يعقد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، محمد باركيندو، اجتماعاً تشاورياً، اليوم، في إسطنبول، مع وزراء الطاقة المشاركين في مؤتمر الطاقة الدولي، لبحث القرار المتخذ في اجتماع الجزائر الأخير بتخفيض إنتاج النفط للدول الأعضاء في المنظمة، وسط غياب وزراء النفط العراقي والإيراني والسعودي، وفق مصادر "العربي الجديد".
وشهد مؤتمر الطاقة، أمس، مواقف متقدمة جداً في ما يتعلق بالاتفاق على تثبيت إنتاج النفط بين الدول المصدرة في منظمة "أوبك" والمنتجين المستقلين عنها. وفي حين أعلنت السعودية عبر وزير الطاقة، أن التوجه نحو التوافق ضرورة قصوى، رمت موسكو الكرة في ملعب "أوبك"، ليعلن الكرملين أن روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، ستكون مستعدة لتنسيق خطواتها مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إذا توصل أعضاء المنظمة لاتفاق حول حجم الإنتاج.
وعلى وقع التصريحات المتفائلة، التقطت السوق النفطية أنفاسها، وبدأت التوقعات تتصاعد حول السعر الذي سيسجله برميل النفط خلال الفترة المقبلة. وتوقعت شركة "بريتيش بتروليوم" أن يصل إلى 70 دولاراً في نهاية 2016.
إلا أن المتعاملين في الأسواق لا يزالون في مرحلة الشك وعدم اليقين بشأن الالتزام بعملية خفض الإنتاج وتأثير الخفض على تحقيق الاستقرار، ما ساهم في تسجيل المزيد من التراجع في الأسعار... أما الوكالة الدولية للطاقة، فقد أكدت أن التخمة الكبيرة في إمدادات النفط قد تلقي بثقلها حتى 2017، ما لم تقم "أوبك" بخفض الإنتاج.
تناغم بين السعودية وروسيا
وأعلن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، على هامش مؤتمر الطاقة الدولي، المنعقد في إسطنبول منذ الأحد الماضي ويستمر حتى يوم غد الخميس، أن سوق النفط بدأت بالفعل تستعيد توازنها. ودعا المنتجين من خارج "أوبك" إلى عدم الاكتفاء بالدعم وإنما الوصول إلى المشاركة الفعلية في تحقيق استقرار السوق النفطية.
وقال إنه يرى إشارات على أن المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها يرغبون في الإسهام في تحقيق التوازن في سوق النفط. ولفت إلى أن مساعي التعجيل باستعادة توازن السوق لا تتعلق بسعر النفط في حد ذاته وإنما بإرسال إشارة إلى قطاع النفط لاستئناف الاستثمار من جديد.
وتلقف الجانب الروسي التصريحات السعودية، إذ قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إن روسيا ستكون مستعدة لتنسيق خطواتها مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إذا توصل أعضاء المنظمة لاتفاق على خطواتهم.
اقــرأ أيضاً
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: "سنجري مشاورات مع أوبك قبل نهاية أكتوبر/ تشرين الأول". كما عقد اجتماعاً مع نظيره السعودي خالد الفالح، أمس الثلاثاء، على هامش مؤتمر الطاقة، لبحث ردود الفعل على اتفاقيات الجزائر الأخيرة. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نوفاك قوله إن بلاده تدرس حالياً تثبيت إنتاج الخام وليس خفضه.
لكن التماسك الرسمي الروسي حول التأكيد على أن موسكو مستعدة لبحث ثبيت الإنتاج لا خفضه، لم ينسحب على المسؤولين في الشركات النفطية الروسية الكبرى.
إذ أعلن رئيس شركة روسنفت وأكثر المسؤولين التنفيذيين نفوذاً في قطاع النفط الروسي، إيغور سيتشين، لوكالة "رويترز"، إن شركته لا تنوي كبح إنتاج النفط في إطار الاتفاق المحتمل مع أوبك.
وشكك سيتشين في تحرك عدد من الدول الأعضاء في أوبك، مثل إيران وفنزويلا والسعودية، لخفض إنتاجهم، مضيفاً أن أي ارتفاع لسعر النفط فوق 50 دولاراً للبرميل يزيد أرباح النفط الصخري الأميركي. وبعد ساعات أعلنت "روسفنت"، وفق وكالة تاس الروسية، الالتزام باتفاق أوبك إذا انضمت إليها روسيا.
أما ليونيد فيدون، وهو نائب رئيس شركة لوك أويل الروسية، وهي ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، فأكد أن شركته مستعدة لتقييد إنتاجها في إطار اتفاق محتمل مع أوبك. وأضاف أن تثبيت إنتاج النفط الروسي أمر سهل من الناحية الفنية وتوقع انخفاض إنتاج النفط العالمي اعتباراً من مطلع 2017. لا بل أعرب عن ثقته في مشاركة كل المنتجين الروس في خفض الإنتاج إذا طلبت الحكومة ذلك. معتبراً أن تثبيت إنتاج النفط الروسي أمر سهل من الناحية الفنية.
وقالت مصادر خاصة من داخل مؤتمر الطاقة، لـ"العربي الجديد"، إن المناخ العام في المؤتمر يشير إلى قناعة دول منظمة "أوبك" بضرورة تخفيض الإنتاج.
ويعتبر الاقتصادي السوري، حسين جميل، أن مجريات مؤتمر الطاقة باسطنبول، تشير إلى أن دول منظمة "أوبك" على الأرجح ستلتزم بتخفيض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً، في حين ترفض إيران، التي تعتبر ضمن المنظمة، تخفيض إنتاجها، بل ستزيده. ويضيف جميل لـ"العربي الجديد"، أن ما يجري في مؤتمر الطاقة أعاد توزيع التحالفات الاقتصادية والطاقوية، معتبراً أن تخفيض إنتاج أوبك التي لم يزد إنتاجها عن 40% من المعروض النفطي العالمي، لن يحسن الأسعار وفق ما يتم ترويجه.
اقــرأ أيضاً
وكالة الطاقة تحذر... والقلق مستمر
التقدم في المفاوضات لم ينعكس على المتعاملين في الأسواق العالمية، وذلك بعد معاناة مستمرة منذ العام 2014، حين انخفضت الأسعار، مدفوعة بزيادة العرض مقابل انحسار الطلب، من 120 دولاراً إلى 27 دولاراً ومن ثم ارتفعت إلى 50 دولاراً حالياً، أي بتراجع نسبته 60 في المائة.
هكذا، انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء، من أعلى مستوى في عام متأثرة بمخاوف من ألا يكون خفض الإنتاج من قبل كبار مصدري الخام في العالم كافياً للتخلص من تخمة المعروض التي امتدت على مدار عامين، وسط تحذيرات بعدم الإفراط في التفاؤل.
وانخفض خام برنت في العقود الآجلة تسليم ديسمبر/ كانون الأول إلى 52.72 دولاراً للبرميل، متراجعاً بذلك عن أعلى مستوى في عام الذي سجله الاثنين عندما بلغ 53.73 دولاراً للبرميل. في حين انخفض الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 50.92 دولاراً للبرميل.
وقفزت أسعار النفط ثلاثة في المائة، الاثنين، بعدما قالت روسيا والمملكة العربية السعودية إن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين، مثل روسيا، لكبح إنتاج الخام.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية، أمس، أن المعروض العالمي من النفط قد يصبح متماشياً مع الطلب بشكل أسرع إذا اتفقت منظمة "أوبك" مع روسيا على تقليص كبير وكاف في الإنتاج، لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي قد يحدث بها ذلك.
وقالت الوكالة "حتى في ظل وجود بوادر أولية على أن تخمة المخزونات بدأت في التقلص، تشير توقعاتنا للعرض والطلب إلى أن السوق قد تظل متخمة بالمعروض خلال النصف الأول من العام المقبل، إذ تركها الجميع لآلياتها. أما إذا التزمت أوبك بهدفها الجديد، فقد تستعيد السوق توازنها بشكل أسرع".
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 900 ألف برميل يومياً في 2016 إلى 56.6 مليون برميل يومياً، وتتوقع زيادة قدرها 400 ألف برميل يومياً في 2017. وانخفضت المخزونات العالمية للمرة الأولى منذ مارس/ آذار بواقع عشرة ملايين برميل.
اقــرأ أيضاً
وعلى وقع التصريحات المتفائلة، التقطت السوق النفطية أنفاسها، وبدأت التوقعات تتصاعد حول السعر الذي سيسجله برميل النفط خلال الفترة المقبلة. وتوقعت شركة "بريتيش بتروليوم" أن يصل إلى 70 دولاراً في نهاية 2016.
إلا أن المتعاملين في الأسواق لا يزالون في مرحلة الشك وعدم اليقين بشأن الالتزام بعملية خفض الإنتاج وتأثير الخفض على تحقيق الاستقرار، ما ساهم في تسجيل المزيد من التراجع في الأسعار... أما الوكالة الدولية للطاقة، فقد أكدت أن التخمة الكبيرة في إمدادات النفط قد تلقي بثقلها حتى 2017، ما لم تقم "أوبك" بخفض الإنتاج.
تناغم بين السعودية وروسيا
وأعلن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، على هامش مؤتمر الطاقة الدولي، المنعقد في إسطنبول منذ الأحد الماضي ويستمر حتى يوم غد الخميس، أن سوق النفط بدأت بالفعل تستعيد توازنها. ودعا المنتجين من خارج "أوبك" إلى عدم الاكتفاء بالدعم وإنما الوصول إلى المشاركة الفعلية في تحقيق استقرار السوق النفطية.
وقال إنه يرى إشارات على أن المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها يرغبون في الإسهام في تحقيق التوازن في سوق النفط. ولفت إلى أن مساعي التعجيل باستعادة توازن السوق لا تتعلق بسعر النفط في حد ذاته وإنما بإرسال إشارة إلى قطاع النفط لاستئناف الاستثمار من جديد.
وتلقف الجانب الروسي التصريحات السعودية، إذ قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إن روسيا ستكون مستعدة لتنسيق خطواتها مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إذا توصل أعضاء المنظمة لاتفاق على خطواتهم.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: "سنجري مشاورات مع أوبك قبل نهاية أكتوبر/ تشرين الأول". كما عقد اجتماعاً مع نظيره السعودي خالد الفالح، أمس الثلاثاء، على هامش مؤتمر الطاقة، لبحث ردود الفعل على اتفاقيات الجزائر الأخيرة. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نوفاك قوله إن بلاده تدرس حالياً تثبيت إنتاج الخام وليس خفضه.
لكن التماسك الرسمي الروسي حول التأكيد على أن موسكو مستعدة لبحث ثبيت الإنتاج لا خفضه، لم ينسحب على المسؤولين في الشركات النفطية الروسية الكبرى.
إذ أعلن رئيس شركة روسنفت وأكثر المسؤولين التنفيذيين نفوذاً في قطاع النفط الروسي، إيغور سيتشين، لوكالة "رويترز"، إن شركته لا تنوي كبح إنتاج النفط في إطار الاتفاق المحتمل مع أوبك.
وشكك سيتشين في تحرك عدد من الدول الأعضاء في أوبك، مثل إيران وفنزويلا والسعودية، لخفض إنتاجهم، مضيفاً أن أي ارتفاع لسعر النفط فوق 50 دولاراً للبرميل يزيد أرباح النفط الصخري الأميركي. وبعد ساعات أعلنت "روسفنت"، وفق وكالة تاس الروسية، الالتزام باتفاق أوبك إذا انضمت إليها روسيا.
أما ليونيد فيدون، وهو نائب رئيس شركة لوك أويل الروسية، وهي ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، فأكد أن شركته مستعدة لتقييد إنتاجها في إطار اتفاق محتمل مع أوبك. وأضاف أن تثبيت إنتاج النفط الروسي أمر سهل من الناحية الفنية وتوقع انخفاض إنتاج النفط العالمي اعتباراً من مطلع 2017. لا بل أعرب عن ثقته في مشاركة كل المنتجين الروس في خفض الإنتاج إذا طلبت الحكومة ذلك. معتبراً أن تثبيت إنتاج النفط الروسي أمر سهل من الناحية الفنية.
وقالت مصادر خاصة من داخل مؤتمر الطاقة، لـ"العربي الجديد"، إن المناخ العام في المؤتمر يشير إلى قناعة دول منظمة "أوبك" بضرورة تخفيض الإنتاج.
ويعتبر الاقتصادي السوري، حسين جميل، أن مجريات مؤتمر الطاقة باسطنبول، تشير إلى أن دول منظمة "أوبك" على الأرجح ستلتزم بتخفيض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً، في حين ترفض إيران، التي تعتبر ضمن المنظمة، تخفيض إنتاجها، بل ستزيده. ويضيف جميل لـ"العربي الجديد"، أن ما يجري في مؤتمر الطاقة أعاد توزيع التحالفات الاقتصادية والطاقوية، معتبراً أن تخفيض إنتاج أوبك التي لم يزد إنتاجها عن 40% من المعروض النفطي العالمي، لن يحسن الأسعار وفق ما يتم ترويجه.
وكالة الطاقة تحذر... والقلق مستمر
التقدم في المفاوضات لم ينعكس على المتعاملين في الأسواق العالمية، وذلك بعد معاناة مستمرة منذ العام 2014، حين انخفضت الأسعار، مدفوعة بزيادة العرض مقابل انحسار الطلب، من 120 دولاراً إلى 27 دولاراً ومن ثم ارتفعت إلى 50 دولاراً حالياً، أي بتراجع نسبته 60 في المائة.
هكذا، انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء، من أعلى مستوى في عام متأثرة بمخاوف من ألا يكون خفض الإنتاج من قبل كبار مصدري الخام في العالم كافياً للتخلص من تخمة المعروض التي امتدت على مدار عامين، وسط تحذيرات بعدم الإفراط في التفاؤل.
وانخفض خام برنت في العقود الآجلة تسليم ديسمبر/ كانون الأول إلى 52.72 دولاراً للبرميل، متراجعاً بذلك عن أعلى مستوى في عام الذي سجله الاثنين عندما بلغ 53.73 دولاراً للبرميل. في حين انخفض الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 50.92 دولاراً للبرميل.
وقفزت أسعار النفط ثلاثة في المائة، الاثنين، بعدما قالت روسيا والمملكة العربية السعودية إن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين، مثل روسيا، لكبح إنتاج الخام.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية، أمس، أن المعروض العالمي من النفط قد يصبح متماشياً مع الطلب بشكل أسرع إذا اتفقت منظمة "أوبك" مع روسيا على تقليص كبير وكاف في الإنتاج، لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي قد يحدث بها ذلك.
وقالت الوكالة "حتى في ظل وجود بوادر أولية على أن تخمة المخزونات بدأت في التقلص، تشير توقعاتنا للعرض والطلب إلى أن السوق قد تظل متخمة بالمعروض خلال النصف الأول من العام المقبل، إذ تركها الجميع لآلياتها. أما إذا التزمت أوبك بهدفها الجديد، فقد تستعيد السوق توازنها بشكل أسرع".
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 900 ألف برميل يومياً في 2016 إلى 56.6 مليون برميل يومياً، وتتوقع زيادة قدرها 400 ألف برميل يومياً في 2017. وانخفضت المخزونات العالمية للمرة الأولى منذ مارس/ آذار بواقع عشرة ملايين برميل.
وأعلن بنك غولدمان ساكس، في مذكرة لعملائه أمس، أنه رغم أن خفض الإنتاج النفطي بات "احتمالاً كبيراً"، فمن غير المرجح استعادة الأسواق توازنها في 2017. وشرح البنك أن "الإنتاج المرتفع من ليبيا ونيجيريا والعراق يقلص احتمالات التوصل إلى مرحلة إعادة التوازن لسوق النفط في 2017"، مضيفًا أنه حتى إذا نفذ منتجو أوبك وروسيا خفضاً صارماً في الإنتاج، فإن الأسعار المرتفعة ستسمح لمنتجي النفط الصخري الأميركيين بزيادة إنتاجهم.