المسرحي أحمد صلاح: حقُ الطفل الفلسطيني أنّ يضحك

10 يوليو 2014
يضطرّ للاقتراض من المصارف.. كي ينجز مسرحياته
+ الخط -

اختار الفنان الفلسطيني أحمد صلاح مسرح الدمى الخاصّ بالأطفال لأنّه كان محروما من اللعب في طفولته: "الآن بات في إمكاني أن ألعب مع الأطفال في المسرح"، يقول في حديث لـ"العربي الجديد". هو الذي بدأ صناعة الدمى، طفلا، كي يوفّر ثمنها، وهو الفلسطيني الوحيد الذي يعمل في مسرح الدمى بلبنان، على ما يقول. وقد أسّس مركز "الدحنون" الفنّي في مخيم عين الحلوة، المخصّص لمسرح الدمى.

المسرح الذي هرب إليه الطفل أحمد صار الشاب أحمد يعتبره منصّة "لممارسة قناعاتي وحريّتي". لكنّه يشكو من أنّ:" الفنّان الفلسطيني في لبنان يحتاج إلى اهتمام ورعاية واحتضان". ويذهب إلى زبدة مبتغاه:" الفنان كبقية البشر يحتاج أن يأكل الخبز، ولا يستطيع أن يأكل الفنّ".

ينتج أحمد من ماله الخاصّ، ويستعين بقروض مصرفية أحيانا: "الاهتمام بالفنان الفلسطيني هو اهتمام بالمجتمع الفلسطيني، فأيّ شعب بلا مسرح هو شعب بلا حضارة، كما أنّ العمل في مسرح الدمى مُكلِف".

تلقّى أحمد مساعدة من "الأنروا" لإنتاج فيلم "أنا أحلام"، الذي استعان بمواد من فلسطين والأردن ولبنان وسورية، لمعالجة "العنف ضدّ المرأة": "لأنّني مناصر للمرأة، وقد حاربني البعض، لكنّني أصرّيت على أنّ يكون للمرأة الفلسطينية القرار، والحق في أن تقول: لا".

شارك الممثل والمخرج الفلسطيني في عروض لفرق عالمية في أوروبا. وهو مؤمن بأنّ "المسرح لا يغيّر مجتمعاً، بل يساهم في التغيير، بمعنى أكثر هو يشخّص المرض كي تتم معالجته".

يعرض مسرحياته في المخيمات وفي القرى والمدن اللبنانية، باللهجة اللبنانية: "أعرض في مدن لبنانية ومدارس لبنانية أكثر من عروضي في المدارس الفلسطينية، بسبب نقص التمويل". ويضيف بحسرة: "لأنّني آتٍ من مخيّم يقل بدل العرض الذي أقدّمه عن عروض الآخرين من خارج المخيّم، وإن كان العمل أكثر جودة وموسيقى وألحانا".

يروي أنّه شارك في المسرح الأرجواني الفرنسي بين العامين 1998 – 1999، وحصل على شهادة أفضل ممثل ضمن برنامج "دمج الثقافات"، وكان إلى جانبه  ممثل "يهودي يؤمن بالقضية الفلسطينية، وقال لي: هذا بيتكم وليس لنا، قاصدا فلسطين، فتذكّرت حينها غسان كنفاني في (عائد إلى حيفا)".

في الختام لا ينسى همّه الأصليّ: "أن أُضحِك الأطفال لأنّ من حقّهم أن يفرحوا وأن يلعبوا". ويختم: "دعونا لا ننسى أنّ العدوّ الصهيوني في العام 1948 عندما احتلّ فلسطين أحرق المسارح والمكتبات، لأنّ من يقرأ لا يُهزَم، ورسالتي الأخيرة هي الاهتمام بالفنّان، لأنّ الفنّان إنسان يشعر أكثر من الإنسان العادي، ونريد فقط العيش بكرامة لا أكثر".

المساهمون