الفضل الأميركي على "النصرة" و"داعش"

22 ديسمبر 2014
+ الخط -
يعيد الانتصار الذي حققته المعارضة السورية بقيادة جبهة النصرة في ريف إدلب الجنوبي وتمكنها من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية ثاني أهم معاقل النظام السوري في محافظة إدلب، يعيد إلى الأذهان الانتصار الذي حققه تجمع العشائر العراقية في الموصل بقيادة تنظيم داعش، لما للحدثين من تشابه، سواء لناحية الآلية التي تحققا بها أو لناحية النتائج التي حصدها كلا التنظيمين. فبالرغم من اختلاف نسبة فصائل المعارضة المسلحة التي اشتركت مع جبهة النصرة في السيطرة على وادي الضيف، والتي تقل كثيرا عن نسبة فصائل اتحاد العشائر التي شاركت داعش في السيطرة على الموصل. إلا أن النتائج التي حققها تنظيم داعش، وتحققها الآن جبهة النصرة، هي نتائج واحدة: في العراق، ساهمت قيادة تنظيم داعش لعملية السيطرة على الموصل برغم قلة عددها قياسا بالفصائل التي شاركت معها، في تعاظم نفوذ التنظيم في العراق، والذي تمكن من خلال هذا التحالف من زيادة شعبيته التي استقاها من شعبية الفصائل المشاركة معه. كما تمكن بفضله من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية التي بحوزة الجيش العراقي أو التي تركها له ذلك الجيش، ليفتح الانتصار الذي تحقق الباب واسعا أمام تنظيم داعش في زيادة سيطرته وإعلانه لـ"الخلافة الإسلامية".

ونجد السيناريو نفسه يتكرر مع جبهة النصرة التي استطاعت بتحالفها مع فصائل المعارضة المسلحة الأخرى وقيادتها لعملية السيطرة على وادي الضيف والحامدية كسب المزيد من الشعبية المستقاة من شعبية الفصائل المشاركة معها، وكان أيضا للسلاح الأميركي الذي استولت عليه من فصائل المعارضة المدعومة أميركيا الفضل الأكبر في تحقيق انتصارها، ليفتح الباب واسعا أمامها لاتخاذ محافظة إدلب منطقة نفوذ لها، والتي تشير كل التوقعات والدلائل على الأرض إلى أنها تسعى لإعلان إمارتها أو دولتها. ونستنتج مما سبق، أن أهم عوامل نجاح كل من جبهة النصرة وتنظيم داعش هو السلاح الأميركي الذي دعمهما بشكل غير مباشر عبر مدعومي واشنطن التي لم يقتصر دعمها على السلاح بل تعداه إلى دعم معنوي ساهم في زيادة شعبية التنظيمين من خلال ضربات التحالف التي تأقلما معها وسخراها لمصلحتهما.