منصف المرزوقي: الحراك بصدد الإعداد للبديل الديمقراطي

15 مايو 2017
المرزوقي: المنظومة الحاكمة تقود البلاد بالطريق الخاطئ(العربي الجديد)
+ الخط -




قال الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، منصف المرزوقي، اليوم الإثنين، إنّ "المنظومة الديمقراطية يجب أن تكون فيها حكومة تحكم وتتحمل مسؤولياتها ومعارضة تعد البديل وتتحمل أيضاً مسؤوليتها"، لافتاً إلى أن "حراك تونس الإرادة بصدد الإعداد للتداول السلمي على السلطة".

وأضاف المرزوقي، في مؤتمر صحافي "نسعى كحراك إلى تجميع العائلة السياسية التي تنتمي إلى ذات الفكر وترفض الفساد وتريد ديمقراطية حقيقية ومنوالاً تنموياً جديداً يعطي للتونسيين حقهم في ثرواتهم الطبيعية لنعد البديل الديمقراطي وهذا حقنا، خاصة وأن المنظومة الحاكمة الحالية تقود البلاد في الطريق الخاطئ وإلى نفق مسدود".

واعتبر الرئيس السابق أن "الوضع الحالي يتّسم بتتابع الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعنوية والأخلاقية وهو ما تبرزه جملة التحركات التي تقع في كلّ مكان وبالأساس التحرك الأخير الذي انتظم بشارع الثورة ضد قانون الفساد والذي جمع المواطنين".

وأوضح "نحن نرى اليوم في تونس تبلور مفهوم المواطنة وشعب المواطنين ومن يعتقد أنّ الديمقراطية الحالية هي ديمقراطية فهو مخطئ باعتبارها ليست إلا ديمقراطية شكلية فيها نخب تلتقي في برلمان والشعب ينتظره للتصويت تحت تأثير الإعلام الفاسد والمال الفاسد والأحزاب السياسية الفاسدة، وبالتالي فهم لم يفهموا بعد تطورات العصر الذي لم تعد فيه مكانة لهذه النوعية من الديمقراطيات الفاسدة".

وقال المرزوقي أيضاً، إنّ "الديمقراطية الحقيقية هي التي نراها بصدد التبلور على الساحة وعبر الاحتجاجات ضدّ الاستغلال، مثل تحرك كامور وجمنة وفي الشارع من طرف المجتمع المدني والسياسي النظيف في مواجهة كل محاولات شرعنة الفساد".

خلال المؤتمر الصحافي (العربي الجديد)


في سياقٍ متّصل، أوضح الرئيس السابق أنّ "حزب الحراك هو حزب الحكم المحلي وحزب الفصل السابع من الدستور المتعلق باللامركزية والديمقراطية القاعدية التي تنطلق من المواطنين والمجتمع المدني وإعادة الهيبة للسياسة والسياسيين".

وبيّن أنّه "اتضح بالكاشف حجم الخديعة التي تعرض لها الشعب التونسي، واعتبار الترويكا كارثة وهي كذبة كبرى، كما انكشفت كذبة البرنامج والكفاءات القادرة على إدارة أربع دول والحال أنّ وزراء ومسؤولين تسببوا في أزمات دبلوماسية مع دول بسبب تصريحاتهم".

من جهة أخرى، أوضح المرزوقي أنّ "المشكلة الحقيقية هي تواصل الأخطاء بمحاولة تمرير قانون ترفضه الأغلبية الساحقة من التونسيين الذين لديهم وعي بضرورة تنظيف البلاد من هؤلاء الفاسدين إلى جانب محاولة توريط الجيش في صراعات سياسية بالإضافة إلى رفض استكمال الهيئات الدستورية والتحايل عليها وضرب هيئة الحقيقة والكرامة وهو ما أدى إلى توريطنا في أزمة سياسية عامة".

وأكد المرزوقي أنّه "لا يحقّ لأي طرف بالمزايدة على وطنيتنا فالحوار الوطني كان من فكرة الترويكا واستقبلنا أثناء فترة حكمنا كل خصومنا وحتى أعدائنا غير أن الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، رفض حتى استقبالي لتبادل الأفكار والبرامج".

واعتبر رئيس حزب حراك تونس الإرادة أنه "من حقّ التونسيين استبدال هذه المنظومة بمنظومة جديدة، لكن المشكل ليس لدينا القناعة بأن هذه المنظومة التي تربت على عقلية الاستبداد التي لعب الفساد المالي والإعلامي في إصالها للسلطة أنها ستسلم بسهولة فيها وستقبل بقواعد الديمقراطية التي سنتجند للدفاع عنها".

وفي رده على سؤال "العربي الجديد" حول الدعوة لتكوين جبهة ديمقراطية، أكد المرزوقي أنّ "الاتصالات جارية مع أحزاب تحمل الأفكار السياسية والتوجهات ذاتها في إطار المشهد كحزب التكتل والتيار الديمقراطي وحزب البناء وغيرها".

بدورها، قدّمت المتحدثة الرسمية باسم حزب الحراك، لمياء الخميري، مخرجات المؤتمر الانتخابي الأول، مبينةً أنه تمّ انتخاب القيادي، عدنان منصر، رئيس الهيئة السياسية للحزب والقيادي، عماد الدايمي، أميناً عاماً، إلى جانب انتخاب 20 عضواً بالمكتب التنفيذي.



دلالات