19 مايو 2019
المراهقة والتعامل معها
محمد عمر حسن (السودان)
المراهقة هي المرحلة العمريّة التي ينتقل فيها الإنسان من الطفولة إلى النضوج الجسمي، والعقلي، والنفسي، والاجتماعي، والتي يُصبح الفرد فيها قادراً على اتّخاذ قراراته واهتماماته بنفسه، إضافة إلى تحديد هواياته ومهاراته الخاصّة. لكن هذا النضج لا يَعني نُضجاً كاملاً بمفهومه الصحيح، فهناك أشخاص قد يكتمل نضجهم بعد سنواتٍ عديدة تصل إلى أكثر من خمس سنوات من بلوغ سنّ المراهقة، وكثير من الناس يخلط ما بين البلوغ والمراهقة، فالبلوغ هو تغيير في هرمونات الجسد وشكله، حيث يصبح الفرد من كلا الجنسين قادراً على الإنجاب، بعد اكتمال الجهاز التناسلي في جسده، وهو أولى العلامات التي تدلّ على اقتراب المراهقة، ومن الأمور التي تحدث أثناء هذه المرحلة، ولا يعني المراهقة بحدّ ذاتها.
وتختلف فترة المراهقة من مجتمعٍ إلى آخر، وبيئة إلى أخرى، ويَكمن السبب بهذا الاختلاف، في اختلاف المناخ الذي يؤثّر على البنية الجسدية والنفسية للأفراد. حيث اتفق العلماء على تقسيم المراهقة إلى ثلاث مراحل: العمرية من 11 إلى 14 عاماً، وهي التي تتّصف بتغيّراتٍ بيولوجيّة سريعة. والعمرية من 14 إلى 18 عاماً، وفيها تكتمل هذه التغييرات البيولوجيّة. والمرحلة العمرية الممتدّة من 18 إلى 21 عاماً، وفيها يُصبح الفرد شخصاً واعياً، ورَاشداً، من حيث بنيته وتَصرّفاته.
الجدير بالذكر، أن فترة المراهقة هي الفترة التي ترتفع فيها درجة قلق الأمهات والآباء من التصرفات التي تصدر من الأبناء، وهي نتيجة إفرازات الهرمونات والطفرة الجسدية للبنت والولد على حد سواء. وترتفع فيها حساسية المراهق تجاه الأم والأب نتيجة هذا القلق، ويحدث كثير من المشكلات المعقدة بين الأسرة والمراهق.
وهنا يجب أن نشير إلى أن هنالك أسسا عامة، على الأسر مراعاتها في كيفيّة التّعامل مع المراهقين، منها تعويدهم على تحمل المسؤوليّة، فالآباء دائماً ما يرَونَ أولادهم صغاراً، مهما كانت أعمارهم. والمراهق خصوصا يرى أنّهُ تجاوز مرحلة الطفولة، ويحبّ أن يتحمّل بعض المسؤوليّات من دون تدخّل الآباء، وبالتّالي فإنّ إعطاءهم هذهِ الحريّة البسيطة لتحمُّلِ بعض المسؤوليّات يُمكن أن يجنّب المُراهقين المشكلات النّفسية والكبت والقهر. ولكن هذه الحريّة لا تُعطى إلّا بوعي من الوالدين وثقة بقدرات المراهق على التّحمّل وعدم الوقوع في أخطاءٍ كبيرة فِي حياته. ويمكن متابعةِ المراهق والسّؤال عنه من دونِ إشعاره بعدم الثقة فيه، وهذه المسؤوليّة لا تُعطى إلّا فِي مرحلة المراهقة الأخيرة في السنّ ما بين 18-21 سنة فقط.
ويجب إظهار الاحترام في معامَلةِ المُراهق، كما عليه هو أيضاً أن يتعلم أن يتعامل مع الآخرين باحترام، فهذا يساعد على إبراز شخصيّته وكشفها، لأنّ المُراهق عندما يتعرّض للشّتم والضّرب والتقليل منه، وعندما توكل إليه أمور غير مقتنع بها، فإنّ ذلك يؤثّر على شخصيّته ويسبّب لهُ ظهور مشاكل نفسيّة قد يصعب حلّها في المراحل الأخرى.
أيضا يجب التعامل مع التغيّر بطريقة صحيحة، فالآباء دائماً يتوقّعون صفةً ثابتةً وشخصيّةً غير متغيرة لأبنائهم، وهذا الأمر غير دقيق، إذ عليهم تقبّل فكرة أنّ التّغيير شيء طبيعيّ ووارد جدّاً، وقد يحصل لأبنائهم بسبب الظّروف والتّقلّبات والتغيرات التي يمرّون بها.
وهناك مسألة غرس الثّقة وتعليمهم، إذ يجب أن تكون أساس التّفاهم، لكي توفّر الراحة فِي التّعامل بينَ الآباء والأبناء، ولا بد من الصّدق والأمانة بينهم، ودور العائلة أن تزرع هذهِ الثّقة وترعاها.
ولا بد من الحوار المستمر في المرحلة الأخيرة في المراهقة ما بين (18-21 سنة)، حيث يحتاجُ المراهق إلى من يفهمهُ ويتقرّب منه، فعلى الأب أن يصبحَ صديقاً وناصحاً، والأمّ صديقة ومرشدة له، فهذه المرحلة هي مرحلة تحديد الهوية والمصير بالنّسبة للمراهق ويجب مناصحته وإرشاده.
بقي أن نشير إلى أن النبي عليه أفضل الصلوات والسلام، أمر بتولية جيش المسلمين لأسامة بن زيد رضي الله عنه، وهو ابن 18 عاما، ما يدل على أنه أتم بناء شخصيته القيادية في هذا العمر.
الجدير بالذكر، أن فترة المراهقة هي الفترة التي ترتفع فيها درجة قلق الأمهات والآباء من التصرفات التي تصدر من الأبناء، وهي نتيجة إفرازات الهرمونات والطفرة الجسدية للبنت والولد على حد سواء. وترتفع فيها حساسية المراهق تجاه الأم والأب نتيجة هذا القلق، ويحدث كثير من المشكلات المعقدة بين الأسرة والمراهق.
وهنا يجب أن نشير إلى أن هنالك أسسا عامة، على الأسر مراعاتها في كيفيّة التّعامل مع المراهقين، منها تعويدهم على تحمل المسؤوليّة، فالآباء دائماً ما يرَونَ أولادهم صغاراً، مهما كانت أعمارهم. والمراهق خصوصا يرى أنّهُ تجاوز مرحلة الطفولة، ويحبّ أن يتحمّل بعض المسؤوليّات من دون تدخّل الآباء، وبالتّالي فإنّ إعطاءهم هذهِ الحريّة البسيطة لتحمُّلِ بعض المسؤوليّات يُمكن أن يجنّب المُراهقين المشكلات النّفسية والكبت والقهر. ولكن هذه الحريّة لا تُعطى إلّا بوعي من الوالدين وثقة بقدرات المراهق على التّحمّل وعدم الوقوع في أخطاءٍ كبيرة فِي حياته. ويمكن متابعةِ المراهق والسّؤال عنه من دونِ إشعاره بعدم الثقة فيه، وهذه المسؤوليّة لا تُعطى إلّا فِي مرحلة المراهقة الأخيرة في السنّ ما بين 18-21 سنة فقط.
ويجب إظهار الاحترام في معامَلةِ المُراهق، كما عليه هو أيضاً أن يتعلم أن يتعامل مع الآخرين باحترام، فهذا يساعد على إبراز شخصيّته وكشفها، لأنّ المُراهق عندما يتعرّض للشّتم والضّرب والتقليل منه، وعندما توكل إليه أمور غير مقتنع بها، فإنّ ذلك يؤثّر على شخصيّته ويسبّب لهُ ظهور مشاكل نفسيّة قد يصعب حلّها في المراحل الأخرى.
أيضا يجب التعامل مع التغيّر بطريقة صحيحة، فالآباء دائماً يتوقّعون صفةً ثابتةً وشخصيّةً غير متغيرة لأبنائهم، وهذا الأمر غير دقيق، إذ عليهم تقبّل فكرة أنّ التّغيير شيء طبيعيّ ووارد جدّاً، وقد يحصل لأبنائهم بسبب الظّروف والتّقلّبات والتغيرات التي يمرّون بها.
وهناك مسألة غرس الثّقة وتعليمهم، إذ يجب أن تكون أساس التّفاهم، لكي توفّر الراحة فِي التّعامل بينَ الآباء والأبناء، ولا بد من الصّدق والأمانة بينهم، ودور العائلة أن تزرع هذهِ الثّقة وترعاها.
ولا بد من الحوار المستمر في المرحلة الأخيرة في المراهقة ما بين (18-21 سنة)، حيث يحتاجُ المراهق إلى من يفهمهُ ويتقرّب منه، فعلى الأب أن يصبحَ صديقاً وناصحاً، والأمّ صديقة ومرشدة له، فهذه المرحلة هي مرحلة تحديد الهوية والمصير بالنّسبة للمراهق ويجب مناصحته وإرشاده.
بقي أن نشير إلى أن النبي عليه أفضل الصلوات والسلام، أمر بتولية جيش المسلمين لأسامة بن زيد رضي الله عنه، وهو ابن 18 عاما، ما يدل على أنه أتم بناء شخصيته القيادية في هذا العمر.