القاهرة تبحث عن تحالف ليبي لدعم الثني بلا حفتر

23 أكتوبر 2014
"القاهرة لا تدعم سوى الثني" (الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن تحولاً يطرأ على الاستراتيجية المصرية تجاه الملف الليبي، يكمّل ما سبق وبدأ مع اليأس من قدرة اللواء المتقاعد من الجيش الليبي، خليفة حفتر، على حسم المعركة التي يقودها منذ منتصف مايو/أيار الماضي ضد قوات "فجر ليبيا" و"مجلس شورى ثوار ليبيا" في الشرق والغرب الليبيين. تخلٍّ قد يندرج في إطار محاولة القاهرة لرسم خريطة جديدة للتحالفات، عنوانها العريض "نزع سلاح المليشيات"، كل المليشيات، والتركيز على دعم شرعية حكومة عبد الله الثني.
وكشف مصدر دبلوماسي مصري أن حفتر لم يعد يحظى بدعم الحكومة المصرية أو أي حكومة عربية أخرى من الدول المعنية بتطورات الأوضاع في ليبيا، وأن تركيز مصر الآن منحصر في أمرين لا ثالث لهما: الأول هو تقوية الجيش والشرطة النظاميين في ليبيا التابعين لحكومة الثني، والأمر الثاني هو تأمين الحدود بين البلدين، وألا تشكل المواجهات المستعرة بين قوات حفتر وخصومها الإسلاميين، خطورة على أمن مصر.

وأضاف المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حفتر وباقي القيادات العسكرية التي رغبت في تأدية دور في ليبيا خلال فترة الفوضى الحالية، أصبحوا بمثابة "أوراق محروقة يصعب التعويل عليها في إدارة البلاد أو مساعدة البرلمان المنتخب". وأشار المصدر إلى أن مصر باتت تنظر لقوات حفتر "تماماً كأي مليشيا أخرى، مع أفضلية بسيطة، هي أنها لا تضم متطرفين دينيين" على حد تعبيره. لافتاً إلى أن "فشل حفتر في توحيد المليشيات وإلحاق هزيمة بالمقاتلين الإسلاميين التي تمثل قلقاً لجميع الدول العربية المجاورة" هو أحد أسباب تلاشي دعمه. ونفى المصدر أن تكون مصر قد قدمت مساعدات عسكرية أو لوجستية لحفتر في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن الجهة الوحيدة التي تدعمها مصر في ليبيا هي الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان المنتخب في مدينة طبرق، وأن مساعدة مصر عسكرياً وسياسياً لها هو "توجه نهائي غير قابل للتراجع".

ووفق المصدر، هناك اعتقاد راسخ في مصر بأن ليبيا لن تهدأ ولن تستقر إلا بالقضاء على المليشيات الإسلامية، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤيد مساعدة الحكومة الليبية بشكل مباشر لتصبح قادرة خلال أشهر معدودة على مواجهة هذه المليشيات، بدعم مصري خليجي جزائري.

وجزم المصدر بأن هذه الأفكار ستكون محاور مباحثات وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مدينة طبرق، اليوم الخميس، بالإضافة إلى استعراض المفاوضات السرية التي جرت بمعرفة الاستخبارات المصرية بين حكومة الثني وبعض القبائل الليبية، لجمعها على "قلب رجل واحد" ضد "المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة". وفي السياق، تفيد معلومات "العربي الجديد" بأن مصر تجهز حالياً لعقد مباحثات موسعة، قد تأخذ شكل مؤتمر رسمي، تدعو لها القبائل الليبية والتيارات السياسية الرئيسية غير المنخرطة في القتال الحالي، لدعم حكومة الثني ميدانياً وسياسياً وبالمال والسلاح، في مسار متواز مع سريان مبادرتها بتسليم المليشيات أسلحتها مقابل الانخراط في العملية السياسية. ويتم التداول في الغرف المغلقة حالياً، باحتمال أن يتجه أحمد قذاف الدم، قريباً إلى ليبيا، ليجتمع مع ممثلين عن مجموعة من القبائل في سياق الهدف الاستراتيجي المصري نفسه.

المساهمون