21 فبراير 2021
المحاصصة الشعبية لسورية
عرف التاريخ حالات كثيرة جداً من الاحتلال والتقاسم الجغرافي، إلا أن سورية اليوم تعيش حالة فريدة، وربما تكون الأولى من نوعها في تقاسم الشعب قبل الأرض.. فبينما كانت المعارك على أشدها في الصراع على كل شبر أرض ما بين الثوار من جهة والنظام والمليشيات الداعمة له من جهة أخرى.. كانت هناك معارك طاحنة تدور بدون رصاص لتقاسم الشعب السوري.
ولعل أوروبا عموماً وألمانيا خصوصاً كانت أول الفائزين بحصتها من الشعب السوري. في حين تأتي تركيا ثانية، حيث أخذت أكثر من 3.5 ملايين لاجئ، وتسعى جاهدة لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين أتراك من خلال منحهم الجنسية التركية، أضف إلى محاولتها كسب أكثر من خمسة ملايين سوري آخرين في الشمال المحرر، وهم يكنون لتركيا كل الولاء والوفاء.
بينما تتصارع إيران وروسيا - وبشكل خفي - على تقاسم ما تبقى من الشعب السوري الذي لا يزال يعيش في مناطق نفوذها مع النظام.. فإيران تسعى جاهدة لتشييع السوريين من خلال إقامة الحسينيات وتصدير المذهب الشيعي وشراء دين الفقراء والجوعى بالمال. بينما روسيا والتي لا تؤمن إلا بقوة السلاح تحاول شراء ولاء قادة كبار على الأرض، بالمقابل تأخذ الأطفال الصغار لتدربهم وتربيهم في مدارسها العسكرية لتضمنهم قادة لها في المستقبل. في حين أن نصيب الأميركان كان المليشيات الكردية، لتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
وقد ظهرا جلياً هذا الصراع وهذه المحاصصة في لقاء تلفزيوني لوزير الداخلية التركي عندما قدم إحصائية دقيقة لأعداد وكفاءات من جنستهم تركيا وقارنها بكفاءات من هاجر من السوريين إلى أوروبا.
إلا الأشقاء العرب هم في سباتهم غافلون، فلا هي تحركت نخوتهم تجاه أنهار الدماء التي أريقت لأشقائهم السوريين، ولا هم احتضنوا من تبقى أحياء منهم.. فمعظم البلدان العربية أقفلت حدودها في وجه السوريين الفارين من الموت، بينما دول الجوار التي أجبرت على استقبال السوريين، مثل لبنان والأردن، لم تكف عن التضجر والتأفف والتهديد والوعيد بحق اللاجئين على أراضيها.
الحقيقة المرة أن الحكومات العربية ليست لديها أي مشاريع أممية استراتيجية أسوة بالدول والأمم التي لها مشاريعها وتتسابق على تقاسم طاقات الشعب السوري والاستفادة منها، لا بل ليست لدى الحكومات العربية أي مشاريع تنمية أو بناء حقيقية بالأساس، طبعاً باستثناء مشاريع بناء وتنمية العروش.
قد يتساءل سائل: وأين نصيب النظام السوري من هذه المعادلة؟ الجواب بكل بساطة لقد أخذ النظام السوري الطائفي المجرم نصيبه من السوريين في الأرواح التي أزهقها والدماء التي أراقها، وهو سيكون خارج المعادلة أيضا في نهاية المطاف، و"سيخرج من المولد السوري بلا حمص".
ولعل أوروبا عموماً وألمانيا خصوصاً كانت أول الفائزين بحصتها من الشعب السوري. في حين تأتي تركيا ثانية، حيث أخذت أكثر من 3.5 ملايين لاجئ، وتسعى جاهدة لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين أتراك من خلال منحهم الجنسية التركية، أضف إلى محاولتها كسب أكثر من خمسة ملايين سوري آخرين في الشمال المحرر، وهم يكنون لتركيا كل الولاء والوفاء.
بينما تتصارع إيران وروسيا - وبشكل خفي - على تقاسم ما تبقى من الشعب السوري الذي لا يزال يعيش في مناطق نفوذها مع النظام.. فإيران تسعى جاهدة لتشييع السوريين من خلال إقامة الحسينيات وتصدير المذهب الشيعي وشراء دين الفقراء والجوعى بالمال. بينما روسيا والتي لا تؤمن إلا بقوة السلاح تحاول شراء ولاء قادة كبار على الأرض، بالمقابل تأخذ الأطفال الصغار لتدربهم وتربيهم في مدارسها العسكرية لتضمنهم قادة لها في المستقبل. في حين أن نصيب الأميركان كان المليشيات الكردية، لتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
وقد ظهرا جلياً هذا الصراع وهذه المحاصصة في لقاء تلفزيوني لوزير الداخلية التركي عندما قدم إحصائية دقيقة لأعداد وكفاءات من جنستهم تركيا وقارنها بكفاءات من هاجر من السوريين إلى أوروبا.
إلا الأشقاء العرب هم في سباتهم غافلون، فلا هي تحركت نخوتهم تجاه أنهار الدماء التي أريقت لأشقائهم السوريين، ولا هم احتضنوا من تبقى أحياء منهم.. فمعظم البلدان العربية أقفلت حدودها في وجه السوريين الفارين من الموت، بينما دول الجوار التي أجبرت على استقبال السوريين، مثل لبنان والأردن، لم تكف عن التضجر والتأفف والتهديد والوعيد بحق اللاجئين على أراضيها.
الحقيقة المرة أن الحكومات العربية ليست لديها أي مشاريع أممية استراتيجية أسوة بالدول والأمم التي لها مشاريعها وتتسابق على تقاسم طاقات الشعب السوري والاستفادة منها، لا بل ليست لدى الحكومات العربية أي مشاريع تنمية أو بناء حقيقية بالأساس، طبعاً باستثناء مشاريع بناء وتنمية العروش.
قد يتساءل سائل: وأين نصيب النظام السوري من هذه المعادلة؟ الجواب بكل بساطة لقد أخذ النظام السوري الطائفي المجرم نصيبه من السوريين في الأرواح التي أزهقها والدماء التي أراقها، وهو سيكون خارج المعادلة أيضا في نهاية المطاف، و"سيخرج من المولد السوري بلا حمص".