وصل الوفد الإيراني المفاوض، وعلى رأسه وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إلى فيينا، صباح اليوم الأربعاء، للانضمام إلى جولة المحادثات النووية السادسة بين إيران ودول 5+1، التي ستُفتتح بلقاء ثنائي بين ظريف ومنسّقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، للاتفاق على العناوين العريضة لهذه الجولة من المفاوضات، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا".
وكان الطرفان قد دخلا مرحلة صياغة نص التوافق النهائي خلال جولة المحادثات الاخيرة، التي انعقدت بين 16-20 يونيو/حزيران الماضي، إلا أن الخلافات على بعض النقاط في محتوى الاتفاق حالت دون إتمامه الشهر الماضي. ولعلّ أهم هذه الخلافات التي تعد جوهرية وفق مراقبين، تتعلق بالجدول الزمني لرفع العقوبات بشكل كامل عن إيران، وبكمية ومستوى تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهذا في حد ذاته يضع طهران والسداسية الدولية، أمام تحدٍ كبير للخروج بنتائج عملية خلال هذه الجولة، والتي من المتوقع أن تستمر حتى 20 يوليو/تموز الحالي.
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، نائب وزير الخارجية، عباس عراقجي، قال إن "هذا الاتفاق سيُصاغ بين إيران وممثلي دول 5+1 بداية، وبحال تم التوصل إلى إطار نهائي فهذا يعني حضور وزراء خارجية هذه البلدان، كما حدث في جنيف خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الفائت".
وبناء على اتفاق جنيف المؤقت، أمام إيران ودول 5+1 فرصة حتى 20 من الشهر الجاري، للوصول إلى اتفاق نهائي، وإن لم يحدث ذلك، فهذا قد يعني التمديد ستة أشهر أخرى لاتفاق جنيف.
ومنذ فوز الرئيس "المعتدل"، حسن روحاني، بالرئاسة الإيرانية، يحاول المسؤولون الإيرانيون تبني خطاب الحوار مع الآخرين بعد تشدّد دام ثماني سنوات خلال حكومة الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد.
فقد صرح وزير الخارجية، على هامش تلك الجولات أن "إيران تريد حلاً بالفعل لبرنامجها النووي السلمي وتريد إلغاء الحظر بالكامل وهذا سبب انضمامها لطاولة الحوار، والوقت قد حان لاغتنام الفرص".
وقد يكون السبب الأساس هو أن اقتصاد البلاد قد دفع خلال السنوات الأخيرة ثمناً كبيراً بسبب الحظر الغربي على إيران، والذي شمل قطاعات تجارية وصناعية كبيرة، وأسفر عن نسبة تضخم اقتصادي عالية وصلت إلى 30 في المئة، فضلاً عن تدهور العملة المحلية أمام الدولار لتفقد ثلث قيمتها تقريباً، هذا كله يثقل كاهل الحكومة التي تحاول حلحلة الملفات العالقة بينها وبين الآخرين لتنعش الداخل الإيراني.