انضم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار إلى مجموعة من الأصوات في مهرجان البندقية السينمائي، تحث على إعادة فتح دور السينما بعد إغلاقها بسبب فيروس كورونا، قائلًا إن الأفلام من المفترض مشاهدتها على الشاشة الكبيرة، وليس في المنزل.
ويفتخر المنظمون في البندقية بمضيهم قدمًا في إقامة المهرجان، على الرغم من القيود المرهقة والمكلفة لمكافحة الفيروس التي تشمل الأقنعة الواقية أثناء جميع العروض، ودور العرض السينمائي بنصف أو ثلث سعتها، وإجراء فحوصات صارمة لدرجة الحرارة، والتعقيم.
وقال ألمودوفار، الذي عُرض فيلمه القصير "ذا هيومان فويس" أمس الخميس، إن منصات البث لعبت "دورًا أساسيًا" في إبقاء الناس مستمتعين خلال أشهر من الحجر المنزلي بسبب الفيروس. لكنه قال إنها ساهمت أيضًا في ظاهرة "خطيرة" متمثلة في زيادة راحة الناس في العيش والعمل وتناول الطعام في المنزل، وهو نوع من "السجن" الذي قال إنه تجب مقاومته. وأضاف "الترياق هو السينما"، حيث تخرج وتجلس بجوار غرباء في الصالة وتجد نفسك تبكي أو تفرح مع الآخرين.
ومضى قائلا: "إذا وضعت فيلمي على منصة مثل نتفليكس، فأنا بطريقة ما أفقد هذا الاتصال ونقطة الالتقاء تلك مع المتفرج. لذا عليك أن تطلب من الناس الذهاب إلى السينما والذهاب إلى المسارح، لأن بعض الأشياء سيتم اكتشافها فقط على الشاشة الكبيرة، في الظلام مع أشخاص لا نعرفهم".
حظي الفيلم العائلي لدانييل لوشيتي "ذا تايز" بجولة من التصفيق عندما افتتح المهرجان مساء الأربعاء. لكن المخرج الإيطالي قال يوم الخميس "إن قواعد التباعد الاجتماعي جعلت المشاهدين يشعرون وكأنهم في "فقاعة" وبددت صوت التصفيق في النهاية".
وصرح لوتشيتي لوكالة "أسوشييتد برس" بعد عرض فيلمه لأول مرة: "أعرف جيدًا كيف يتفاعل الجمهور مع فيلم ما، عندما يحلو لهم وعندما لا يعجبهم. هذه المرة كان الجو غير عادي للغاية". أضاف أنه سمع التصفيق في النهاية، لكنه قال إنه كان قليلًا، نظرًا لخلو الكثير من المقاعد. وقال: "كان تصفيقا في مكان مختل التوازن". لكنه اعترف، "أعتقد أننا بحاجة إلى التعود على هذا الواقع".
أما تيلدا سوينتون، التي لعبت دور البطولة في فيلم ألمودوفار القصير وحصلت على جائزة الأسد الذهبي تكريماً لإنجازاتها على مدى تجربتها، أوضحت النقطة نفسها من قاعة العرض الرئيسية في الليدو، قائلة إنها لم تتمالك نفسها عند رؤية أعين وآذان الجمهور (لا أفواههم لأنها مغطاة بأقنعة).
وقالت: "عندما أسأل نفسي كيف يمكنني التعبير بشكل مناسب عن امتناني لهذا الشرف، فإن الكلمات تخذلني. لكني أعتقد أنني أستطيع أن أخبرك شيئًا عما يعنيه الوجود هنا معك الليلة: ماذا يعني أن تكون في غرفة بها كائنات حية على شاشة كبيرة. ماذا يعني أن تكون على وشك مشاهدة فيلم في البندقية... إنها سعادة غامرة".
(أسوشييتد برس)