15 سبتمبر 2021
اللاجئون السوريون في أوروبا
تجتاح أوروبا أمواج من الشعب السوري، هروباً من بطش بشار الأسد الذي يصر على البقاء في الحكم، ولو رحل كل الشعب، أو أبيد بكل أنواع الأسلحة. يقول بشار، في مجالسه: على من لا يريد أن أحكمه الرحيل من البلاد أو سيواجه الموت. ومن السهل على الأسد أن يأتي بشعب من خارج الحدود، بدلاً ممن رحل أو قتل، والنموذج بين أيدينا محاولات الإحلال في الزبداني ومناطق أخرى من سورية.
(2)
تعاطفت القيادات السياسية في أوروبا، بكل أحزابها ومؤسسات المجتمع المدني، مع اللاجئين السوريين، وراح بعضهم يدعو إلى قبول توزيع هذه الجحافل الشاردة من الموت في سورية الحبيبة بين دول الاتحاد الأوروبي، حتى فنزويلا والأرجنتين وكندا، تعاطفوا، ورحبوا بمن يستطيع الوصول إليهم، إلا العالم العربي، فلم نسمع شيئاً عن رأيَّ الجنرال عبد الفتاح السيسي، حاكم أكبر دولة عربية، عمّا يجري للشعب السوري على يد حكامه الطغاة، ولو كلمة عن هذه المصيبة التي حلت بالإنسان السوري، بل راح يمد النظام القبيح في دمشق بالسلاح والتأييد السياسي، ولم نسمع من جامعة الدول العربية كلمة، وكان من المفروض توجيه دعوة عاجلة لانعقاد قمة عربية، واجتماع عاجل لوزراء داخلية دول الجامعة لوضع حلول تنقذ الإنسان السوري من الهلاك. لم تحاول منظمة التعاون الإسلامي توجيه دعوة لاجتماع طارئ لوزراء خارجية دول المنظمة، لإيجاد مخرج من هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها السوريون، على يد نظام بشار الأسد وعصاباته. ولم نسمع موقفاً من دول مجلس التعاون الخليجي بشأن هذه الكارثة الإنسانية. إنه حقاً عصر المذلة للإنسان العربي .
(3)
كنت أتمنى أن تطلب دول جامعة الدول العربية انعقاد قمة عاجلة، تجمع زعماء أوروبا والقادة العرب، لإيجاد حل يحمي أوروبا من تدافع اللاجئين إليها، ويحمي اللاجئين من عناء الغربة والابتعاد عن الوطن، وأن يكون مشروع القرار العربي المقدّم للقمة المقترحة المطالبة بفرض حظر جوي، يشمل الشمال السوري الواقع بين تركيا وسورية، وآخر جنوباً مع الحدود السورية الأردنية، على أن يقيم اللاجئون والنازحون السوريون في هذه المناطق، وتقوم دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بتمويل إقامة هذه الملاذات الآمنة، وحمايتها من أي تدخل عسكري من النظام القائم في دمشق، أو العصابات المسلحة التي استقدمها بشار الأسد من خارج الحدود.
هناك سابقة أرستها دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية عام 1991، عندما دعت إلى تحالف دولي لحماية الشعب الكويتي من الاحتلال العراقي، وكذلك المطالبة بفرض حظر جوي لحماية جنوب العراق وشماله من أي أعمال عسكرية، يقوم بها نظام الرئيس صدام حسين، وكان لهم ما أرادوا. ما يتعرض له الشعب السوري، اليوم، على يد حكومته لا يقل خطورة عما حدث للكويت في مطلع تسعينات القرن الماضي، إنه يتعرض لإبادة جماعية، وسياسة استبدال ممنهجة، لتكون الغلبة في هذه الحالة للقوى المستوردة. كان واجب الحكام العرب القيام بعمل فعال تجاه الشعب السوري، لحمايته من بطش النظام ومليشياته من المرتزقة المستوردين من خارج القطر السوري.
والحق إنه لم يفت الوقت بعد لمثل هذا الإجراء، أي الدعوة إلى قمة أوروبية عربية، وإذا كانت جامعة الدول العربية لن تقوم بمثل هذه الدعوة، لأن أمينها العام موظف في وزارة الخارجية المصرية، فإن على دول مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي الدعوة إلى المؤتمر، ومن ثم الدعوة إلى قوة عسكرية أوروبية للمشاركة مع قوات دول مجلس التعاون وقوات من منظمة التعاون الإسلامي لحماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية والتهجير القسري إلى خارج الحدود.
آخر القول: إذا أردتم القضاء على الإرهاب ومنظماته، عليكم القضاء على حكم بشار الأسد في دمشق، والقضاء على دولة حزب الدعوة في بغداد، والنظام الطائفي في العراق عامة.