وقالت ميركل في مؤتمر صحافي، عقدته مساء اليوم الأحد، إنها سترشح نفسها لمنصب مستشار لولاية رابعة، في الانتخابات المقررة في خريف العام المقبل، وتوجهت ميركل إلى الرأي العام الألماني بالقول "بعدما سُئلت لمرات عديدة عما إذا كنت سأترشح للمنصب من جديد، اليوم حان الوقت لأعلن لذلك"، موضحة أن "القرار لم يكن سهلاً"، ومعلنة عن "استعدادها لتقديم المزيد من العطاءات لخدمة ألمانيا وللاستمرار بزعامة حزبها".
ولفتت ميركل إلى أن "الملفات الداخلية ستأخذ الكثير من اهتمامها"، ومؤكدة أن "أزمة اللاجئين التي حصلت العام الماضي لا ينبغي أن تتكرر".
وعبرت ميركل عن "أملها في استعادة الناخبين الساخطين"، مشددة على "السعي لمواءمة سياستها أكثر مع الأسر وذوي الدخل المنخفض والمتوسط"، دون أن تغفل عن الإشارة إلى أن "الوضع العالمي بحاجة لإعادة ترتيب بعد الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية".
واعتبر أحد كوادر الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ستانيسلاف تيليش، أن "أنجيلا ميركل تجسد الرد على الشعبوية السائدة، هي تكاد تكون نقيض ترامب"، ووصفتها جوليا كلوكنر، وهي إحدى القريبات منها داخل الحزب بأنها "ضمان استقرار وثقة في مرحلة اضطرابات".
واعتبرت ميركل التي تشغل هذا المنصب منذ أحد عشر عاماً، وهو رقم قياسي في السلطة في الدول الغربية، مراراً في السنوات الأخيرة "شخصية العام" و"أقوى سيدة في العالم".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ميركل (62 عاماً) تتمتع بفرص كبيرة للفوز في الانتخابات لولاية رابعة في منصب المستشارية.
وستحطم ميركل بترشحها الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاماً في ألمانيا، والذي سجله المستشار كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشاراً لـ16 عاماً.
وأشار استطلاع للرأي نشر الأحد إلى رغبة 55% من الألمان في بقاء ميركل في منصبها مقابل 39% يرفضون بقائها.
وكانت نسبة التأييد لميركل في آب/أغسطس تبلغ 50%، غير أن ميركل تشهد مفارقة حالياً، فهي تلقى الإشادات في الخارج حيث يعول عليها كثيرون منذ فوز الجمهوري، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكنها داخلياً ستخوض السنة الانتخابية وقد أضعفها وصول مليون لاجئ إلى ألمانيا.
وأشاد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما، بميركل هذا الأسبوع في برلين، قائلا "لو كنت ألمانياً، لقدمت لها دعمي".
وكانت ميركل قد ذكّرت قبل أيام، دونالد ترامب، بأهمية القيم الديمقراطية، في المقابل كتبت صحيفة "دي تسايت" الألمانية هذا الأسبوع أن "سلطتها في بلدها تتفتت".
وفيما تشهد شعبية ميركل تحسناً بعد تراجعها على إثر أزمة الهجرة، لا يحظى حزبها بأكثر من 33 في المائة من نوايا التصويت، أي أقل بنحو عشر نقاط عن الانتخابات السابقة التي جرت في 2013.
وقالت "دي تسايت" إن "تأثير فوز ترامب بلغ ميركل بينما تبدو إمكاناتها القيادية محدودة"، موضحة أنها "لم تعد تستطيع الاعتماد على أوروبا للمضي قدماً ولا تستفيد من حزب موحد وراءها ولا تتمتع بالدعم الواضح من السكان الذي كانت تلقاه قبل سنة ونصف سنة".
واعتبر أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، توماس أوبرمان، اليوم الأحد، أن "ميركل لم تعد عصية على الهزيمة".
وقد أبلغت ميركل حزبها، اليوم الأحد، بأنها فكرت "لساعات" قبل أن تترشح لولاية جديدة، وفق ما نقل الإعلام الألماني، ويعزى هذا التردد خصوصاً إلى رفض حليفها السياسي البافاري استقبال اللاجئين.
وبعدما هدد هذا الحليف طويلاً بعدم دعمها في 2017 عاد ولحق بالركب، وواجهت المستشارة أيضا نكسة مؤخراً بإخفاقها في طرح مرشح من حزبها ليتولى رئاسة ألمانيا في 2017، وتفوق عليها الاشتراكيون الديمقراطيون.
والأهم من كل ذلك أن عهد ميركل شهد نمو حزب شعبوي في ألمانيا ينافس حزبها اليميني، لكن ميركل تستفيد من نقاط مهمة أيضا، فليس هناك منافس جدي لها في معسكرها، فيما تبقى أكثر شعبية بكثير من خصومها الاشتراكيين الديمقراطيين.