أعلنت القائمة المشتركة (التي تضم الأحزاب العربية في الكنيست)، مقاطعتها جنازة الرئيس التاسع لإسرائيل شمعون بيريز، اليوم الجمعة، بفعل تاريخه الحافل ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، ودوره في بناء المفاعل الذري في ديمونا، وفي مجزرة قانا اللبنانية، وتحوّله إلى سفير في خدمة حكومة بنيامين نتنياهو الثالثة، عندما كان رئيساً لإسرائيل.
وأثار قرار المشتركة، الذي أعلنه رئيسها، النائب أيمن عودة، عبر منشور على "الفيسبوك"، وفي لقاءات صحافية مختلفة، كما هو متوقع، انتقادات وتحريض ضد النواب العرب وكونهم لا يمثلون جمهور منتخبيهم، ويعزلون أنفسهم عن المجتمع الإسرائيلي ككل.
وادعى الكاتب الإسرائيلي، إيلي عمير، الذي عمل مساعداً لبيريز في السبعينات، صباح اليوم، في حديث مع الإذاعة العبرية، أن قرار النواب العرب هو بمثابة نكران للجميل، عبر ترديد أكاذيب، إذ إنّ بيريز، بحسب زعمه، رجل السلام والتعايش مع العرب في الداخل. كما أن القرار جاء خلافاً لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس المشاركة في الجنازة.
من جهتها، سارعت نائبة وزيرة الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوطيبيلي، إلى مهاجمة قرار النواب العرب وما كتبه عودة عن دور بيريز في الاحتلال والاستيطان، وتبييض صفحة حكومة نتنياهو.
وادعت أن النواب العرب يدوسون بأقدامهم جهود تحقيق التعايش الذي سعى بيريز إلى تحقيقه، عبر رفضهم احترام ذكراه. وقالت إن الجيل الناشئ عند العرب في الداخل يشاهد منتخبيه وهم يفضلون تخليد ذكرى "المخربين" على ذكرى زعيم السلام مثل بيريز، وبالتالي فإن هذه القيادة، وفقاً لزعم حوطيبيلي، "ليست جديرة بتمثيل العرب في إسرائيل".
أمّا وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، فقد وصلت به "الوقاحة"، إلى حد القول إنه كان ينتظر من النواب العرب أن يتصرفوا بـ"إنسانية وأن يبدوا احتراماً لبيريز".
وكان النائب العربي باسل غطاس، قد تعرّض قبل أسبوعين، مع دخول بيريز للمستشفى، لحملة تحريض عنصرية، بعدما كتب منشوراً، أشار فيه إلى أن الرئيس التاسع لإسرائيل "ملطخ بالدماء الفلسطينية والعربية من قمة رأسه وحتى أخمص قدميه"، وأنه لن يشارك في مهرجانات "البكائيات" عليه.
وكتب غطاس في حينه "لنذكر أنه أحد أعتى أركان المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني وأكثرهم لؤماً وقسوة وتطرفاً وأطولهم عمراً، ومن حيث النتائج أكثرهم ضرراً وأغزرهم مصائب على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية".
وأضاف "دعونا على الأقل في مماته نتذكر جوهره الحقيقي كطاغية وكمسؤول مباشر عن جرائمه، وجرائم حرب ارتكبها بحقنا. ولهذا فدماؤنا تغطيه من رأسه وحتى أخمص قدميه ولا نسارع بالمساهمة في مهرجان الحزن والفقدان الجماعي للقبيلة".
وقد دعا وزير السياحة الإسرائيلي، يريف لفين، يومها إلى وجوب اتخاذ خطوات ضد غطاس وإبعاده عن الكنيست، متهماً إياه، والنائبة حنين زعبي ، بأنهما يريدان "الإرهاب" ويدعوان إلى فرض المقاطعة على إسرائيل، وتقديم رؤساء حكوماتها إلى المحكمة بتهم جرائم الحرب.