الفلوجة... شهر من المعارك بلا حسم

22 يونيو 2016
المعارك تتواصل داخل أحياء الفلوجة (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من مرور خمسة أيام على تمكن القوات العراقية، بدعم من مليشيات الحشد الشعبي، والحرس الثوري الإيراني، وبغطاء جوي من التحالف الدولي، من تحقيق تقدم كبير في معارك تحرير الفلوجة من تنظيم "داعش" التي انطلقت فجر 23 مايو/أيار الماضي، إلا أن المعارك لا تزال محتدمة وبلا توقف داخل المدينة. وتنذر هذه التطورات بتكرار سيناريو الرمادي وبيجي اللتين تحولتا إلى أطلال بفعل انتقال المعارك إلى داخل المدينة.
ولم تتوقف عمليات القصف الصاروخي والمدفعي المتبادلة فيما تتواصل التفجيرات الانتحارية بالشاحنات المفخخة داخل أزقة وأحياء الفلوجة. ولا تزال أحياء الجولان، والوحدة، والمهندسين، والمعلمين، والجغيفي، والنزيزة، والجمهورية، وطعس نعومي، وبين الجسرين، وسبعة نيسان، والخضراء، وتقاطع ساحة بيروت، وتقاطع ساحة ميسلون، ومناطق حي الأرامل، ودور السكك ومحيطها خارج سيطرة القوات العراقية. وتشكل هذه الأحياء مجموعة من أصل 23 حياً سكنياً بالفلوجة، ما يعني أن نحو 50 في المائة من مناطق الفلوجة لم يسيطر عليها بعد.
غير أن المعارك والاشتباكات في الأحياء الثانية التي تسيطر عليها القوات العراقية مستمرة من خلال الهجمات والعمليات الانتحارية ما يجعلها خارج تصنيف الأحياء المسيطر عليها. كما تشير التقديرات إلى أن نحو 300 قتيل وجريح من القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي سقطوا منذ اقتحامهم الفلوجة وحتى الآن وفقاً لمصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد" من داخل الفلوجة.


وتراهن القوات العراقية على مقتل آخر عناصر "داعش" من خلال عمليات الاستنزاف المستمرة لهم، عبر إعلان الفلوجة مدينة محررة بالكامل، وفقاً لما يؤكده العقيد مجيد موحان الفلاحي من قوات الجيش العراقي. ويضيف الفلاحي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك المئات من عناصر "داعش" بالمدينة منتشرون ونعمل على التخلص منهم لكن المهمة ليست سهلة. ويرهن الفلاحي السيطرة على المدينة بإبقاء الفلوجة معزولة عن العالم الخارجي لضمان عدم وصول تعزيزات من "داعش" إليها مع استمرار عملية الاستنزاف للمقاتلين فيها.
ويلفت إلى أن "داعش" قرر تحويل المعركة إلى حرب عصابات داخل الفلوجة بناءً على معطيات الأرض والمعركة، وهذا يؤكد استنزافه.
في غضون ذلك، يؤكد مراسل "العربي الجديد" في الفلوجة أنه شاهد العشرات من عناصر مليشيات الخراساني وبدر والعصائب داخل الفلوجة وهم يقومون باقتحام المنازل وتفتيشها.
ووفقا لمراسل "العربي الجديد"، فإن تلك المليشيات ترتدي ملابس الجيش والشرطة الاتحادية، غير أنها تستقل سيارات تابعة لها وترفع أعلامها وليس العلم العراقي. كما يلفت إلى أن عناصر المليشيات نصبوا رايات وشعارات طائفية داخل الفلوجة وأحرقوا منازل ومتاجر دون معرفة السبب.
من جهته، يقول عضو مجلس قضاء الفلوجة، محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن المجلس طلب من الجيش منع مرور السيارات التي تحمل مواد منزلية أو كهربائية ورفض إخراجها من الفلوجة باتجاه بغداد. ويضيف "سجلنا حالات سرقة وسطو بالفلوجة"، لكنه يرفض اتهام مليشيا بعينها بالتورط في هذه العمليات.
إلى ذلك، يوضح النائب خالد العبيدي أن الفلوجة لا تحمل نسبة دمار أكثر من 20 في المائة اليوم، لكن في حال استمر القتال فالمدينة ستدمر بشكل نهائي. ويحذر من تدمير الفلوجة بوصفها مدينة رئيسية من مدن العراق وتختلف عن المدن الأخرى التي تعرضت للتدمير. كما يشير إلى أن كلفة إعادة بنائها ستكون باهظة ولن تقدر عليها الحكومة.