وحذر مدير عمليات المنظمة الإغاثية، دومينيك ستلهارت، قائلاً "نواجه حالياً خطر انتشار جدياً للكوليرا".
وأوضح أن الأرقام التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 116 شخصاً منذ 27 أبريل/نيسان وحتى يوم أمس السبت.
ولفت إلى الإعلان عن أكثر من 8500 شخص يشتبه بإصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة بـ2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي.
وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأفقر في شبه الجزيرة العربية. وتشهد اليمن حرباً مدمرة ولم يعد يعمل فيها سوى أقل من نصف المنشآت الصحية بعد مرور عامين على النزاع.
ويتسبب وباء الكوليرا شديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، ويؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.
— Alexandre Faite (@afaiteICRC) ١٤ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضح ستلهارت أن عدد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات.
وأشار إلى أن هناك "أكثر من أربعة مصابين بالكوليرا يرقدون في سرير واحد (...) هناك أشخاص في الحدائق وبعضهم حتى في سياراتهم مع مصل وريدي معلق من النافذة".
إلى ذلك، أعلنت السلطة المحلية في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الأحد، المدينة "عاصمة منكوبة"، جراء انتشار عدوى الكوليرا.
وقال الأمين العام للمجلس المحلي في أمانة العاصمة صنعاء، أمين محمد جمعان، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التي يديرها الحوثيون "نكابد أوجاع الموت الآتي جراء انتشار فجائي وبائي يحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء يطاول ويهدد حياة كل اليمنيين".
وأعلن جمعان "صنعاء عاصمة منكوبة في إطار حالة طوارئ صحية مؤقتة"، وقال "نتوجه بهذا النداء الإنساني لكل القوى الوطنية الخيرة، ولكل يمني ويمنية، لتتوحد غاياتنا من أجل مصلحة وطنية واحدة لكبح جماح الموت ووقف هذا العدوان الوبائي المهدد لصحة المجتمع ولحياتنا أجمع، جراء الكوليرا كوباء قاتل يمضي وينتشر لا يعتبر ولا يتوقف ولا ينحسر باختلاف سياسي أو حرب عسكرية".
وكان وزير الصحة في "الحكومة" التي شكلها الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء، محمد سالم بن حفيظ، قد كشف اليوم، تقريراً عن الوضع الوبائي للكوليرا خلال الفترة 27 أبريل/ نيسان الماضي حتى 13 مايو/ أيار الجاري، إذ "كشف أن إجمالي حالات اشتباه الكوليرا بلغت ثمانية آلاف و595 حالة، فيما بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة مخبرياً 213 حالة والوفيات 115 حالة بأمانة العاصمة ومحافظات صنعاء (الريف) وعمران والبيضاء وحجة والمحويت والضالع وذمار وعدن وإب وتعز والحديدة وريمة وأبين.
ومنذ 27 أبريل/نيسان الماضي، عاد وباء الكوليرا للانتشار في اليمن بسرعة كبيرة، بعد أن ظهر في وقت سابق العام الماضي، وتراجع انتشاره في وقت لاحق.
— Alexandre Faite (@afaiteICRC) ١٢ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— Ralph El Hage (@RalphICRC) ١٣ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Ralph El Hage (@RalphICRC) ١٣ مايو، ٢٠١٧
|
وتصنّف منظمة الصحة العالمية اليمن على أنه إحدى أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم إلى جانب سورية وجنوب السودان ونيجيريا والعراق.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن 17 مليوناً، أي ما يعادل ثلثي السكان، يواجهون خطر المجاعة في اليمن.
(العربي الجديد، فرانس برس)