تزايدت أخيراً حالات سوء التغذية وأمراض كثيرة اندثرت، الأمر الذي دعا ناشطين إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى تقليص الحكومة مساعداتها وارتفاع حدّة فقر الغذاء.
يبدو أنّ الخطط البريطانية المتعلّقة بالمساعدات الحكومية تعمل على توسيع الهوّة ما بين طبقات المجتمع الواحد. وهو ما أدّى إلى انتشار أمراض لم تعهد البلاد مثيلاً لها منذ العهد الفيكتوري. وفي هذا المجال، نشرت الصحافة البريطانية مقالات تناولت اختلاف الآراء حول تلك المساعدات الحكومية التي تتقلّص عاماً بعد عام، والتي تؤثّر سلباً على المسنّين والمتقاعدين والأمهات العزباوات وأطياف المجتمع البريطاني التي لا تدخل في قائمة أثريائه. وبلغ الأمر أسوأ مراحله، حين راح سكان بريطانيا، إحدى الدول الثرية والمتقدّمة في العالم، يعانون من فقر الغذاء ومن أمراض اندثرت قبل عشرات السنين. وهذه حال قد يعاني منها سكان دول العالم الثالث، لا تجوز مقارنة أوضاعهم الاقتصادية مع الأوضاع في بريطانيا.
وأشارت بيانات صادرة عن "خدمات الصحة الوطنية" إلى تضاعف سوء التغذية خلال أربع سنوات. أما تلك الأمراض التي كانت متفشيّة في العهد الفيكتوري، مثل مرض الاسقربوط والحمّى القرمزية والكوليرا والسعال الديكي، فراحت تسجّل حالات متزايدة منها منذ عام 2010، على الرغم من انخفاض معدّلات الإصابة بأمراض السلّ والتيفوئيد وشلل الأطفال.
وقد لفت رئيس "تراست تراسيل"، التي تدير شبكة عالمية لبنوك الطعام، كريس مولد، إلى أنّهم لاحظوا كيف يتجنّب عشرات آلاف الأشخاص تناول بعض وجبات الطعام يومياً ويوفّرون المال عن طريق شراء أطعمة أقل ثمناً، كذلك فإنّ بعضهم يفضّل ترك الطعام لأبنائه ولا يتناول ما يكفي لسدّ حاجته الغذائية، حتى أنّه في بعض الأحيان يعجز عن تقديم كمية الطعام اللازمة لأطفاله.
واللافت أنّ المستشفيات استقبلت حالات سوء تغذية غالباً ما كانت لرجال تجاوزوا الستين عاماً ونساء تجاوزن الأربعين. وقد ارتفعت حالات سوء التغذية بنسبة 60.5 في المائة، خلال أربع سنوات. وقد سجّلت 65 ألفاً و387 حالة في أغسطس/ آب 2010 - 2011، لتصل إلى 104 آلاف و972 حالة في يوليو/ تموز 2014 - 2015.
في السياق عينه، أفادت وزارة الصحّة بأنّ ما من معدّل أو مستوى مقبول لسوء التغذية، ولفتت إلى أنّها تعمل على 500 ألف مشروع لمعالجة تلك المسألة. من جهتها ألقت "الجمعية الفابية" (أنشئت عام 1884 كهيئة أيديولوجية لحزب العمّال) اللوم على استراتيجيات الحكومة الضعيفة في مواجهة الفقر الغذائي. ورأت أنّ تقليص المساعدات الحكومية سيؤدي إلى مزيد من الجوع في البلاد.
اقرأ أيضاً: المرأة الذكيّة أم الجميلة؟