يتجدد الحديث حول جريمة التحرش كل فترة مع تكرار إعلان اتهام أشخاص بهذا الجرم، عربياً أو عالمياً، ورغم أن التحرش جريمة قديمة، إلا أن التطور الكبير لوسائل التواصل بات سبباً مباشراً في زيادة انتشاره، لكنه في الوقت ذاته ساهم في زيادة نطاق الحديث عن مخاطره وكذلك ضرورة تشديد عقوباته.
المثير أن البعض ما زال يجادل في تعريف التحرش، وفي مدى خطورته، ويختلف كثيرون حول الفرق بين التحرش اللفظي والتحرش المادي، في حين أن أحدهما على الأغلب يؤدي إلى الآخر، أو يكون له نفس التأثير النفسي على الضحية.
بين المسلمات الرائجة أن المجتمع العربي ذكوري الطابع، والواقع أن العالم كله متهم بذلك، بينما يفاقم الأمور عربياً تلك الطبيعة الأبوية الشائعة في كل بلدانه، شرقاً وغرباً، والتي تتعامل مع الرجل باعتباره مسؤولاً عن كل شيء، وتتعامل مع المرأة باعتبارها تابعاً، أو تضعها في مرتبة متأخرة عن الرجل.
وفي حين يعرف كثير من المجتمعات العربية، خصوصاً الريفية والبدوية، مكانة لائقة لا يمكن تجاهلها للنساء، إلا أن ذلك لا يمنع، ولم يمنع يوماً، إقرار النساء أنفسهن بأهمية إبراز السمة الذكورية للمجتمعات التي يعشن فيها، حتى إنك تستطيع ملاحظة ذلك ببساطة في المقولات الشائعة، وفي الأمثال الشعبية، وحتى في الأغاني الرائجة.
في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث عن المساواة بين الجنسين إحدى أهم الظواهر العربية، وتفرد لها وسائل الإعلام مساحات نقاش، وتكرر الحكومات الزعم بأنها تطبق المساواة، وانطلق البعض من ذلك إلى طرح قضايا جدلية، مثل المساواة في الميراث، أو تجنيد الفتيات. لكن أحداً لا يتحدث أبداً عن المساواة بين الجنسين في جريمة التحرش.
اقــرأ أيضاً
المتداول أن الرجال فقط يتحرشون بالنساء، وأنهم وحوش طليقة تطارد فرائسها من الإناث في كل مكان، بينما الواقع يؤكد أن النساء أيضاً يتحرشن بالرجال، وإن كان على نطاق أقل. لكن لا يمكن بحال التفريق بين ارتكاب أي من الجنسين للجريمة وفقاً لمبدأ المساواة.
ربما يكمن الفارق في أن غالبية النساء يرفعن الصوت بالشكوى من تحرش الرجال، ويعتبرنها جريمة ضد أنوثتهن، وهي كذلك. ولا شك أن بعضهن يشتكين من التحرش بدون أن يتحرش بهن أحد لدفع الرجال من حولهن للاهتمام بهن.
في حين أن غالبية الرجال الذين يتعرضون للتحرش من النساء يتفاخرون بالأمر، ويعتبرونه دليلاً على فحولتهم، ونادراً ما يشكو رجل من تحرش امرأة خشية سخرية رفاقه، وإن فعل فإنه يسميه تودداً، ولا شك أن بعضهم يدعي زوراً أن إحداهن تحرشت به، أو يختلق قصصاً حول تقرب النساء منه.
المثير أن البعض ما زال يجادل في تعريف التحرش، وفي مدى خطورته، ويختلف كثيرون حول الفرق بين التحرش اللفظي والتحرش المادي، في حين أن أحدهما على الأغلب يؤدي إلى الآخر، أو يكون له نفس التأثير النفسي على الضحية.
بين المسلمات الرائجة أن المجتمع العربي ذكوري الطابع، والواقع أن العالم كله متهم بذلك، بينما يفاقم الأمور عربياً تلك الطبيعة الأبوية الشائعة في كل بلدانه، شرقاً وغرباً، والتي تتعامل مع الرجل باعتباره مسؤولاً عن كل شيء، وتتعامل مع المرأة باعتبارها تابعاً، أو تضعها في مرتبة متأخرة عن الرجل.
وفي حين يعرف كثير من المجتمعات العربية، خصوصاً الريفية والبدوية، مكانة لائقة لا يمكن تجاهلها للنساء، إلا أن ذلك لا يمنع، ولم يمنع يوماً، إقرار النساء أنفسهن بأهمية إبراز السمة الذكورية للمجتمعات التي يعشن فيها، حتى إنك تستطيع ملاحظة ذلك ببساطة في المقولات الشائعة، وفي الأمثال الشعبية، وحتى في الأغاني الرائجة.
في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث عن المساواة بين الجنسين إحدى أهم الظواهر العربية، وتفرد لها وسائل الإعلام مساحات نقاش، وتكرر الحكومات الزعم بأنها تطبق المساواة، وانطلق البعض من ذلك إلى طرح قضايا جدلية، مثل المساواة في الميراث، أو تجنيد الفتيات. لكن أحداً لا يتحدث أبداً عن المساواة بين الجنسين في جريمة التحرش.
المتداول أن الرجال فقط يتحرشون بالنساء، وأنهم وحوش طليقة تطارد فرائسها من الإناث في كل مكان، بينما الواقع يؤكد أن النساء أيضاً يتحرشن بالرجال، وإن كان على نطاق أقل. لكن لا يمكن بحال التفريق بين ارتكاب أي من الجنسين للجريمة وفقاً لمبدأ المساواة.
ربما يكمن الفارق في أن غالبية النساء يرفعن الصوت بالشكوى من تحرش الرجال، ويعتبرنها جريمة ضد أنوثتهن، وهي كذلك. ولا شك أن بعضهن يشتكين من التحرش بدون أن يتحرش بهن أحد لدفع الرجال من حولهن للاهتمام بهن.
في حين أن غالبية الرجال الذين يتعرضون للتحرش من النساء يتفاخرون بالأمر، ويعتبرونه دليلاً على فحولتهم، ونادراً ما يشكو رجل من تحرش امرأة خشية سخرية رفاقه، وإن فعل فإنه يسميه تودداً، ولا شك أن بعضهم يدعي زوراً أن إحداهن تحرشت به، أو يختلق قصصاً حول تقرب النساء منه.