كشفت مصادر طبية يمنية، الخميس، أن 75 من الكوادر الطبية، فارقوا الحياة جراء إصابتهم بفيروس كورونا في عدد من المحافظات اليمنية، فيما وجهّت الرئاسة اليمنية بصرف مبلغ مليون ريال يمني، لكل عائلة من عوائل ضحايا القطاع الصحي، وذلك بمناسبة يوم الطبيب اليمني، الذي يصادف الـ25 من مايو/أيار كل عام.
وقال مصدر في نقابة الأطباء اليمنيين لـ"العربي الجديد"، إن حصيلة ضحايا كورونا في القطاع الصحي بلغت حتى مساء أمس الأربعاء، 75 طبيباً ومساعد طبيب وممرضاً في جميع المحافظات اليمنية.
وأشار المصدر، إلى أن العاصمة صنعاء كانت الأكثر تضرراً بأكثر من 20 حالة وفاة في أوساط القطاع الصحي، تليها العاصمة المؤقتة عدن، التي شهدت موجة تفشٍّ واسعة لكورونا وعدد من الأوبئة القاتلة منذ مطلع مايو الماضي.
ومنذ تسجيل أول إصابة، في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي، سجل اليمن أقل من 300 حالة وفاة من إجمالي أكثر من ألف إصابة، إلا أن المنظمات الأممية تشكك بدقة الأرقام، وتقول إن السلطات الصحية اليمنية ما زالت عاجزة عن اكتشاف الأرقام الحقيقية لضحايا الوباء، فيما قدّرت وكالة التنمية البريطانية إصابة مليون يمني بالفيروس.
ومع تدهور النظام الصحي، المترهل بالفعل منذ بدء الحرب قبل أكثر من 5 سنوات، كانت الكوادر الطبية فريسة للوباء، حيث عجزت السلطات في الأسابيع الأولى عن توفير مراكز عزل مطابقة للمواصفات، أو إمداد الطواقم الطبية بالمعدات الخاصة للوقاية من الفيروس.
ووصف وزير الصحة اليمني، ناصر باعوم، الأطباء بـ"الفدائيين" وقال إن الحكومة تقدّر عالياً كافة الجهود الاستثنائية التي يبذلها منتسبو القطاع الصحي على امتداد الأرض اليمنية، لافتاً إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي وّجه بصرف مليون ريال لكل أسرة متوف من القطاع الصحي جراء فيروس كورونا، أي ما يعادل 1400 دولار أميركي.
وفي كلمة له بمناسبة يوم الطبيب اليمني، ذكر باعوم أن أطباء اليمن هم الحصن المنيع في الحفاظ على صحة أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، ويستنزفون الجهود من أجل أجيال خالية من الأوبئة والأمراض.
وعلى الرغم من انتقادات شنها مراقبون على السلطات بسبب ضآلة المكرمة الرئاسية للأطباء الراحلين، إلا أن الوزير باعوم، قال في كلمة بمناسبة يوم الطبيب اليمني "إن الكلمات لا تسع لوصف بطولاتهم، ولا تكفي الأوسمة والنياشين لتكريمهم".
Twitter Post
|
وكانت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين أطلقت، الأسابيع الماضية، نداء استغاثة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي باليمن، وقالت إنّ "الوباء بدأ يحصد أرواح العشرات من الأطقم الطبية، وقد تصل الأرقام إلى المئات"، مطالبة بتزويدها بأدوات الوقاية اللازمة للطواقم الطبية.
ويعاني اليمن من شح في المحاليل الخاصة بكشف فيروس كورونا، وخلال الأسبوع الماضي انتظر مكتب الصحة بمدينة تعز 7 أيام حتى وصلت 100 عينة فقط، التي قال إنها لا تكفي لفحوصات يوم واحد مع تزايد عدد الحالات المشتبه بها.
وفيما تواصل السلطات الصحية الحوثية التكتم على أرقام الإصابة بفيروس كورونا، سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، حتى مساء الخميس، 1076 إصابة مؤكدة، 288 حالة وفاة، و386 حالة تعافٍ.