القمة الثلاثية حول سورية: سوتشي بديل لجنيف

22 نوفمبر 2017
التقى أردوغان بروحاني قبيل قمة سوتشي (الأناضول)
+ الخط -
لا يمكن قراءة ما صدر خلال المؤتمر الصحافي الثلاثي في مدينة سوتشي الروسية، التي يستضيف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، بعيداً عن المحاولة الروسية لترسيخ موعد الحوار الذي حددته في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل في سوتشي، ليكون عنوان المرحلة المقبلة بدل مسار جنيف، في حلقة قد تكون الأخيرة في مسلسل تعويم نظام الأسد.

وبدت روسيا مصرّة على عقد مؤتمر أطلقت عليه تسمية "الحوار الوطني السوري" على أراضيها، رغم رفض المعارضة السورية الواسع لهذا المؤتمر، والفتور الإقليمي والدولي في التعاطي معه.

وفي وقت جاء حديث روحاني خلال المؤتمر كمظلة لبوتين، بدا أردوغان أكثر تفرداً، بالتذكير بإجراءات بناء الثقة في ظل المجازر الروسية، وكذلك إبعاد المنظمات الإرهابية والحرص على وحدة سورية.

وقال بوتين خلال المؤتمر "اتفقنا على وثيقة تحدد الاتجاهات والمجالات للتعامل بين روسيا وتركيا وإيران حول سورية، وهي تحدد المهام المستقبلية، ونحن موحدون حول فكرة تسوية الأزمة السورية في إطار أستانة وخلق ظروف لتخفيض العنف وإعادة المهجرين".

ولم يفوت بوتين الفرصة لترسيخ ما يسميه مؤتمر الحوار السوري، بهدف التفرد بالقرار السوري، محاولاً قدر الإمكان الابتعاد عن عملية جنيف تمهيداً لإلغائها، حيث أكد أن "الدول الثلاث الداعمة تعمل لتثبيت الحوار السوري السوري بناء على القرار 2254، وقد دعمت الدول الداعمة الحوار السوري، وكلفنا وزارات الخارجية والدفاع لتحديد أطر زمنية وتقديرية لعقد مؤتمر الحوار السوري في سوتشي لتمثيل الأحزاب والفئات الإثنية والطائفية والحزبية للنظر بالنظام السياسي المستقبلي وصياغة دستور جديد وانتخابات برعاية الأمم المتحدة ثم التسوية السياسية في إطار عملية جنيف".

كذلك أشار الرئيس الروسي إلى اللقاء الذي أجراه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال "أطلعنا الرئيسين التركي والإيراني على نتائج اجتماعي مع الأسد، ونقلنا لهما التزام السلطات السورية بمبادئ الحل، من دستور جديد وانتخابات حرة. وركزنا على إعادة الإعمار ونزع الألغام واتفقنا على تحفيز هذا العمل بالتعاون مع بقية الدول والمنظمات".

واعتبر بوتين أن هذه المفاوضات الثلاثية الروسية التركية الإيرانية "ستسرع الحل السوري وستؤثر إيجاباً على الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام".

 مظلة إيرانية

في سياق مواز، بدا حديث الرئيس الإيراني بمثابة مظلة لما ورد عن بوتين، بالتأكيد على الحوار السوري في سوتشي، حيث أوضح أن "هذه القمة مفيدة جدا، وتبادلنا الآراء والمواقف، والهدف الرئيسي هو تشكيل مؤتمر الحوار الوطني (سوتشي) الشامل في سورية بمشاركة جميع الممثلين لشرائح المجتمع السوري، الموالين والمعارضين".

وأضاف روحاني "سيجتمعون ويتحاورون حول مستقبلهم وحول دستور جديد لسورية، بناءً عليه تجرى انتخابات عادلة وحرة، وهذا الجهد من روسيا وتركيا وإيران رسالة سلام إلى كل المنطقة. نحن نشاهد هذه الخطوة على طريق إحلال الأمن والسلام في سورية (انتخابات ودستور). سيجتمع وزراء الخارجية ورؤساء الأركان الروس والأتراك والإيرانيون للتحضير لمؤتمر الحوار الشامل (سوتشي)".

تركيا: بناء الثقة ووحدة سورية

على الجانب الآخر، جاء حديث الرئيس التركي خارج النطاقين الروسي والإيراني، بالتذكير بإجراءات بناء الثقة، في ظل المجازر الروسية المستمرة في المدن السورية، والحديث عن مناطق خفض التصعيد، وكون اجتماعات أستانة تشكل البنية التحتية لمسار جنيف.

وقال أردوغان خلال المؤتمر "قيمنا اتفاقيات وقف النار ومناطق خفض التصعيد واجتماعات أستانة التي تشكل البنية التحتية لمسار جنيف، مع مراعاة جميع القرارات الدولية حول سورية ومساعينا لإحلال السلام العادل في سورية وإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية"، مشيراً إلى أن "هذه القرارات التي اتخذناها ستكون كفيلة بحل الأزمة السورية، ونحن كتركيا نركز على إبعاد المنظمات الإرهابية التي تهدد سلامة سورية وأمن بلداننا، وهذا ما يحتل أولوية تركيا".

وشدد الرئيس التركي على أنه "إذا التزمنا بوحدة سورية فلا يمكننا أن نقبل بوجود مثل هذه العصابات الدموية التي تهدد بلداننا، واتفقنا على ضرورة اتخاذ إجراءات بناء الثقة للتأكد من وصول المساعدات الإنسانية بشكل حر إلى جميع السوريين المتأثرين بالأزمة، وأرى أن هذا البيان الختامي سيكون أساساً للحل السوري".

وكانت انطلقت في مدينة سوتشي الروسية، اليوم الأربعاء، القمة الثلاثية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والتي تبحث تسوية الأزمة السورية.

واستقبل بوتين نظيريه الإيراني والتركي في منتجع "روس". وأفادت وكالة "تاس" الروسية بأن روحاني وصل إلى المكان قبل وصول أردوغان، وأجرى مباحثات ثنائية قصيرة مع بوتين.

وكان أردوغان قد بدأ اجتماعاً مع الرئيس الإيراني قبيل انعقاد القمة. 

وأوحت الأجواء التحضيرية لقمة سوتشي بأن موعدها، اليوم، سيكون تاريخاً مفصلياً في عمر الحرب السورية، لناحية إنهائها، بغض النظر عن كيفية ذلك، ولمصلحة من وعلى حساب أي طرف، أو يضاف هذا التاريخ إلى المواعيد الضائعة في روزنامة الإبادة الأوسع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتعقد القمة بعدما أعلن "الحليفان في سورية"، أي روسيا وإيران، كلٌّ على طريقته، الانتصار على تنظيم "داعش"، مفتتحين المرحلة الجديدة التي صار ذكرها مرتبطاً بـ"التفاهمات المحتملة" التي يكررها المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف. لكن التفاهمات الروسية ــ التركية ــ الإيرانية لا يبدو أنها تقتصر على الملفات السياسية، إذ سبق القمة السياسية اجتماع رؤساء أركان روسيا فاليري غيراسيموف، وتركيا خلوصي آكار، وإيران محمد باقري، أمس الثلاثاء، والاتفاق على زيادة مستوى التنسيق في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب.

(العربي الجديد)
المساهمون