الفلسطيني عصام ثوابته ترك أحلامه واختار الالتحاق بالشهداء

لم يكن الشهيد عصام ثوابته (31 عاما) سوى ذلك الشاب الفلسطيني، الذي يخطط مع عائلته للزواج والارتباط والاستقرار في حياته، بعد سنوات عمل طويلة أمضاها من أجل أن يصبح جاهزا لتلك اللحظات التي لم تأت.

خبر استشهاد ثوابته، الذي نفذ عملية طعن لإحدى المستوطنات الإسرائيليات، بالقرب من مفترق تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" أول أمس الأحد، كان بمثابة صدمة لعائلته المكونة من 11 فردا، كون الشهيد عُرف عنه الهدوء والخجل وتمسكه بأحلامه حتى الرمق الأخير.

"لم أكن أتوقع إطلاقاً أن عصام سوف ينفذ عملية طعن"، يقول شقيقه محمد لـ"العربي الجديد" فعصام العصامي، ذلك الرجل الهادئ الذي يتمتع بعلاقات اجتماعية يشكرها الجميع، كان يواصل الاستعداد لبناء بيت مع زوجة وأطفال، لم يكن لذلك الشاب سوى تلك الأحلام البسيطة بحسب شقيقه.

اقرأ أيضاً: أبو فلسطين صاحب عربة الفواكة يرحل شهيداً

والشهيد ثوابته هو من بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويعمل فيها كباقي شباب البلدة في ورش قص وصناعة الحجارة، هذه المهنة الوحيدة المتوفرة لمئات الشباب العاطلين عن العمل هناك، والتي توفر لهم قوت يومهم ولو أنه مغمس بالعرق.

ويمضي الشهيد معظم وقته في العمل، وبحسب شقيقه، لم يكن لديه الكثير من الوقت ليسمع عن الأحداث والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزّل، لاسيما الفتيات منهن. لكن الأخبار المؤلمة كانت تؤثر فيه كأي فلسطيني يشاهد ما يحدث من عمليات إعدام وقتل ميداني.


وسيترك هذا الشهيد آلاما كثيرة لأمه التي ستفتقده لرحيله، كونه الابن الأصغر لديها، والوحيد الغير المتزوج بين أشقائه. وهي من تحتفظ معه بقدر كبير من الذكريات التي تركها خلفه.

عصام الذي ينتقي أصدقاءه، وأصغر إخوته الشباب، الرجل الهادئ والمتسامح، لم يسجل في حياته أية عداوة مع أهالي الحي الذي يعيش فيه. ذلك الشاب الملتزم في صلاته وقراءة القرآن في زوايا المنزل، تخلى عن كافة أحلامه ومخططاته في مستقبله الذي كان من المفترض أن يعيشه، وترجل لينفذ عملية طعن فدائية ليلتحق بخمسة وتسعين شهيدا وشهيدة فلسطينية في هبة أكتوبر/تشرين الأول الفلسطينية، التي انفجرت في وجه ممارسات وجرائم يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس.

اقرأ أيضاً: يزن الهدرة ينجو من مصير مماثل للشهيد أبو خضير