الفلاح في سيرك السيسي

06 أكتوبر 2015
السيسي لم يف بوعوده تجاه الفلاحين (أرشيف/Getty)
+ الخط -


لم يكن وزير الزراعة المصري المقال، صلاح هلال، أكثر الوزراء فساداً في حكومة إبراهيم محلب المقالة، كما أن تبييض النظام وجهه الأسود بإقالة أحد وزرائه بدعوى محاربة الفساد، خدعة لا تنطلي على أحد، وقد أصبح الفساد عنوان النظام بأكمله ووزارة الزراعة مجرد سطر فيه. ومحلب نفسه متهم في قضايا القصور الرئاسية وعلى الرغم من ذلك يعينه السيسي رئيساً للوزراء ثم مساعداً له.

ويأتي في تقرير فورين أفيرز الأميركية أن الفساد يطاول الأجهزة المعنية بمحاربته.
الحقيقة أن السيسي وعد الفلاحين، خلال الاحتفال بعيدهم، العام الماضي، بجملة من الوعود، لكنه لم يوف معهم بوعوده، وقد حل العيد ورحل ومر عام كامل دون أن يتحقق من هذه الوعود شيء.

وعدهم السيسي بمشروع لاستصلاح 4 ملايين فدان جديدة واستيعاب 500 ألف مزارع بأسرهم، ولكنه لم ينفذ وعده بحجة أن المشروع أكبر من إمكانيات الدولة.

المزارع لا يقتنع لأن تكاليف الاستصلاح أقل من تكاليف حفر توسعة قناة السويس وإقامة عاصمة جديدة.

وعد السيسي بمظلة التأمين الصحي، ولكنه لم ينفذ وعده بحجة عدم اكتمال الحصر والتسجيل لأعداد المزارعين، على الرغم من إعلان وزير الزراعة تخصيص 5 مليارات لهذا الغرض منذ عام مضى.

بل فوجئ الفلاحون بحرمان أبنائهم من الالتحاق بكليتي الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام في جامعة القاهرة، ما يعد امتهاناً للمواطنة، وهدراً لحقوق أبنائهم.

ووعدهم بقانون التكافل الزراعي، الذي يلزم الدولة بشراء المحاصيل بسعر مجزٍ، تنفيذاً للدستور الذي أقره، ولكنه لم ينفذ وعده، بل تجاهل السيسي مطالب الاتحاد التعاوني بالتدخل لإنقاذ القطن المصري من الانهيار.

ولم يتدخل لوقف قرار رئيس الوزراء بمنع استيراد القطن من الخارج إلى حين شراء محصول العام الحالي الذي لم يتحدد سعره على الرغم من قرب الحصاد على الانتهاء.

بل يسمح النظام بتصدير الأرز بألف دولار للطن في الوقت الذي يشتريه من المزارع بـ 225 دولاراً للمزارع الذي يعاني الفقر.

وعدهم بتوفير الأسمدة في عيد الفلاح الماضي، أيضاً، ورفعت الحكومة سعر الأسمدة من 1400 جنيه للطن إلى 2000 جنيه ليصل سعر طن الأسمدة في السوق السوداء إلى 3400 جنيه، بسبب غيابه من الجمعيات الزراعية.
 
مر العام دون أن ينجز السيسي وعوده للفلاحين، وليس عنده مبرر لعدم وفائه بوعود قطعها على نفسه، وليس أمامه إلا أن يستخدم الأجهزة الأمنية للقبض على وزير الزراعة، ليغطي على العيد والوعود.


اقرأ أيضاً:
اعتقال وزير الزراعة المصري بتهمة الفساد
القبض على مسؤول مصري كبير بتهمة الرشوة

المساهمون