02 يوليو 2019
هجوم إعلامي إماراتي مفاجئ
صلاح السقلدي (اليمن)
أن تشن قناة أبوظبي الإماراتية، وغيرها من وسائل الإعلام الإماراتية، هجوماً لاذعاً على زعيم الحركة الحوثية، عبد الملك الحوثي، فهذا طبيعي ومتوقع في غمرة هذه الحرب التي تدور منذ قرابة خمسة أعوام، والتي يقف الطرفان، الإماراتي والحوثي، طرفي قتال فيها. لكن أن تشن هذه القناة، التابعة للإعلام الرسمي الإماراتي الموجّه، والذي لا مجال فيه للرأي المستقل كسائر الإعلام الرسمي العربي الشمولي، ويمثل بالضرورة الرأي الحكومي للدولة، هجومها بالحِدة نفسها، بل أشد ضراوة على الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وتصفه بالإرهابي وبالطائفي، وأن تصف أتباعه بالإرهابيين والطائفيين، فهذا مفاجئ للجميع، خصوصاً في هذا الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى لملمة شتات حزب صالح في الداخل والخارج لشدّ عضدها في هذه الحرب، ولمجابهة الحليف الشكلي والخصم الجوهري لها حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الإخوان في اليمن)، في الوقت الذي تستضيف نجل صالح السفير أحمد علي، ورموزا مؤتمرية كبيرة على أراضيها بكل حفاوة!
هذا يشير إلى ضبابية العلاقة بين رموز صالح العسكريين والحزبيين والبرلمانيين والإمارات، وربما هو الشعور الإماراتي بالخيبة مِن فشل رموز حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام)، وجماهيره وكوادره العسكرية والمدنية التي انضوت تحت الراية الإماراتية، في إحداث تغيير شامل في اليمن، وفي الشمال تحديدا، والساحل الغربي خصوصا، ومن تبرّمها، أي الإمارات، من بقاء القطاع الأعظم من جماهير وقيادات الحزب في صنعاء واستمرار اصطفافها مع الطرف الآخر.
يأتي هذا التوجه الإماراتي تجاه حليفها المؤتمر الشعبي العام، أو بالأحرى من انضم من هذا الحزب إلى صفوف الإمارات، في وقت تصاعدت فيه الأنباء عن تقليص الإمارات وجودوها العسكري في اليمن، وبالذات في الساحل الغربي في محافظة الحُديدة التي ظلت الإمارات تراهن على السيطرة على عاصمتها ومينائها الحيوي الهام بقيادة نجل شقيق صالح، العميد طارق محمد صالح، وهو الأمر الذي تعثّرَ بوضوح، مخيّبة للآمال الإماراتية، وباتَ الوضع هناك عبئا عليها وثُقبا قاتما يستنزف مواردها وسمعتها، في وقت عادت فيه الجهود الأممية بقوة إلى إحياء اتفاق السويد بشأن الحُديدة بُغية الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، وهو الأمر الذي لن يروق للإمارات حدوثه قبل تحقيق أهدافها هناك، وفي وقتٍ تدهورت فيه علاقة أبوظبي مع السلطة اليمنية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، المعروفة بالشرعية بشكل واضح وخطير. وتجلّى ذلك في صدامات عسكرية تتفجر بين حين وآخر بين قوات موالية لتلك السلطة وقوات جنوبية تتبنى فكرة استعادة الدولة الجنوبية السابقة، وكان جديد هذه الصدامات قبل أيام في محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز، وهي المحافظة التي تجحظ نحوها العين الإماراتية بقوة، بالتوازي مع محافظات جنوبية أخرى ذات أهمية بالغة بالنسبة للتطلعات الإماراتية في اليمن، اتساقا مع تطلعاتها المندفعة في المنطقة، ابتداءً من الخليج حتى وسط البحر الأحمر، بل قُل حتى شمال القارة الأفريقية، في ليبيا مثلاً، مرورا بعدن وباب المندب والقرن الأفريقي الذي طُردتْ الإمارات أخيرا من أهم ميناءين فيه: جيبوتي وبربرة الصومالي.
وبالعودة إلى موضوع تأزم العلاقة بين الإمارات ورموز حزب صالح، نحن إذاً أمام صورة مصغرة من الفشل الخليجي في اليمن، وليس فقط فشلا بهزيمة خصومهم المعروفين، أي حركة الحوثيين ومن تبقى في صفهم من القوى الأخرى، هزيمة عسكرية وسياسية فقط، بل فشل في استمالة قوى حليفة يمكن الوثوق بها خليجياً، خصوصا في الشمال، في ظل صمود عسكري للحركة الحوثية، وتضعضع في الجبهة الموالية للتحالف الذي تفترسه حالة من عدم الثقة بين مكوناته، وبين هذه المكونات والتحالف نفسه، وبين هذه المكونات والقوى الجنوبية المتطلعة إلى استعادة الدولة الجنوبية، بعد أن وصلت العلاقة بين هذه القوى والقوى ذات الانتماء الشمالي إلى درجة العداء العسكري الصريح والقطيعة السياسية الواضحة، وبالذات بين المجلس الانتقالي الجنوبي المسنود إماراتياً وحزب الإصلاح، المسنود سعوديا، على الرغم من تصنيفه سعوديا بالحركة الإرهابية.
وعطفاً على ما تقدم، نحن إزاء يمنٍ يمضي بنفسه ويمضي به بعض الخليجيين إلى منزلق خطير، يصعب التكهن بخاتمته، فالمشهد العام في البلاد يشير إلى أيام عصيبة مقبلة، سيكون الجميع، من دون استثناء، وقود نيرانها وجحيمها، وهذا يحدث في ظل انحدار متسارع يعصف بالنسيج الداخلي وبالحياة المعيشية والإنسانية إلى درجةٍ لم يسبق لها مثيل من السوء والتدهور.
هذا يشير إلى ضبابية العلاقة بين رموز صالح العسكريين والحزبيين والبرلمانيين والإمارات، وربما هو الشعور الإماراتي بالخيبة مِن فشل رموز حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام)، وجماهيره وكوادره العسكرية والمدنية التي انضوت تحت الراية الإماراتية، في إحداث تغيير شامل في اليمن، وفي الشمال تحديدا، والساحل الغربي خصوصا، ومن تبرّمها، أي الإمارات، من بقاء القطاع الأعظم من جماهير وقيادات الحزب في صنعاء واستمرار اصطفافها مع الطرف الآخر.
يأتي هذا التوجه الإماراتي تجاه حليفها المؤتمر الشعبي العام، أو بالأحرى من انضم من هذا الحزب إلى صفوف الإمارات، في وقت تصاعدت فيه الأنباء عن تقليص الإمارات وجودوها العسكري في اليمن، وبالذات في الساحل الغربي في محافظة الحُديدة التي ظلت الإمارات تراهن على السيطرة على عاصمتها ومينائها الحيوي الهام بقيادة نجل شقيق صالح، العميد طارق محمد صالح، وهو الأمر الذي تعثّرَ بوضوح، مخيّبة للآمال الإماراتية، وباتَ الوضع هناك عبئا عليها وثُقبا قاتما يستنزف مواردها وسمعتها، في وقت عادت فيه الجهود الأممية بقوة إلى إحياء اتفاق السويد بشأن الحُديدة بُغية الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، وهو الأمر الذي لن يروق للإمارات حدوثه قبل تحقيق أهدافها هناك، وفي وقتٍ تدهورت فيه علاقة أبوظبي مع السلطة اليمنية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، المعروفة بالشرعية بشكل واضح وخطير. وتجلّى ذلك في صدامات عسكرية تتفجر بين حين وآخر بين قوات موالية لتلك السلطة وقوات جنوبية تتبنى فكرة استعادة الدولة الجنوبية السابقة، وكان جديد هذه الصدامات قبل أيام في محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز، وهي المحافظة التي تجحظ نحوها العين الإماراتية بقوة، بالتوازي مع محافظات جنوبية أخرى ذات أهمية بالغة بالنسبة للتطلعات الإماراتية في اليمن، اتساقا مع تطلعاتها المندفعة في المنطقة، ابتداءً من الخليج حتى وسط البحر الأحمر، بل قُل حتى شمال القارة الأفريقية، في ليبيا مثلاً، مرورا بعدن وباب المندب والقرن الأفريقي الذي طُردتْ الإمارات أخيرا من أهم ميناءين فيه: جيبوتي وبربرة الصومالي.
وبالعودة إلى موضوع تأزم العلاقة بين الإمارات ورموز حزب صالح، نحن إذاً أمام صورة مصغرة من الفشل الخليجي في اليمن، وليس فقط فشلا بهزيمة خصومهم المعروفين، أي حركة الحوثيين ومن تبقى في صفهم من القوى الأخرى، هزيمة عسكرية وسياسية فقط، بل فشل في استمالة قوى حليفة يمكن الوثوق بها خليجياً، خصوصا في الشمال، في ظل صمود عسكري للحركة الحوثية، وتضعضع في الجبهة الموالية للتحالف الذي تفترسه حالة من عدم الثقة بين مكوناته، وبين هذه المكونات والتحالف نفسه، وبين هذه المكونات والقوى الجنوبية المتطلعة إلى استعادة الدولة الجنوبية، بعد أن وصلت العلاقة بين هذه القوى والقوى ذات الانتماء الشمالي إلى درجة العداء العسكري الصريح والقطيعة السياسية الواضحة، وبالذات بين المجلس الانتقالي الجنوبي المسنود إماراتياً وحزب الإصلاح، المسنود سعوديا، على الرغم من تصنيفه سعوديا بالحركة الإرهابية.
وعطفاً على ما تقدم، نحن إزاء يمنٍ يمضي بنفسه ويمضي به بعض الخليجيين إلى منزلق خطير، يصعب التكهن بخاتمته، فالمشهد العام في البلاد يشير إلى أيام عصيبة مقبلة، سيكون الجميع، من دون استثناء، وقود نيرانها وجحيمها، وهذا يحدث في ظل انحدار متسارع يعصف بالنسيج الداخلي وبالحياة المعيشية والإنسانية إلى درجةٍ لم يسبق لها مثيل من السوء والتدهور.
مقالات أخرى
01 يونيو 2019
01 مايو 2019
09 ابريل 2019