قدّم الرئيس التونسي السابق ومؤسس حزب "حراك تونس الإرادة" منصف المرزوقي تقييمه للسنوات الخمس من عمر الثورة.
واعتبر المرزوقي، في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الثورة التونسية لا تختلف بشيء عن كل الثورات التي حدثت بالتاريخ، إذ تتبع 5 قوانين أزلية، وأن أول قوانينها هو "الثمن الباهظ لكل ثورة، حيث سجلت الثورة سقوط 308 شهداء و2000 جريح، إلى جانب الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وهاجم المرزوقي المشككين في الثورة، كما هاجم البطولات "الزائفة"، قائلاً إن أولئك "ينسون أو يتناسون أن تونس إن لم تغرق في حمام الدم، فبسبب تجانسها المذهبي وجيشها المنضبط وأمنها الجمهوري ومجتمعها المدني القوي واعتدال شعبها".
أمّا القانون الثاني للثورة، بحسب المرزوقي، فهو أنها "لا تحقق مصلحة من ضحّوا من أجلها وإنما مصلحة من ضحّوا بها"، معتبراً أن ذروة ذلك "هو الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، الذي لم يحرّك ساكناً طيلة سنوات الدكتاتورية".
ووصف المرزوقي السبسي بالرئيس الذي "فشل في أن يكون رئيس كل الندائيين ومع هذا يقول إنه رئيس كل التونسيين"، مضيفاً أن الرئيس الحالي"يفتتح في مخالفة صريحة أخرى للدستور نصف حزب لم يسمع به أحد قبل الثورة والكلّ يعلم أن نصف الحزب هذا هو أداة التوريث".
وعن التحالفات السياسية الحالية، فهي تأتي ضمن القانون الثالث الذي عرضه المرزوقي، إذ إن الثورة قطة تأكل أطفالها، مبيناً أن "العروة الوثقى التي جمعت كل أعداء الاستبداد، انكسرت واُستبدل الحلف التاريخي بين الإسلاميين والديمقراطيين (الذي شكّل كل طرافة النموذج التونسي) وهدفه القطع مع النظام القديم، بحلف بين الإسلاميين والتجمعيين الجدد، وهدفه الحفاظ على هذا النظام القديم وتقاسم السلطة معه".
وبالنسبة للقانون الرابع، فهو لكل ثورة، ثورة مضادّة، قائلاً "رحل الطاغية وترك لنا إعلامه الفاسد، ودولته العميقة وشبكة الانتهازيين التي كان يسميها حزباً، فتحالفت كل هذه القوى لإجهاض الثورة. واغتنمت فرصة كون ثورتنا سلمية ديمقراطية حقوقية (نعم كان ذلك مسؤوليتي وخياري ولست نادماً عليه) لتحرّض وتدفع إلى العنف والفوضى والتمرّد، والخروج على الشرعية".
والقانون الخامس، وفقاً للمرزوقي، هو أنّ الثورة بحاجة إلى الزمن لتحقق أهدافها.
وعلى صعيد الثورات العربية، أكّد المرزوقي أنه "بعد نهاية الزلازل وخمود كل البراكين التي قد تأخذ العشرية المقبلة كاملة، سنعيد بناء بنغازي وحماة وحمص وإدلب وتعز وصنعاء، وكل مدينة دمّرت. سنعيد بناء ما دمرته الجرافات والقنابل في الضفة والقطاع".
اقرأ أيضاً: تونس تحتفل بالذكرى الخامسة للثورة