وقال ولد الشيخ خلال مؤتمر صحافي عقده، مساء اليوم الثلاثاء، "لا نريد الرجوع إلى اليمن إلا بالسلام"، مضيفاً أن الحل سيكون يمنياً يمنياً واليمنيون سيقررون مصيرهم، وأن الوقت قد حان لتغليب الحكمة والسلام والنظر إلى المستقبل.
وأوضح المبعوث الأممي أن الإطار الذي عرضه "يجمع محاور عدة تشمل القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة"، وأنه تم تصميمه لينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومن نتائج الجولة الثانية من المحادثات التي عُقدت في مدينة "بييل" السويسرية ديسمبر/ كانون الأول 2015.
ولفت إلى عدم وجود جدول عمل محدد لهذه المشاورات، موضحاً أنه بعث رسائل مكتوبة إلى كلا الطرفين تدعوهم إلى التحرك بشكل متواز.
وقال إنه عقد مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف "اتسمت بالإيجابية"، مشيراً إلى أن هناك التزاماً واضحاً من الأطراف "بمتابعة البحث عن حل سياسي شامل والدخول مباشرة في جدول الأعمال المتفق عليه".
وأوضح ولد الشيخ أن لقاء أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، بالأطراف اليمنية، كلاً على حدة، كان له النصيب الكبير في الوصول إلى الأجواء الإيجابية لجلسة اليوم.
وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى أنه عرض إطاراً عاماً للمفاوضات يشمل الأبعاد السياسية والأمنية المقبلة، وأن الجلسات ستتواصل غداً الأربعاء لبحث آلية تنفيذية للقرارات الدولية.
وبخصوص الخروق التي يرتكبها الحوثيون في اليمن، قال ولد الشيخ إنه كانت هناك خروق كبيرة في تعز والجوف وأبدى أسفه لوقوع ضحايا. وأشار إلى أن هناك إجماعاً على إدانة الخروق لعملية وقف إطلاق النار، لا سيما في تعز والجوف وبعض المناطق التي لا تزال تشهد اشتباكات، وقال إن "تثبيت السلام يستغرق وقتاً ويتطلب حسن نية جميع الأطراف".
وبين أن التقارير تشير إلى تحسن ملحوظ في الأيام الأخيرة من ناحية وقف العمليات العسكرية، مع استمرار جهود لجنة التهدئة والتواصل واللجان المحلية والعمل الذي قام به أخيراً أعضاء الوفود والمجتمع الدولي.
إلى ذلك، استبعد ولد الشيخ توقيع اتفاق سلام خلال يومين أو ثلاثة، ولكنه أشار إلى احتمال توقيع اتفاق في غضون أسبوع أو عشرة أيام، داعياً الجميع إلى الصبر.
وجاءت تصريحات ولد الشيخ عقب جلسة قصيرة عُقدت عصر اليوم في قصر بيان بالعاصمة الكويتية، أعلن الوفد الحكومي عقبها التوصل إلى اتفاق حول جدول الأعمال، وهو الأمر الذي لم يؤكده وفدا جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي، والذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وكانت الجلسات المباشرة بين وفدي التفاوض قد استؤنفت، عصر اليوم الثلاثاء، وذلك بعدما شهدت عاصمة الكويت، اليوم، لقاء لأمير البلاد، مع طرفي المفاوضات والمبعوث الأممي إلى اليمن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، والتي يديرها الحوثيون، أن "أمير الكويت، شدد، خلال اللقاء، على حرص بلاده على إحلال السلام في اليمن، والخروج من جولة المفاوضات الحالية بحلول سلمية"، متمنياً أن تثمر جهود المشاورات "حلا شاملا"، كما أكد "حرصه الشديد على تثبيت وقف إطلاق النار".
من جهته، أعلن الوفد الحكومي في مشاورات الكويت أنه سلم المبعوث الأممي تقريراً مفصلاً بشأن خروق الهدنة من قبل مليشيات الحوثي وصالح في عدد من المحافظات، تضمن تسجيل أكثر من 184 خرقاً.
وبحسب التقرير، والذي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) فقد سُجل في محافظة الجوف 83 خرقاً، وفي تعز 68 خرقاً وتسعة خروقات في شبوة، وستة في محافظة حجة، وخمسة في مأرب ومثلها في محافظة الضالع، وشملت هذه الخروق القصف بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وتحريك تعزيزات وآليات عسكرية متفرقة، ومحاولات للتقدم، نتج عنها قتلى وجرحى.