القمة الخليجية: عودة خجولة لـ "الاتحاد" من باب "التكامل"

10 ديسمبر 2015
التحديات تفرض على الخليج حديث التكامل (فرانس برس)
+ الخط -
اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم بالرياض، اليوم الخميس، وكان الأبرز في قرارات قمة الرياض هو العودة إلى خيار الانتقال من "التعاون" إلى الاتحاد، الذي كان قد طرح سابقا من قبل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وإن بشكل خجول، حيث استبدل مقترح "الاتحاد"، الذي جرى الاعتراض عليه آنذاك من قبل بعض دول الخليج بمقترح "التكامل".

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزيان إلى أن "قادة دول المجلس أقروا رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن إمكانية الاتفاق بين عدد من الدول الأعضاء على إجراءات تكاملية تراها في إطار المجلس على أن تتبعها باقي الدول متى كان الوقت مناسبا لها".

ولفت إلى أن "رؤية العاهل السعودي، بشأن تعزيز التكامل بين دول المجلس، التي وافق عليها قادة دول المجلس في هذه الدورة توضح أولويات العمل الخليجي المشترك خلال العام المقبل، مما يعني أن العام المقبل، سيشهد تسريع وتيرة التعاون وخطوات الترابط الأمني والعسكري المؤدية إلى استكمال منظومتي الأمن والدفاع بين دول المجلس، واستكمال المشاريع الاقتصادية المشتركة بين دول المجلس، كالاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة".

وفيما لم يتطرق البيان الختامي للحوار مع ايران، والمبادرة القطرية في هذا الشأن، الأمر الذي يشير إلى أن هذه القضية لم تحسم خليجيا، وإلى وجود تباين بين دول الخليج حولها، أعادت دول مجلس التعاون الخليجي التأكيد على مواقفها الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، وكررت رفضها لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة.

اقرأ أيضا: الزياني أميناً عاماً لمجلس التعاون لثلاث سنوات أُخرى  

وطالبت دول الخليج إيران بالالتزام التام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة دول (5 + 1) في يوليو/تموز 2015، بشأن برنامج إيران النووي وأهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الشأن.

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن "إيران تلعب دوراً سلبياً في معظم قضايا المنطقة وتتدخل في المنطقة"، مشيراً إلى أن ذلك لا يساهم في علاقات مع طهران"، متمنياً أن تغير إيران من أساليبها لكي تصبح جزءا إيجابيا في المنطقة.

وأكد الجبير أن أمام الرئيس السوري بشار الأسد خيارين، إما أن يترك السلطة عبر المفاوضات وهذا قد يكون الأسرع والأسهل والأفضل للجميع، أو أن يترك السلطة عبر القتال".

وأشار الجبير في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إلى أن الشعب السوري رافض أن يبقى بشار الأسد في السلطة، كما أن الشعب السوري يصر على بناء دولة مدنية جديدة تحفظ جميع حقوق جميع الأشقاء في سورية، مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم.

اقرأ أيضا: 146 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين دول الخليج

وأكد أن الهدف من عقد مؤتمر للمعارضة السورية في العاصمة الرياض من 8 وحتى 11 من الشهر الجاري هو توحيد صف وكلمة السوريين.

وقال إن قادة دول الخليج يؤكدون من خلال القمة الــ 36 التي عقدت في الرياض حرصهم على ترسيخ مفهوم التعاون الحقيقي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية وغيرها من مجالات التعاون المشترك، ومضاعفة الجهود للارتقاء بأداء أجهزة كافة.

المساهمون