المالكي يعلن رفض التنحّي ويقاضي رئيس الجمهورية

11 اغسطس 2014
المالكي يصف معارضيه بـ"الدواعش السياسيين" (Getty)
+ الخط -

في خطوة من شأنها تأزيم الموقف السياسي في العراق، فضلاً عن الوضع الأمني المتأزم أصلاً، أعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، في خطاب مباشر بثّته قناة العراقية الرسمية، ليل الأحد، عن رفضه القاطع لتسمية رئيس وزراء من خارج كتلته البرلمانية، في إشارة مباشره إلى كونه المرشح الوحيد، مؤكداً على رفع شكوى قضائية بحق رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، بتهمة خرق الدستور.

وقال المالكي إنه سيتقدم بشكوى رسمية ضد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، "الذي تعمّد خرق الدستور، بعدم تكليف مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة الجديدة والتي هي كتلة دولة القانون".

وأضاف قائلاً: "نبّهنا إلى خطورة تجاوز الدستور على أمن البلاد، ونبّهنا رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية والمحكمة الاتحادية إلى خطورة أي تجاوز دستوري، وأنه سيلحق بالبلاد أضراراً أمنية كبيرة، لكنهم لم يستمعوا"، وأوضح أنه مؤمن بـ"قدرة القوات المسلحة، وجموع المؤمنين والمتطوعين، في التصدي للإرهاب والانتصار على التحديات الحالية بوقت قريب، ولن نتنازل في مهمة حماية الدستور الذي هو حماية للشعب العراقي".

وخاطب المالكي الشعب العراقي بقوله: "أدعوكم، في هذا اليوم الاستثنائي، إلى مزيد من الحيطة والحذر، والايمان بالقوات المسلحة، التي ستتصدى للدواعش المسلحين والدواعش السياسين"، في إشارة إلى معارضيه، ومن بينهم تنظيم "الدولة الإسلامية".

واعتبر المالكي أن الخرق المتعمّد للدستور ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل العراق، وأن "تصرف رئيس الجمهورية يعتبر انقلاباً على الدستور والعملية السياسية وله تبعات خطيرة على وحدة البلاد".

إلى ذلك، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن أوامر صدرت من رئيس الحكومة بإعلان حظر تجوال مفاجئ في بغداد الليلة، وإغلاق معظم مناطق العاصمة، فضلاً عن انتشار الجيش والشرطة، ومنح الضوء الأخضر للميليشيات بالانتشار مجدداً.

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن المالكي أمر بنشر اللواء 45 المدرع في بغداد، وبتمركز دبابات قرب المنطقة الخضراء، فضلاً عن منع دخول أو خروج أي من المسؤولين المنطقة الخضراء، بالتزامن مع كلمته.

من جهته، قال القيادي في "التحالف الوطني" الشيعي، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، إن "خطاب المالكي جاء بالتزامن مع اجتماع هام يعقده التحالف لتسمية رئيس الوزراء الجديد، رفض المالكي حضوره مع عدد قليل من أعضاء كتلته".

وأوضح البصري أن" التحالف سيعلن غداً، على الأغلب، اسم مرشحه النهائي، وهو من حزب الدعوة".

ووصف البصري خطاب المالكي بـ"الانقلابي"، وبأنه "يمثّل تطوراً خطيراً في الساحة السياسية، لا سيما مع التهديد بإنزال قوات الجيش والشرطة والميليشيات إلى الشارع".

وذكر مصدر مقرّب من مكتب رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أن رئيسي الجمهورية والبرلمان اتفقا، يوم الأحد، على تقديم استقالتيهما من منصبيهما في حال أصر المالكي على رفض تنحيه من السلطة.

واوضح المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المالكي يستخدم آخر أوراقه وهي الجيش والشرطة، ولن تدخل الكتل السياسية في حرب معه، ولن تقبل أيضاً بالرضوخ له، لذا فإن الاستقالة وترك الساحة، ستفقده الشرعية القانونية والدستورية والدعم الدولي بشكل نهائي".