انطلقت منذ أيام قليلة المنافسة بين القنوات التلفزيونية التونسية الرسمية والخاصة من أجل جذب المشاهد التونسي، والحصول على أعلى نسب مشاهدة وأكبر نسبة من الإعلانات، التي يجد أصحابها في شهر رمضان مناسبة لمخاطبة عقول المتلقين ودغدغة رغباتهم. ولم يختلف حصاد نسب مشاهدة البرامج خلال هذا الموسم الرمضاني عن مثيله في السنة الماضية، حيث بثت أغلب القنوات الأجزاء الثانية من برامج ومسلسلات عرفت نجاحاً سابقاً.
تصدرت قناة "الحوار التونسي" الخاصة صدارة الترتيب في قائمة القنوات الأكثر مشاهدة بنسبة تجاوزت الـ56 في المائة، حسب إحصائيات أعدتها "سيغما كونساي". وجاءت القناة الخاصة "نسمة" في المرتبة الثانية بنسبة 40.2 في المائة، تليها قناة التاسعة بنسبة 24.1 في المائة.
وكانت قناة "الحوار التونسي" قد اعتمدت، خلال برمجتها الرمضانية لهذه السنة، على بث الجزء الثاني من مسلسل "أولاد مفيدة"، الذي حقق خلال السنة الماضية نجاحاً كبيراً، وبلغت نسبة مشاهدته في اليوم الثاني من هذا الموسم 74 في المائة. كما نجح برنامج المسابقات، "دليلك ملك"، الذي يبث للموسم الخامس، في الحصول على نسبة مشاهدة بلغت خلال اليوم الثاني من شهر رمضان 43.1 بالمائة. كما تمكنت السلسلة الهزلية، التي تبث على نفس القناة من بلوغ 25 بالمائة من نسب المشاهدة. هذا النجاح المتوقع للقناة لم يشفع لها أمام تذمر المشاهدين بسبب اعتماد مبدأ "القمار"، في برنامج الألعاب، "دليلك ملك"، وطرح مواضيع اعتبرها البعض "لا تتناسب مع شهر رمضان" ضمن "أولاد مفيدة" واعتماد التهريج والكليشيهات التافهة من أجل الإضحاك في سلسلة "دنيا أخرى"، حسب تدوينات ناشطين على المواقع الاجتماعية.
وللرد على هذه الاتهامات، أكد الملحق الإعلامي للقناة، صلاح الطرابلسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المواضيع التي طرحها مسلسل (أولاد مفيدة) لا تختلف عما يتم طرحه في كل الأعمال الدرامية الرمضانية العربية، كما أن اعتماد أسلوب بسيط وشعبي في مسلسل (دنيا أخرى) هو سر نجاحها الجماهيري وقدرتها على الإمتاع والإضحاك، أما بخصوص برنامج (دليلك ملك) فقد كان قادراً طيلة سنوات على تغيير حياة مئات التونسيين من خلال المبالغ الضخمة التي يفوزون بها، وهو برنامج محبوب ويتابعه جمهور غفير. النجاح نسبي وقناتنا تعمل على شد مشاهديها وتحرص على احترامهم وتقدم لهم طيلة أيام السنة برامج هادفة وحب الجمهور واختياره لقناتنا تترجمه الأرقام".
من جهة أخرى، ورغم أنه لم يمض على إطلاقها سوى سنة ونصف السنة تقريبا إلا أن القناة الخاصة "التاسعة" لصاحبها الإعلامي، معز بن غربية، نجحت للسنة الثانية على التوالي في لفت الأنظار من خلال الجزء الثاني من السلسلة الكوميدية "بوليس" والكاميرا الخفية "ألو جدة". ورغم احتلال "الحوار التونسي" المرتبة الأولى، إلا أن حلول "التاسعة" في المرتبة الثالثة يعتبر إنجازاً.
الصحافية في جريدة "المغرب" التونسية، مفيدة خليل، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "نجاح قناة التاسعة صنع على مهل وبذكاء شديد مما جعل منها نجمة القنوات التلفزيونية في رمضان، فالمضمون الذي يحاكي المستوى العالمي في سلسلة (بوليس2) وتفرد فكرة استضافة الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، في الكاميرا الخفية لفت أنظار التونسيين الذين يبحثون عن التميز والتفرد والتألق".
"العربي الجديد" التقت أيضا الممثل التونسي، بطل سلسلة "بوليس"، والمسرحي الشهير، كمال التواتي، الذي صرح بأن "الجزء الثاني من السلسلة اعتمد على تطوير تقنيات التصوير وتكثيف الحس الكوميدي في السيناريو، مما أنتج عملاً قوياً نجح في المنافسة وشد المتفرجين بكل شرائحهم العمرية وقدم لهم منتوجا مغايرا للسائد." وحول التكلفة المادية لهذا العمل، الذي تم تصوير بعض حلقاته في الولايات المتحدة الأميركية، قال التواتي: "تحولنا اليوم في تونس من الإنتاجات المرتجلة إلى الاعتماد على شركات الإنتاج الخاصة، الأمر الذي أحدث نقلة في نوعية الإنتاج التلفزي المقدم دون الوقوع في الصعوبات المالية المعتادة".
أما قناة "نسمة"، التي عرفت بدورها بعض النجاح من خلال الجزء السادس من السلسلة الهزلية الشهيرة، "نسيبتي العزيزة"، فقد حافظ التونسيون منذ سنوات على وفائهم لها رغم إجماع النقاد على تراجع مستواها، وعدم قدرة أجزائها الأخيرة على فرض الابتسامة، عكس الأجزاء القديمة.
ورغم اهتمام الناشطين على الإنترنت بانتقاد كل ما جاء في البرمجة الرمضانية، إلا أن القناتين العموميتين الوطنية 1 والوطنية 2 لم تحظيا بأي اهتمام أو نقد. واحتلت القناة الوطنية الأولى المرتبة الرابعة في سلم الترتيب بنسبة 11.6 في المائة في حين احتلت الوطنية 2 المرتبة السادسة بنسبة 3.4 في المائة. هذا وقد احتلت القناة الخاصة "حنبعل" المرتبة الخامسة بنسبة 11 في المائة. وتعزو الصحافية، راضية العوني، فشل القناتين الوطنيتين في شد المشاهدين إلى غياب الإمكانيات المادية والبشرية واعتماد برمجة تقليدية من خلال مسلسلات اجتماعية بمواضيع مستهلكة، كمسلسل "وردة وكتاب"، الذي أثار السخرية على المواقع الاجتماعية بسبب التقنيات المعتمدة في تصويره مقارنة بالصورة المتطورة، التي تقدمها القنوات الخاصة. أما بالنسبة للقناة الوطنية 2 فقيامها بإعادة برامج رمضانية قديمة، تعود إلى الستينيات، كسلسلة "حكايات العروي"، هو أمر يدعو إلى التساؤل حول الأموال الرسمية، التي تصرف لتمويل هذه القناة الفاشلة على جميع المستويات.
اقــرأ أيضاً
تصدرت قناة "الحوار التونسي" الخاصة صدارة الترتيب في قائمة القنوات الأكثر مشاهدة بنسبة تجاوزت الـ56 في المائة، حسب إحصائيات أعدتها "سيغما كونساي". وجاءت القناة الخاصة "نسمة" في المرتبة الثانية بنسبة 40.2 في المائة، تليها قناة التاسعة بنسبة 24.1 في المائة.
وكانت قناة "الحوار التونسي" قد اعتمدت، خلال برمجتها الرمضانية لهذه السنة، على بث الجزء الثاني من مسلسل "أولاد مفيدة"، الذي حقق خلال السنة الماضية نجاحاً كبيراً، وبلغت نسبة مشاهدته في اليوم الثاني من هذا الموسم 74 في المائة. كما نجح برنامج المسابقات، "دليلك ملك"، الذي يبث للموسم الخامس، في الحصول على نسبة مشاهدة بلغت خلال اليوم الثاني من شهر رمضان 43.1 بالمائة. كما تمكنت السلسلة الهزلية، التي تبث على نفس القناة من بلوغ 25 بالمائة من نسب المشاهدة. هذا النجاح المتوقع للقناة لم يشفع لها أمام تذمر المشاهدين بسبب اعتماد مبدأ "القمار"، في برنامج الألعاب، "دليلك ملك"، وطرح مواضيع اعتبرها البعض "لا تتناسب مع شهر رمضان" ضمن "أولاد مفيدة" واعتماد التهريج والكليشيهات التافهة من أجل الإضحاك في سلسلة "دنيا أخرى"، حسب تدوينات ناشطين على المواقع الاجتماعية.
وللرد على هذه الاتهامات، أكد الملحق الإعلامي للقناة، صلاح الطرابلسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المواضيع التي طرحها مسلسل (أولاد مفيدة) لا تختلف عما يتم طرحه في كل الأعمال الدرامية الرمضانية العربية، كما أن اعتماد أسلوب بسيط وشعبي في مسلسل (دنيا أخرى) هو سر نجاحها الجماهيري وقدرتها على الإمتاع والإضحاك، أما بخصوص برنامج (دليلك ملك) فقد كان قادراً طيلة سنوات على تغيير حياة مئات التونسيين من خلال المبالغ الضخمة التي يفوزون بها، وهو برنامج محبوب ويتابعه جمهور غفير. النجاح نسبي وقناتنا تعمل على شد مشاهديها وتحرص على احترامهم وتقدم لهم طيلة أيام السنة برامج هادفة وحب الجمهور واختياره لقناتنا تترجمه الأرقام".
من جهة أخرى، ورغم أنه لم يمض على إطلاقها سوى سنة ونصف السنة تقريبا إلا أن القناة الخاصة "التاسعة" لصاحبها الإعلامي، معز بن غربية، نجحت للسنة الثانية على التوالي في لفت الأنظار من خلال الجزء الثاني من السلسلة الكوميدية "بوليس" والكاميرا الخفية "ألو جدة". ورغم احتلال "الحوار التونسي" المرتبة الأولى، إلا أن حلول "التاسعة" في المرتبة الثالثة يعتبر إنجازاً.
الصحافية في جريدة "المغرب" التونسية، مفيدة خليل، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "نجاح قناة التاسعة صنع على مهل وبذكاء شديد مما جعل منها نجمة القنوات التلفزيونية في رمضان، فالمضمون الذي يحاكي المستوى العالمي في سلسلة (بوليس2) وتفرد فكرة استضافة الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، في الكاميرا الخفية لفت أنظار التونسيين الذين يبحثون عن التميز والتفرد والتألق".
"العربي الجديد" التقت أيضا الممثل التونسي، بطل سلسلة "بوليس"، والمسرحي الشهير، كمال التواتي، الذي صرح بأن "الجزء الثاني من السلسلة اعتمد على تطوير تقنيات التصوير وتكثيف الحس الكوميدي في السيناريو، مما أنتج عملاً قوياً نجح في المنافسة وشد المتفرجين بكل شرائحهم العمرية وقدم لهم منتوجا مغايرا للسائد." وحول التكلفة المادية لهذا العمل، الذي تم تصوير بعض حلقاته في الولايات المتحدة الأميركية، قال التواتي: "تحولنا اليوم في تونس من الإنتاجات المرتجلة إلى الاعتماد على شركات الإنتاج الخاصة، الأمر الذي أحدث نقلة في نوعية الإنتاج التلفزي المقدم دون الوقوع في الصعوبات المالية المعتادة".
أما قناة "نسمة"، التي عرفت بدورها بعض النجاح من خلال الجزء السادس من السلسلة الهزلية الشهيرة، "نسيبتي العزيزة"، فقد حافظ التونسيون منذ سنوات على وفائهم لها رغم إجماع النقاد على تراجع مستواها، وعدم قدرة أجزائها الأخيرة على فرض الابتسامة، عكس الأجزاء القديمة.
ورغم اهتمام الناشطين على الإنترنت بانتقاد كل ما جاء في البرمجة الرمضانية، إلا أن القناتين العموميتين الوطنية 1 والوطنية 2 لم تحظيا بأي اهتمام أو نقد. واحتلت القناة الوطنية الأولى المرتبة الرابعة في سلم الترتيب بنسبة 11.6 في المائة في حين احتلت الوطنية 2 المرتبة السادسة بنسبة 3.4 في المائة. هذا وقد احتلت القناة الخاصة "حنبعل" المرتبة الخامسة بنسبة 11 في المائة. وتعزو الصحافية، راضية العوني، فشل القناتين الوطنيتين في شد المشاهدين إلى غياب الإمكانيات المادية والبشرية واعتماد برمجة تقليدية من خلال مسلسلات اجتماعية بمواضيع مستهلكة، كمسلسل "وردة وكتاب"، الذي أثار السخرية على المواقع الاجتماعية بسبب التقنيات المعتمدة في تصويره مقارنة بالصورة المتطورة، التي تقدمها القنوات الخاصة. أما بالنسبة للقناة الوطنية 2 فقيامها بإعادة برامج رمضانية قديمة، تعود إلى الستينيات، كسلسلة "حكايات العروي"، هو أمر يدعو إلى التساؤل حول الأموال الرسمية، التي تصرف لتمويل هذه القناة الفاشلة على جميع المستويات.