05 يوليو 2019
الفضح بما يشبه المدح
صلاح السقلدي (اليمن)
بعد التصريحات الصريحة والخالية من أي تغليف أو دبلوماسية، والتي أطلقها ويطلقها تباعاً الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بخصوص علاقته وعلاقة بلاده بالعربية السعودية على خلفية جريمة مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.. بعد ذلك نستطيع القول بثقة كبيرة أن ترامب قد نزَعَ برقع الحياء السياسي عن وجهه تماماً، بل عن وجه الولايات المتحدة الأميركية، وأماط لثام الدبلوماسية الأميركية الذي لطالما أخفتْ الولايات المتحدة الأميركية وجهها الاستعماري الحقيقي خلفه طوال عقود كثيرة مضت، سيما تجاه الشعوب العربية، وتجاه ثروات وأنظمة الحكم في الخليج العربي بالذات.
وصار الرجُـل يتصرف على سجية رجُل الأعمال الجشع المتجرد من كل القيم والمبادئ، فأبرز ما أورده ترامب بهذا الشأن، قبل أيام، كان منصبّاً على ما تقدمه السعودية لبلاده من خدمات مجانية هائلة نظير الحماية الأميركية لها من البعبع الإيراني المزعوم، إذ استحقت (السعودية) معها المدح "الترامبي" المقزز، إلى درجة أظهر فيها المملكة بموقف المنقاد الذليل الذي لا حول له ولا قوة أمام الجشع والابتزاز والغطرسة الأميركية، حين صوّرها بأنها ذلك التابع المستكين الذي يضع ثرواته النفطية وقراره السياسي تحت تصرف الإملاءات والمصالح الأميركية والإسرائيلية. وكأن الرجُــل من حيث لا يقصد، وربما من حيث يقصد، مَــنْ يدري؟ قد فضح تخاذل وانحدار الموقف السعودي المريع تجاه الشعوب العربية، وتجاه ثروات شعبها، حين قال من جُمــلة ما قاله: "أسعار النفط تنخفض، عظيم، فهذا يعني خفض الضرائب الكبيرة لأميركا والعالم.. استمتع، أصبح السعر54 دولاراً فقط، بعد أن كان 82 دولاراً، شكراً للمملكة العربية السعودية، لكن دعنا نذهب إلى الأسفل".
ثم فعلا يذهب إلى الدرك الأسفل من الشرشحة بالموقف السعودي أمام جشع خطاباته النهبوية، وتعمُّــده الإعلان على رؤوس الأشهاد، كشف طبيعة المواقف السعودية الانهزامية التي تبعثر ثرواتها يُــمنة ويسرة، إرضاءً لحكّام البيت الأبيض وتل أبيب، وكشْــف سلوكها التآمري تجاه قضية العرب المحورية، ونعني قضية فلسطين، لمصلحة صفقة القرن المزعومة ولخدمة العدو الإسرائيلي الغاصب للأراضي العربية والقدس ومسجدها، الأقصى الشريف، وحرصه على إظهارها بأنها مجرد صولجان بيد حاكم البيت البيضاوي، يلوِّح بهِ بوجه إيران، الخصم اللدود لبلاده ولحليفتها المدللة إسرائيل، حيث يقول: "لولا السعودية لكانت إسرائيل في مأزق وورطة كبيرة، إنها حليف عظيم في كفاحنا المهم جداً ضد إيران. الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكاً راسخاً للسعودية لضمان مصالح بلادنا وإسرائيل، لو نظرتم إلى إسرائيل فإنها ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية، فلولاها ما كانت لدينا قاعدة عسكرية كبيرة".
يمضي ترامب لتبلغ صراحته، بل قُــل صفاقته، مبلغا ليس لها نظير من قبل، وهو يزهو بنهبه الثروات السعودية وصفقات ملياراته الدولارية الضخمة مع المملكة الثرية التي يجب عليها أن تدفع مزيداً من ثرواتها لحامي حماها، بحسب المنطق الترامبي طبعا، بقوله: "هل يريدونني أن أتخذ موقفا متهورا تجاه السعودية ولدينا معها صفقات بمليارات الريالات التي ستوفر قيمتها مئات الوظائف الأميركية، وهل يريدون حقا مني التخلي عن مئات الآلاف من الوظائف؟".
ترامب الذي يتعرّى يوما إثر يوم، منذ تفجّــر واقعة مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، أمام الداخل الأميركي والدولي بتخليه المتسارع عن القيم والمبادئ الأميركية تحت وطأة شعوره بالهلع من فقدان المصالح المالية والاقتصادية الأميركية مع حليف ثري كالعربية السعودية لمصلحة موسكو وبكين، يبدو بنظر قطاع واسع من المؤسسات الأميركية والدولية في وضع مشين وصعب للغاية، وهو يحاول أن يجمع الذئب والغنم في قفص واحد، ويوازي بين قطبي معادلة صعبة الجمع: الحفاظ على صورة أميركا الأخلاقية أمام العالم ومصالحها مع أنظمة حكم عربية مصنفة بأنظمة استبدادية حتى داخل أميركا ذاتها، كالعربية السعودية.
وصار الرجُـل يتصرف على سجية رجُل الأعمال الجشع المتجرد من كل القيم والمبادئ، فأبرز ما أورده ترامب بهذا الشأن، قبل أيام، كان منصبّاً على ما تقدمه السعودية لبلاده من خدمات مجانية هائلة نظير الحماية الأميركية لها من البعبع الإيراني المزعوم، إذ استحقت (السعودية) معها المدح "الترامبي" المقزز، إلى درجة أظهر فيها المملكة بموقف المنقاد الذليل الذي لا حول له ولا قوة أمام الجشع والابتزاز والغطرسة الأميركية، حين صوّرها بأنها ذلك التابع المستكين الذي يضع ثرواته النفطية وقراره السياسي تحت تصرف الإملاءات والمصالح الأميركية والإسرائيلية. وكأن الرجُــل من حيث لا يقصد، وربما من حيث يقصد، مَــنْ يدري؟ قد فضح تخاذل وانحدار الموقف السعودي المريع تجاه الشعوب العربية، وتجاه ثروات شعبها، حين قال من جُمــلة ما قاله: "أسعار النفط تنخفض، عظيم، فهذا يعني خفض الضرائب الكبيرة لأميركا والعالم.. استمتع، أصبح السعر54 دولاراً فقط، بعد أن كان 82 دولاراً، شكراً للمملكة العربية السعودية، لكن دعنا نذهب إلى الأسفل".
ثم فعلا يذهب إلى الدرك الأسفل من الشرشحة بالموقف السعودي أمام جشع خطاباته النهبوية، وتعمُّــده الإعلان على رؤوس الأشهاد، كشف طبيعة المواقف السعودية الانهزامية التي تبعثر ثرواتها يُــمنة ويسرة، إرضاءً لحكّام البيت الأبيض وتل أبيب، وكشْــف سلوكها التآمري تجاه قضية العرب المحورية، ونعني قضية فلسطين، لمصلحة صفقة القرن المزعومة ولخدمة العدو الإسرائيلي الغاصب للأراضي العربية والقدس ومسجدها، الأقصى الشريف، وحرصه على إظهارها بأنها مجرد صولجان بيد حاكم البيت البيضاوي، يلوِّح بهِ بوجه إيران، الخصم اللدود لبلاده ولحليفتها المدللة إسرائيل، حيث يقول: "لولا السعودية لكانت إسرائيل في مأزق وورطة كبيرة، إنها حليف عظيم في كفاحنا المهم جداً ضد إيران. الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكاً راسخاً للسعودية لضمان مصالح بلادنا وإسرائيل، لو نظرتم إلى إسرائيل فإنها ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية، فلولاها ما كانت لدينا قاعدة عسكرية كبيرة".
يمضي ترامب لتبلغ صراحته، بل قُــل صفاقته، مبلغا ليس لها نظير من قبل، وهو يزهو بنهبه الثروات السعودية وصفقات ملياراته الدولارية الضخمة مع المملكة الثرية التي يجب عليها أن تدفع مزيداً من ثرواتها لحامي حماها، بحسب المنطق الترامبي طبعا، بقوله: "هل يريدونني أن أتخذ موقفا متهورا تجاه السعودية ولدينا معها صفقات بمليارات الريالات التي ستوفر قيمتها مئات الوظائف الأميركية، وهل يريدون حقا مني التخلي عن مئات الآلاف من الوظائف؟".
ترامب الذي يتعرّى يوما إثر يوم، منذ تفجّــر واقعة مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، أمام الداخل الأميركي والدولي بتخليه المتسارع عن القيم والمبادئ الأميركية تحت وطأة شعوره بالهلع من فقدان المصالح المالية والاقتصادية الأميركية مع حليف ثري كالعربية السعودية لمصلحة موسكو وبكين، يبدو بنظر قطاع واسع من المؤسسات الأميركية والدولية في وضع مشين وصعب للغاية، وهو يحاول أن يجمع الذئب والغنم في قفص واحد، ويوازي بين قطبي معادلة صعبة الجمع: الحفاظ على صورة أميركا الأخلاقية أمام العالم ومصالحها مع أنظمة حكم عربية مصنفة بأنظمة استبدادية حتى داخل أميركا ذاتها، كالعربية السعودية.
مقالات أخرى
02 يوليو 2019
01 يونيو 2019
01 مايو 2019