يستذكر الكويتيون الغزو العراقي لبلادهم، الذي تصادف ذكراه الرابعة والعشرين اليوم، السبت، حين أقدمت القوات العراقية على غزو الكويت واحتلالها لمدة سبعة أشهر، قبل أن تنسحب بفعل ضربات جيوش "عاصفة الصحراء" التي تمثلت بتحالف دولي قادته الولايات المتحدة الأميركية وضمّ أكثر من ثلاثين دولة.
وتمر ذكرى الغزو، التي غابت على غير عادتها عن أجهزة الاعلام الرسمية، في ظل أزمة داخلية بين الحكومة والمعارضة، فضلاً عن تحديات إقليمية تقترب من حدود الدولة.
ولا تزال البلاد تعيش، منذ سنوات قليلة، أزمة داخلية تعمّقت بين الحكومة وبعض مؤيديها، ولا سيما التجار من جهة، والمعارضة بغالبية قواها السياسية والمدنية من جهة ثانية، بعد اتهامات فساد طالت مسؤولين في السلطات الثلاث المختلفة: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وتتهم المعارضة عدداً ممّن تصفهم بالفاسدين بالتحكّم بمقدّرات الدولة، في إشارة إلى رئيس البرلمان السابق، جاسم الخرافي، ورئيس الحكومة السابق، ناصر المحمد الصباح، والمقدم بحقهما بلاغ إلى النائب العام من وزير النفط السابق، أحمد الفهد الصباح، بتهم الفساد وغسل أموال والتعامل مع جهات أجنبية.
وفي ذكرى الغزو العراقي، أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية بياناً عبّرت فيه عن أسفها من تصرفات الحكومة، ولا سيما في ملف التجنيس. وقالت: "تحل ذكرى الغزو هذا العام، والحكومة تستغلّ ملفات الجنسية، كصكوك وطنية تسحبها ممّن يعارضون سياستها وتهبها لمَن ترضى عنهم، في مشهد مؤسف لتسخير إمكانات الدولة في محاربة المصلحين بدل دعم مسيرة الإصلاح".
وشددت الحركة على "ضرورة استشعار الشعب والسلطة، على حد سواء، خطورة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية المحلية والإقليمية التي تمر فيها الكويت حالياً، فهي تزيد خطورة عن ظروف صيف 1990".
وحذرت الحركة من "الأحداث المحيطة بالكويت، ولا سيما ما يجري في العراق وسورية، وانعكاساتها على المجتمع الكويتي الذي يتفاعل كثيراً مع القضايا العربية".
وأجمع الكويتيون على الاستفادة من دروس الغزو العراقي، منبّهين ممّا سمّوه الفتنة بين أبناء الشعب بسبب الخلافات المحلية أو عبر الاصطفاف في قضايا إقليمية قد تخلق انقساماً واستقطاباً حادين.
وفي السياق، أكد الكاتب والإعلامي، عايد المناع، أنه "في فترة الاحتلال، ذابت الخلافات السياسية والمذهبية والفئوية والْتَحَمَ الكويتيون في وحدة وطنية نادرة الحدوث حرمت المحتل من تحقيق أي اختراق".
وأضاف المناع: "في 1990/8/2، ولمدة سبعة أشهر، تمكن الغزاة من احتلال الجغرافيا الكويتية، لكن الإرادة الوطنية الكويتية حافظت على نقائها وشموخها الوطني".
وأطلق الكويتيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسماً، (هاشتاغ)، وجهوا من خلاله الشكر لكل مَن ساهم في تحرير بلادهم.