعة تمكّنهم من التنفس أثناء تصوير الاشتباكات.
لكن قبل كل ذلك، يريدون وقف الضغوط الأمنية عليهم أثناء تصويرهم. فبعدما أصبحت مصر ثالث أخطر دولة على مستوى العالم في التغطية الصحافية، باتت الحماية ضرورية، لهؤلاء الذين يحملون كاميراتهم ويصرّون على تصوير كل ما يحدث، فلولاهم لما عرفنا ماذا يحصل على الأرض، ولما تمكنّا من توثيق كل الانتهاكات.
(الفيديو المرفق من تصوير حسام الصياد)
أحداث دامية مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، تحديداً منذ ثورة 25 يناير حتى اليوم. يومها حمل المصوّرون كاميراتهم ونزلوا إلى الشارع لينقلوا إلى العالم صوراً لم نشاهدها في الإعلام التلفزيوني المدجّن من السلطة في أغلب الأحيان.
لكن بسرعة بدأ استهداف المصوّرين، فسقط منهم شهداء، وجرحى، واعتقل عدد منهم فقط لأنهم يحملون كاميرا. وحتى الساعة لا يزال الوضع على حاله، ففي كل مرة ينزل المصوّر إلى الشارع لا يعرف إن كان سيعود أم لا.
حازم عبد الحميد، مصور صحافي في جريدة وموقع "المصري اليوم"، شارك في تغطيات أغلب الاشتباكات التى مرت خلال الفترة التي تلت ثورة يناير. يحكي بأسى ما يعانيه أثناء عمله، موضحاً أن التعامل مع المصوّر قبل الثورة كان مختلفاً تماماً "وقتها كان الشارع يتفهم، إلى حد ما، أن من يحمل كاميرا يرغب في المساعدة لنقل صوتهم ومطالبهم إلى المسؤولين، و لكننا الآن أصبحنا مطاردين من غالبية المواطنين. وهي المطاردة التي تسبق مطاردة الأمن".
أما زميله محمود حسن، وهو مصوّر في جريدة "البديل"، يقول إن" البُغض الذي أصبحنا نلقاه أثناء تصوير بعض الوقفات لأهالي يشكون تهجيرهم من منازلهم، أو يرغبون في زيادة أجورهم، لم أتفهمه! فنحن لم نُحسَب على تيار معين، ويوجد بيننا من ليس له انتماء سياسيّ؛ فكيف يتم التعامل معنا على أساس أننا أعداء قبل أن يعلموا حتى جهة عملنا؟".
ويضيف: أسوأ الأزمات التي نواجهها هي الاعتقال من دون مبرر. ويستعيد هنا اعتقال زميله المصوّر محمود شوكان، الذي "لم تعلن أية مؤسسة صحافية يعمل فيها توليها الدفاع عنه، حتى الآن، بالرغم من تجديد قرار اعتقاله منذ أيام قليلة".
ويروي عمر ساهر لـ"العربي الجديد" وهو صحافي مصوِّر في "المصري اليوم"، وقائع الاعتداء عليه أثناء فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة. :أثناء تصويره هناك، فوجئ برجل لا يبدو عليه أنه من المعتصمين، يركلهُ بقوة، واعتدى عليه بالضرب، ثم اختطف منه الكاميرا ومعدات التصوير عنوة، وعنَّفه قائلاً: اطلع من هنا حي أحسن لك.
هذه الشهادات هي جزء صغير من أزمة الصحافيين المصوّرين في مصر. ومطالبهم ليست كثيرة، يريدون أولاً توفير الحماية لهم من مؤسساتهم وبمشاركه جهات حقوقية معنية فقط بحقوق المصورين. كذلك وحفاظاً على حياتهم طالبوا أكثر من مرة بتوفير ملابس واقية من الرصاص، وأقنعة تمكّنهم من التنفس أثناء تصوير الاشتباكات.
لكن قبل كل ذلك، يريدون وقف الضغوط الأمنية عليهم أثناء تصويرهم. فبعدما أصبحت مصر ثالث أخطر دولة على مستوى العالم في التغطية الصحافية، باتت الحماية ضرورية، لهؤلاء الذين يحملون كاميراتهم ويصرّون على تصوير كل ما يحدث، فلولاهم لما عرفنا ماذا يحصل على الأرض، ولما تمكنّا من توثيق كل الانتهاكات.
(الفيديو المرفق من تصوير حسام الصياد)