تدرس القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق، إمكانية الموافقة على تأجيل العمل بنتائج استفتاء الانفصال الذي أجري في الـ25 من الشهر الماضي. وفي حين شددت حكومة الإقليم على ضرورة التهدئة واعتماد الحوار لحل المشاكل بين بغداد وأربيل، دعا مرجع ديني عراقي دول المنطقة للمشاركة في حل أزمة الاستفتاء.
وبحسب مصادر سياسية كردية مطلعة فإن سلطات إقليم كردستان تناقش إمكانية وقف العمل بنتائج الاستفتاء لمدة محددة، شريطة التزام الحكومة بتلبية طلبات الإقليم، وأبرزها الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وإلغاء الإجراءات العقابية على الإقليم، وحل أزمة المناطق المتنازع عليها، والإفراج عن مستحقات الإقليم المالية المتراكمة منذ عدة سنوات، مؤكدين لـ "العربي الجديد" اليوم الجمعة أن الأكراد يراجعون موقفهم من الاستفتاء نتيجة لتعرضهم لضغوط محلية وإقليمية ودولية كبيرة.
وفي سياق متصل، قال عضو القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق، روميو هكاري، إن شرط بغداد، إلغاء نتائج الاستفتاء قبل بدء المفاوضات مع أربيل، ما هو إلا ذريعة تتمسك بها الحكومة العراقية، مؤكداً خلال تصريح صحفي، وجود إمكانية لتأجيل العمل بنتائج الاستفتاء لفترة زمنية قد تصل إلى عام أو عامين، من أجل الحوار والتفاوض مع الحكومة المركزية.
واعتبر أن "الاستفتاء أجري في كردستان وأصبح واقع حال، إلا أن هناك استعدادا لتأجيل نتائج الاستفتاء لفترة زمنية قد تكون عاما واحدا أو عامين، في حال أقرت بغداد بنتائجه بعد الفترة الزمنية التي تحدد للبدء بالمفاوضات والحوارات بين الطرفين". كما أشار إلى أن المشاكل المتراكمة خلال السنوات العشر الماضية بين بغداد وأربيل، لن تحل ما لم تكن هناك مفاوضات وحوارات متبادلة بين الجانبين.
وأضاف "بغياب الحوارات والمفاوضات ستبقى المشاكل قائمة وعالقة، بدون أي حلول مرضية للطرفين".
من جهته، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجرفان البارزاني، أن الإقليم مع التهدئة ومنع أية محاولة للتسبب بزيادة التوتر، مشددا في بيان على ضرورة جلوس بغداد وأربيل للحوار بشأن المشاكل العالقة بينهما.
في الأثناء، دعا المرجع الديني العراقي، محمد تقي المدرسي، اليوم إلى التواصل بين دول المنطقة لحل أزمة الاستفتاء، مشددا في بيان على ضرورة خلق مناخ إيجابي يجعل المواطنين يشعرون بالكرامة لتفويت الفرصة على الطامعين، الذين يحاولون طرح المشاريع المشبوهة باسم الطائفية أو القومية أو غيرهما.
وقال "أبارك هذا التواصل الجاري بين دول المنطقة، ونعتبره تجسيدا للتعاون، ونتمنى لو يشمل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وسورية، ليكون محوراً ميمونا لحل أزمات المنطقة"، مضيفاً أن "الطموحات التي تسعى إليها القوميات والطوائف يمكن أن تتحقق لكن في ظل العدل والحرية والكرامة".