وكشف تقرير نشره المراسل العسكري في موقع "والاه" الإسرائيلي، أن النشاط الإسرائيلي الجديد يأتي كجزء من العبر التي استخلصها الاحتلال من الانتفاضتين الأولى والثانية، وخاصة على ضوء الدور المميز الذي لعبته الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، ككتلتي فتح وحماس، واللتين ظهر من صفوفهما كل من الشهيد، يحيى عياش، والذي اغتالته إسرائيل في يناير/كانون الثاني 1996 عبر تفجير هاتفه المحمول، والقائد الفلسطيني مروان البرغوثي.
وبحسب التقرير فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدت في الفترة الأخيرة حالة "التمزق والانقسام" داخل الكتل الطلابية لحركة فتح في مختلف الجامعات على ضوء "اتهامات بالفساد في صفوف القيادات العليا من جهة وغياب الأفق السياسي"، وفق ما قال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى للموقع.
وأضاف: "في نظر الطلاب الجامعيين في الضفة الغربية المحتلة لا توجد اليوم قيادة حقيقية في السلطة، وأن حالة اليأس من القيادة التقليدية وصلت درجة عالية، وهم يشعرون اليوم بأنهم عالقون في وضع لا يرون فيه الأفق، ويريدون التغيير، وفي ظل الخطاب المتطرف"، وبحسب زعمه، فإنه "من السهل إقناع الناس بتنفيذ العمليات".
تصريحات المسؤول الأمني الإسرائيلي، بحسب الموقع، تشكل عملياً خلفية وربما مبرراً لوضع جديد يتم فيه باستمرار استهداف نشطاء الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية، خوفاً من اتساع دائرة تأثيرهم، أو من قدرتهم على تحريك سيرورات ثورية، أو الانخراط في تنظيم عمليات مقاومة.
ويشير التقرير إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت في إحدى المرات، الحرم الجامعي في بير زيت، حيث سلم مركز الشاباك الإسرائيلي عناصر الجيش قائمة بأسماء نشطاء من الكتلة الطلابية وطالب باقتحام وفتح خزائنهم الجامعية وتفتيشها.
ويدعي التقرير أن الكتل الإسلامية في الجامعات الفلسطينية من جنين شمالاً وحتى الخليل، تقود، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، مظاهرات عنيفة خاصة مقابل مستوطنة بيت إيل، كما يقومون بتمويل الحافلات، وتوزيع المنشورات وحتى إن بعضهم شارك في تنفيذ عمليات طعن.
وأثار هذا الوضع بحسب التقرير الإسرائيلي، قلقاً في أوساط أجهزة أمن الاحتلال، وأشعل ضوء أحمر، قاد إلى تكثيف عمليات مراقبة نشطاء الكتل الطلابية الإسلامية، ورصد تمويل أكبر وجهد متواصل في محاولة لقراءة وإدراك ما يحدث في الجامعات الفلسطينية ومراقبة نشاط كتل "حماس" و"الجهاد"، حيث تبين للاستخبارات الإسرائيلية أن الجيل الجديد من أعضاء هذه الكتل، عصي على الكسر والاختراق.
ومع اشتداد لهيب الهبة الفلسطينية في مطلع يناير/كانون الثاني من العام الحالي، قرر الاحتلال اتخاذ جملة خطوات "وقائية" بحسب زعم التقرير، تمثلت أولاها باقتحام الحرم الجامعي في بير زيت واقتحام خزائن عدد من نشطاء الكتلة الإسلامية في الجامعة ومصادرة المنشورات والأعلام ومكبرات الصوت التي يدعي الاحتلال أنه عثر عليها في هذه الخزائن.
وينسب الاحتلال هذا النشاط إلى نجاح الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت في انتخابات مجلس الطلبة التي جرت العام الماضي، ووضع انتصارها حداً لنشاط وسيطرة كتلة الشبيبة الفتحاوية التي امتدت على مدار عقد من السنين.
وبحسب التقرير، فإن الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت تبذل جهداً كبيراً لإقناع مصوتي كتلة فتح "الشبيبة" ومصوتي الكتل الأخرى بالانضمام لها ودعمها، تمهيداً لسعي الكتلة إلى اختيار "أمير الكتلة" العلني الذي ينشط طلابياً، واختيار "الأمير" السري الذي سيكون صاحب الاتصال المباشر مع قادة حركة حماس، وفق المنظومة التنظيمية الهرمية للحركة، والتي توفر القوة الداخلية للكتلة وتساعد على تماسكها خلافاً للوضع السائد في حركة الشبيبة الفتحاوية، بحسب زعم التقرير.