صعد المستوطنون الإسرائيليون، مساء أمس السبت، وحتى وقت متأخر من الليل، من هجماتهم ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، بعد تنفيذ الشاب مهند الحلبي من سكان مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، عملية طعن بمدينة القدس أدت لمقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخر، قبل أن تطلق عليه شرطة الاحتلال الرصاص، ما أدى لاستشهاده.
واعتدى المستوطنون على العديد من القرى الفلسطينية المحاذية للمستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، في وقت اندلعت فيه مواجهات عدة بين الفلسطينيين من جهة وجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين وفروا الحماية للمستوطنين من جهة أخرى.
واجتاح المئات من المستوطنين المتطرفين ليل السبت، البلدة القديمة من القدس، وحطموا في طريقهم مركبات لمواطنين مقدسيين واعتدوا بالضرب على شبان حوصروا في مواقع عدة خاصة في منطقة المصرارة وباب العامود، وسط إطلاق هتافات عنصرية من قبيل الموت للعرب.
إقرأ أيضا: انتقادات لنتنياهو ودعوات إلى ضرب وتصفية قادة حماس
وفي مدينة القدس، تعرض شاب فلسطيني لاعتداء عنصري من قبل متطرفين يهود أثناء مروره في منطقة باب المغاربة ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة ورش مستوطنون في ذات المنطقة الغاز باتجاه المواطنين الفلسطينيين، كما تعرض مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني لاعتداء آخر أثناء مروره من باب السلسلة.
كما أصيب شاب مقدسي بجروح متوسطة، بعد أن تعرض للطعن من قبل مستوطن إسرائيلي أثناء تواجده في شارع يافا بالقدس الغربية، في الوقت الذي هاجم فيه مستوطنون سيارة فلسطينية في القدس، وأصيب مستوطن بجروح طفيفة نتيجة سقوطه على الأرض بعد محاولته اللحاق بسائق السيارة والاعتداء عليه، لكن السائق تمكن من الفرار منهم.
وفي بلدة أبو ديس شرقي القدس، تحولت مسيرة حاشدة خرج فيها أهالي البلدة وطلاب جامعة القدس، التي يدرس فيها الشهيد مهند الحلبي، إلى مواجهات مع قوات الاحتلال، في ما اندلعت مواجهات أخرى على المفرق الشمالي لبلدة الرام شمالي القدس ومواجهات على حاجز قلنديا القريب، وتحدثت مصادر عن اشتباك مسلح وقع في مفرق الرام، حيث سمعت أصوات إطلاق نار بشكل متبادل.
وإلى الشمال من القدس أصيب شاب فلسطيني من قرية العيسوية، بعيار ناري في قدمه أطلقه عليه جنود الاحتلال بادعاء محاولته إلقاء زجاجات حارقة على جنود الاحتلال.
في هذه الأثناء، دعا الحراك الشبابي المقدسي في تصريح له، إلى الإضراب الشامل يوم غد الأحد، في القدس المحتلة، وطالب بالتوجه للمسجد الأقصى للدفاع عنه في وجه اقتحامات المستوطنين له.
اقرأ أيضا: الاحتلال يعتقل عشرات المصلين ويحاصر المصلى القبلي في الأقصى
وفي محافظة رام الله، أصيب شابين باعتداءات للمستوطنين في قرى بيتين وعين يبرود شرقي رام الله وسط الضفة الغربية وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وكذلك حاول المستوطنون الاعتداء على قرى سنجل واللبن الشرقية ودير نظام وبرقة بمحافظة رام الله، وحاول مستوطنون آخرون مهاجمة منزل في مدينة البيرة حيث تصدى الأهالي لهم، وتعرضت مركبات فلسطينية للرشق بالحجارة من قبل المستوطنين شمالي رام الله.
في ما شهد محيط بوابة مستوطنة "بسغوت" المقامة على أراضي البيرة مواجهات مع قوات الاحتلال، اندلعت مواجهات أخرى في محيط المدخل الرئيس لمخيم الجلزون شمالي رام الله، بعد وقت قصير من إطلاق مسلحين فلسطينيين الرصاص باتجاه مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي رام الله، والواقعة قبالة مخيم الجلزون.
في ذات السياق، اندلعت مواجهات أخرى في قرية بيت عينون شرقي الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث تحدث شهود عيان لـ"العربي الجديد"، عن احتراق دورية عسكرية بعد استهدافها بزجاجة حارقة، في وقت كان قد تجمع فيه عدد من المستوطنين في بيت عينون، وأصيب خلال تلك المواجهات أحد المستوطنين برضوض في رأسه وتم نقله بواسطة مركبة إسعاف إسرائيلية لتلقي العلاج.
في حين، هاجمت مجموعة من المستوطنين المركبات الفلسطينية المرة على الشارع الرئيس بالقرب من قرية نحالين بمحافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، ووقعت حالات اختناق بمواجهات مع الاحتلال في بلدة بيت أمر شمالي الخليل.
وفي نابلس شمالي الضفة الغربية، قال مصدر طبي من الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربي الجديد" إن "المستوطنين هاجموا سيارة فلسطينية كانت تسير في شارع بلدة حوارة الرئيس جنوبي نابلس وأصابوا خمسة من ركابها بجروح ورضوض، وتم نقلهم إلى مركز طوارئ حوارة لتلقي العلاج".
كما وجّهت نداءات للتصدي للمستوطنين الذين تظاهروا في أماكن متفرقة من محافظات طولكرم وقلقيلية سلفيت ونابلس شمالي الضفة الغربية، وحاولوا الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، كما أغلقت قوات الاحتلال مدخلًا لقرية عورتا بمحافظة نابلس بساتر تربي، والواقع من جهة مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي نابلس.
اقرأ أيضا: شاب فلسطيني يقتل مستوطنين اثنين بالقدس و"الجهاد" تتبنى العملية
وفي قرية صرة غرب نابلس اندلعت مواجهات بين أهالي القرية وقوات الاحتلال بعد مهاجمة المستوطنين للقرية، حيث تصدى الأهالي للمستوطنين، في ما حاولت مجموعات من المستوطنين دخول بلدة قبلان جنوبي نابلس من مدخلها الرئيس.
واعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان على مدخل مدينة قلقيلية خلال كمين نصبته لهم هناك، في حين اندلعت مواجهات مع قوت الاحتلال التي اقتحمت مدينة قلقيلية، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق تمت معالجتهم ميدانيًا.