رسالة القمة الموازية بتونس للقادة العرب: وقف التطبيع والقمع والنزاعات

31 مارس 2019
انتقدت القمة تخاذل الموقف الرسمي بدعم الفلسطينيين (العربي الجديد)
+ الخط -

اختتمت، اليوم الأحد، أشغال القمة الموازية في تونس، تزامناً مع انعقاد القمة العربية، بتوجيه الناشطين والحقوقيين والمنظمات الوطنية والدولية المجتمعة رسالة مفتوحة موقعة من قبل أكثر من 50 منظمة وجمعية إلى القادة العرب، إلى جانب إصدار مجموعةٍ من التوصيات، منها إطلاق مبادرة فعلية لضمان تمتع الفلسطينيين بحقهم في تقرير المصير، والوقف الفوري للحروب والنزاعات، وإصلاح جامعة الدول العربية لتضطلع بمهمتها في أحسن الظروف.

وتلت القمة الموازية وقفةٌ حاشدة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية، لتسليط الضوء على قضايا الشعوب العربية.

ودعت القمة الموازية الى إطلاق مبادرات فعليّة وحقيقيّة لضمان تمتّع الشعب الفلسطيني بحقّه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلّة وعاصمتها القدس، وضمان الحماية للشعب الفلسطيني من كلّ الانتهاكات التي يتعرّض لها، ووقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ودعت رسالة القمة إلى ضمان احترام سيادة البلدان العربيّة وسلامة حدودها، ووقف كل أشكال التدخّل الأجنبي، واعتبار قرار الرئيس الأميركي بضمّ الجولان المحتل إلى "إسرائيل" اعتداءً على سيادة سورية وخرقاً واضحاً للقانون الدولي.

وشدد المجتمعون على ضرورة الوقف الفوري للحروب والنّزاعات في البلدان العربية، والكف عن استهداف المدنيّين وإعداد الخطط التضامنيّة الكفيلة بإعادة إعمار البلدان المتضرّرة، والامتناع والكف عن قمع وملاحقة الحريات ومعاقبة المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضة السياسيّة وضمان احترام حقوق الإنسان المدنيّة والسياسيّة والاقتصادية والاجتماعية والثقافيّة المنصوص عليها في المواثيق الدوليّة ووقف كافة أشكال انتهاكات الحقوق الفرديّة والجماعيّة ومحاسبة المسؤولين عنها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وطالبت القمة الموازية بإنشاء آلية إقليمية للوقاية من النّزاعات وحلّها سلميّاً، وتطوير علاقات التعاون الدولي والإقليمي في مجالات مكافحة التطرّف والإرهاب والجريمة، وتطوير سياسات وطنيّة لحقوق الإنسان، وذلك بالانضمام إلى اتفاقيات حقوق الإنسان الدّوليّة ورفع التحفّظات عنها، ومواءمة الدساتير العربيّة مع متطلّبات المنظومة الدوليّة لحقوق الإنسان، وإعداد الخطط الوطنيّة في مجال النّهوض بحقوق الإنسان وحمايتها.

ودعا المجتمعون إلى إصلاح مؤسسات جامعة الدول العربية وتطويرها من منظور حقوق الإنسان، ضماناً لنجاعة دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثلما حددتها منظمة الأمم المتحدة.

واعتبرت القمة الموازية أن كل الانتهاكات لحقوق الإنسان الفردية والجماعية "إنما هي نتيجة مباشرة لاستبداد الأنظمة بالسلطة، وإنكار الديمقراطية وحق الشعوب في المشاركة في صنع القرار، وسوء إدارة الشأن العام أمام تواصل وانتشار وتبرير التعذيب والإعدام والمحاكمات الجائرة وملاحقة الإعلاميين والإعلاميات وسجن المعارضين واغتيالهم والاختفاء القسري والتضييق على عمل منظّمات المجتمع المدني والتمييز الممنهج وتعنيف النساء، وامتهان كرامة الناس بإنكار حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بتعلّة السيادة أو مقاومة الإرهاب".

وبالتوازي مع التوصيات التي رفعتها القمة الموازية، نظم عددٌ من المنظمات الحقوقية، منها جمعية دعم المقاومة ومناهضة الصهيونية، مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة، أطلقت من خلالها الدعوة إلى تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وانتقد المحتجون تعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية، وتخاذل الموقف الرسمي في دعم الفلسطينيين.

وأكد ناشط في المجتمع المدني وأحد مناصري القضية الفلسطينية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن صفقة القرن التي تروج لها أميركا لن تمر، مشدداً على رفض الشعب التونسي والمجتمع المدني أي اتفاقية لتركيع الشعوب العربية، وأن رسالتهم للحكام العرب مفادها بأن الشعوب العربية واحدة وستبقى شوكة في حلق بعض الأنظمة المتخاذلة.

وقال الناشط التونسي عبد الله، المقيم في فرنسا، إنه قدم خصيصاً لمواكبة تطورات أشغال القمة العربية، معتبراً أن أهم رسالة من الممكن أن تصدر هي القرارات الفعلية لفائدة القضية الفلسطينية، وليس مجرد توصيات وقرارات لا ترتقي إلى الفعل وإلى الواقع.

بدورها، تفاءلت ستينية تونسية مشاركة، في حديثها عن فلسطين، بدور الشعوب العربية، مطالبة بأن يتدارك الحكام التطورات الحاصلة، وأن على القادة العرب أن يوحدوا جهودهم ويصدروا قرارات فعلية تحفظ كرامة الدول العربية، مبينة أنه يؤمل أن يكون القادة العرب في المستوى وأن يبعد الحكام الجائرون عن البلدان العربية.

وأضافت أن أغلب الشعوب العربية متفقة حول القدس المحتلة، فهي قضية جميع الشعوب العربية.

 

المساهمون