وسط تواصل التحضيرات المكثفة لانطلاق جولة المشاورات اليمنية، التي علم "العربي الجديد" أنها تأجلت من 4 ديسمبر/ كانون الأول الحالي إلى السادس منه في السويد، لا يزال طرفا المفاوضات، الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، يضعان شروطاً في طريق الحضور والحلول المفترض طرحها على أجندة المحادثات، في ظل استمرار الخلافات بشأن الوضع في ميناء الحديدة، مع رفض الحكومة عرض الحوثيين بتسليمه إلى الأمم المتحدة.
وأشارت مصادر طبية إلى مقتل ثمانية حوثيين وعنصرين في القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية في اشتباكات في مدينة الحديدة، أمس السبت، فيما حذر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في بيان في ختام زيارة إلى اليمن استمرت 3 أيام، من أن اليمن بات يقف على شفير "كارثة كبرى". وقال "اليمن يقف على شفير كارثة كبرى، لكن لم يفت الأوان بعد"، موضحاً أن "الأوضاع المتدهورة" في اليمن ستحتاج إلى مساعدة أضخم في العام المقبل.
وتشهد مدينة الحديدة اشتباكات متقطعة منذ وقف القوات الموالية للحكومة محاولة التقدم فيها لاستعادتها في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أسبوعين من مواجهات عنيفة قتل فيها مئات. لكن المعارك اشتدت من جديد في الساعات الـ24 الماضية في جبهتي القتال الرئيسيتين في شرق وجنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر، حسبما أفاد مسؤول في القوات الموالية للحكومة. كذلك أعلن الحوثيون، عبر قناة "المسيرة"، عن اشتباكات في المدينة تخلّلها تبادل للقصف بالمدفعية. وأفاد ثلاثة أطباء في الحديدة بأن جثث ثمانية مقاتلين حوثيين وصلت إلى مستشفيات المدينة، بينما قال طبيب في مستشفى ميداني تابع للقوات الحكومية إن عنصرين في هذه القوات لقيا مصرعهما. وهذه أكبر حصيلة قتلى في 24 ساعة في المدينة منذ منتصف الشهر الماضي. من جهته أعلن الدفاع المدني السعودي، على حسابه على "تويتر"، أنه تلقى بلاغاً عن تعرض منزل "لمقذوف عسكري" في جازان قرب الحدود مع اليمن "أطلقته عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية، ما نتج عنه إصابة مواطن وامرأة". وأضاف أن المصابين يمنيان، وقد تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وهذه المرة الأولى التي يؤكد فيها الدفاع المدني السعودي سقوط قذائف في المملكة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. كذلك تواصلت المواجهات العسكرية في المناطق الحدودية لمحافظة صعدة اليمنية مع السعودية وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف على أكثر من محافظة، فيما أعلن مسؤولون موالون للحوثيين أن مطار صنعاء الدولي بات جاهزاً لاستقبال الرحلات المدنية.
وأشار مصدر حكومي يمني، طلب عدم تسميته باعتباره غير مخول بالتصريح، لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، إلى أنه تم تأجيل موعد انطلاق المشاورات في السويد، من الموعد السابق الذي كان مقرراً في 4 ديسمبر/ كانون الأول إلى السادس من الشهر الحالي. وكشف عن أن الوفد الحكومي المفاوض يشترط حضور وفد الحوثيين إلى استوكهولم في السويد، قبل توجهه إلى المشاركة، للحيلولة دون تكرار الملابسات التي رافقت فشل "جنيف 3" في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما وضع الحوثيون شروطاً للحضور. وأكد المصدر أن أجندة المحادثات المرتقبة، وفقاً للتفاصيل التي عرضها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، على الحكومة الشرعية، تتمحور في إجراءات "بناء الثقة"، تبدأ بالملف الإنساني والحقوقي، والذي يشمل الإفراج عن الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً من الطرفين، وفتح المنافذ، بما فيها مطار صنعاء الدولي وغيرها من الإجراءات، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، والمتعلق بالإجراءات المطلوبة لتوحيد عمل البنك المركزي اليمني وتسليم مرتبات موظفي القطاع العام، في كل محافظات البلاد، بعدما كانت منقطعة منذ أكثر من عامين.
اقــرأ أيضاً
إلى جانب ذلك، كشف المصدر عن أن المفاوضات ستتطرق إلى الملف العسكري، والمرتبط بملف ميناء الحديدة. وأكد المصدر أن الحكومة ترفض العرض الذي طرحه الحوثيون بشأن السماح بدور رئيسي للأمم المتحدة بالإشراف وإدارة ميناء الحديدة، وكذلك المقترح المقدم من الأمم المتحدة بشأن الإشراف على الميناء، وتعتبر أن أي تنازل عن الميناء يمثل تنازلاً عن السيادة. كذلك تشدّد على أن الميناء يجب أن يتم تسليمه إلى القوات الأمنية التابعة للحكومة. في المقابل، أكدت قيادات في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أنها، ومع الاستعداد لحضور مشاورات السويد برعاية الأمم المتحدة، لا تزال تنتظر الحسم بمسألة ملف السماح بمغادرة عشرات الجرحى للعلاج خارج البلاد. وكان وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، قد انتزع موافقة التحالف السعودي الإماراتي على مغادرة الجرحى، الذين يعتقد أن من بينهم قيادات في الجماعة، تسعى الأخيرة لنقلهم إلى سلطنة عُمان، مع أخذ ضمانات، بعدم اعتراضهم من قبل التحالف الذي يغلق مطار صنعاء الدولي ويمنح التراخيص لطائرات الأمم المتحدة التابعة للمنظمات الإنسانية.
وعلى الرغم من التقدّم الذي تحقق منذ تراجع العمليات العسكرية في الحديدة، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني عادت مؤشرات التصعيد، إذ أطلق الحوثيون أخيراً عدداً من الصواريخ البالستية باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية والمناطق الحدودية مع السعودية، بعد أن أعلنت الجماعة عن إيقاف إطلاقها أو استخدام الطائرات المسيرة، كخطوة في إطار إظهار حسن النوايا، وبما يهيئ الأجواء لعقد مشاورات السويد. ووجه المتحدث باسم الحوثيين، ورئيس وفد الجماعة المفاوض، محمد عبد السلام، اتهامات للسعودية بإحباط اتفاق كان على وشك التنفيذ بشأن الأسرى والمعتقلين. وقال، في مقابلة مع صحيفة "الثورة" بنسختها التابعة للجماعة في صنعاء نشرت يوم الجمعة الماضي، إن اللجنة التابعة للجماعة والمعنية بمعالجة ملف الأسرى والمعتقلين والمفقودين، كانت قد توصلت منذ أسبوعين إلى "اتفاق مع مندوب الطرف الآخر، وبرعاية الأمم المتحدة، وتم التوافق على صيغة تقضي بالتبادل الكامل للأسرى والمعتقلين". وأضاف "حُدد في الاتفاق بعض الأمور الفنية واللوجستية، ولكن للأسف الشديد فوجئنا برفض الجانب السعودي السماح للمندوب بالتوقيع عليه، رغم الاتفاق المسبق على كافة تفاصيله، وبحضور الأمم المتحدة، وعلى أن يتم ذلك في اليوم ذاته". وأكد تحفظ جماعته على جدول الأعمال الخاص بـ"بناء الثقة".
وقال إن "أفكار الأمم المتحدة بشأن المفاوضات متشعبة جداً، وما زالت تسميها مشاورات وتارة مفاوضات وتارة نقاشات، وتارة خطوات بناء الثقة وتارة حواراً شاملاً، وهكذا قفزت من موضوع إلى آخر". وأضاف أن "الحديث عن قضايا جزئية تحت عنوان خطوات بناء الثقة ذر للرماد في العيون". وتابع "لم يتوصل (غريفيث) خلال عام تقريباً منذ توليه (منصبه) إلى أي نتائج، وكما لم يستطع فعل شيء في السابق فلن يفعل في أي وقت لاحق إذا استمر بهذا الأسلوب". الجدير بالذكر أنه كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات في السويد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، ثم تأجلت، بسبب استمرار الهوة بين الأطراف، على نحو يُنذر بتجربة الفشل في جولات المشاورات السابقة، ومنها "جنيف 3"، إلا أن المبعوث الأممي، في المقابل، يبدو حريصاً هذه المرة على ضمان حضور الوفدين، والمضي بخطوات تحضيرية تهيئ الأجواء لإنجاح المشاورات.
اقــرأ أيضاً
وأشارت مصادر طبية إلى مقتل ثمانية حوثيين وعنصرين في القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية في اشتباكات في مدينة الحديدة، أمس السبت، فيما حذر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في بيان في ختام زيارة إلى اليمن استمرت 3 أيام، من أن اليمن بات يقف على شفير "كارثة كبرى". وقال "اليمن يقف على شفير كارثة كبرى، لكن لم يفت الأوان بعد"، موضحاً أن "الأوضاع المتدهورة" في اليمن ستحتاج إلى مساعدة أضخم في العام المقبل.
وأشار مصدر حكومي يمني، طلب عدم تسميته باعتباره غير مخول بالتصريح، لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، إلى أنه تم تأجيل موعد انطلاق المشاورات في السويد، من الموعد السابق الذي كان مقرراً في 4 ديسمبر/ كانون الأول إلى السادس من الشهر الحالي. وكشف عن أن الوفد الحكومي المفاوض يشترط حضور وفد الحوثيين إلى استوكهولم في السويد، قبل توجهه إلى المشاركة، للحيلولة دون تكرار الملابسات التي رافقت فشل "جنيف 3" في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما وضع الحوثيون شروطاً للحضور. وأكد المصدر أن أجندة المحادثات المرتقبة، وفقاً للتفاصيل التي عرضها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، على الحكومة الشرعية، تتمحور في إجراءات "بناء الثقة"، تبدأ بالملف الإنساني والحقوقي، والذي يشمل الإفراج عن الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً من الطرفين، وفتح المنافذ، بما فيها مطار صنعاء الدولي وغيرها من الإجراءات، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، والمتعلق بالإجراءات المطلوبة لتوحيد عمل البنك المركزي اليمني وتسليم مرتبات موظفي القطاع العام، في كل محافظات البلاد، بعدما كانت منقطعة منذ أكثر من عامين.
إلى جانب ذلك، كشف المصدر عن أن المفاوضات ستتطرق إلى الملف العسكري، والمرتبط بملف ميناء الحديدة. وأكد المصدر أن الحكومة ترفض العرض الذي طرحه الحوثيون بشأن السماح بدور رئيسي للأمم المتحدة بالإشراف وإدارة ميناء الحديدة، وكذلك المقترح المقدم من الأمم المتحدة بشأن الإشراف على الميناء، وتعتبر أن أي تنازل عن الميناء يمثل تنازلاً عن السيادة. كذلك تشدّد على أن الميناء يجب أن يتم تسليمه إلى القوات الأمنية التابعة للحكومة. في المقابل، أكدت قيادات في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أنها، ومع الاستعداد لحضور مشاورات السويد برعاية الأمم المتحدة، لا تزال تنتظر الحسم بمسألة ملف السماح بمغادرة عشرات الجرحى للعلاج خارج البلاد. وكان وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، قد انتزع موافقة التحالف السعودي الإماراتي على مغادرة الجرحى، الذين يعتقد أن من بينهم قيادات في الجماعة، تسعى الأخيرة لنقلهم إلى سلطنة عُمان، مع أخذ ضمانات، بعدم اعتراضهم من قبل التحالف الذي يغلق مطار صنعاء الدولي ويمنح التراخيص لطائرات الأمم المتحدة التابعة للمنظمات الإنسانية.
وقال إن "أفكار الأمم المتحدة بشأن المفاوضات متشعبة جداً، وما زالت تسميها مشاورات وتارة مفاوضات وتارة نقاشات، وتارة خطوات بناء الثقة وتارة حواراً شاملاً، وهكذا قفزت من موضوع إلى آخر". وأضاف أن "الحديث عن قضايا جزئية تحت عنوان خطوات بناء الثقة ذر للرماد في العيون". وتابع "لم يتوصل (غريفيث) خلال عام تقريباً منذ توليه (منصبه) إلى أي نتائج، وكما لم يستطع فعل شيء في السابق فلن يفعل في أي وقت لاحق إذا استمر بهذا الأسلوب". الجدير بالذكر أنه كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات في السويد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، ثم تأجلت، بسبب استمرار الهوة بين الأطراف، على نحو يُنذر بتجربة الفشل في جولات المشاورات السابقة، ومنها "جنيف 3"، إلا أن المبعوث الأممي، في المقابل، يبدو حريصاً هذه المرة على ضمان حضور الوفدين، والمضي بخطوات تحضيرية تهيئ الأجواء لإنجاح المشاورات.