شن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الأربعاء، هجوماً واسعاً على بلدة عامرية الفلوجة (30 كيلومتراً جنوب الفلوجة) في محافظة الأنبار، فيما شارك طيران التحالف الدولي في التصدي لهجوم التنظيم.
في غضون ذلك، كشفت مصادر محلية في مدينة الفلوجة، عن رفض مليشيات "الحشد الشعبي" مغادرة المدينة، رغم صدور أوامر حكومية بذلك، في الوقت الذي أكدت واشنطن أن 20 في المائة من المليشيات العراقية تخضع للتوجيهات الإيرانية.
وقال عضو مجلس العشائر المتصدية لـ"داعش" محمود العيساوي، إن التنظيم شنّ منذ الساعات الأولى لفجر اليوم، هجوماً واسعاً على القرى الشمالية لعامرية الفلوجة، مبيناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم استخدم السيارات المفخخة والصواريخ وقذائف الهاون خلال الهجوم.
وأضاف المتحدث أن "داعش"، حاول فتح ثغرة في عامرية الفلوجة، بهدف التقدم في المناطق التي استعيدت منه أخيراً، مبيناً أن التنظيم شنّ هجومه انطلاقاً من قرى غرب الفلوجة.
إلى ذلك، أشار العيساوي إلى مشاركة شرطة الأنبار ومسلحي العشائر في المعارك، بإسناد من طيران التحالف الدولي، متحدثاً عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، فضلاً عن تدمير عدد كبير من الآليات التي استخدمها "داعش" خلال الهجوم.
وفي السياق، قال آمر لواء "عامرية الصمود"، المكون من مقاتلي العشائر خميس العيساوي، إن القوات المشتركة دمرت رتلاً لتنظيم "داعش"، كان متوجهاً إلى عامرية الفلوجة.
وأعلنت قيادة عمليات الجيش بالفلوجة، الأحد الماضي، عن انتهاء العمليات العسكرية في الفلوجة، لكن مصادر أمنية محلية كشفت عن وجود جيوب لتنظيم "داعش" في أطراف المدينة الجنوبية والغربية.
وعن مآل توجيهات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تجاه العملية في الفلوجة، كشف مصدر قبلي محلي لـ"العربي الجديد"، أن العبادي، أصدر الليلة الماضية أوامر تقضي بسحب جميع قطعات الجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، ومليشيات "الحشد الشعبي" من الفلوجة، وتسليمها للشرطة المحلية ومسلحي العشائر خلال 48 ساعة، مؤكداً خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن أوامر العبادي الجديدة، "جاءت للحد من انتهاكات المليشيات التي طاولت أرواح وممتلكات المدنيين".
وأضاف المصدر نفسه أن "فصائل المليشيات، رفضت مغادرة الأحياء التي تمركزت فيها"، مبيناً أنها بررت رفضها بحجة "الخشية من عودة عناصر تنظيم (داعش) إلى المدينة".
وأشار مصدر "العربي الجديد"، إلى تكثيف عناصر المليشيات لعمليات الحرق والنهب التي تمارسها في الفلوجة منذ عدة أيام، متحدثاً عن "وقوع جرائم وانتهاكات أمام قطعات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية المتواجدة في المدينة".
وقالت مصادر أمنية محلية، أمس الثلاثاء، إن مليشيات "بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"أبو الفضل العباس"، وكتائب "حزب الله في العراق"، وكتائب "الإمام علي"، بدأت بتنفيذ عمليات حرق وسرقة منظمة في المدينة التي قسمت أحياءها إلى قواطع تتم فيها عمليات التخريب.
في السياق، أكد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، أن 20 بالمائة من مليشيات "الحشد الشعبي"، تخضع للتوجيهات الإيرانية، مبيناً خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الليلة الماضية، أن نسبة من عناصر المليشيات، لا يخضعون لسيطرة الحكومة العراقية، كما أشار إلى ظهور "الحشد الشعبي" في المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها.