دوّن الحارس العُماني فايز الرشيدي اسمه بحروف من ذهب في بطولة كأس الخليج بنسختها الثالثة والعشرين، التي اختتمت الجمعة في الكويت، بعدما ساهم بتتويج منتخب بلاده بطلا بتصديه لركلتي جزاء في النهائي، ولدفاعه المستبسل عن شباكه طيلة مجريات البطولة الخليجية.
الحارس، البالغ 29 عاما، كان بحق نجم المباراة النهائية التي جرت على استاد جابر الدولي بالكويت، وحسمها العمانيون بركلات الترجيح على حساب الإمارات، حينما تصدى لركلتي جزاء، الأولى كادت أن تقتل الآمال بتتويج منتخب بلاده باللقب، والثانية جيرت اللقب لصالح المنتخب العُماني ومعها توج الحارس بطلا قومياً في بلاده.
خلافة الحبسي..مهمة شاقة
بادئ ذي بدء، وضع الحارس فايز الرشيدي في موقف صعب لو قلنا على سبيل الفوارق، فهو تقرر أن يكون خليفة الحارس الأساسي والذهبي للمنتخب، علي الحبسي، صاحب الصولات الأوروبية وحامي عرين بعض الأندية الإنكليزية وحارس الهلال، وصيف القارة الآسيوية، الذي رفض السماح له بالمشاركة في العرس الخليجي.
وجد الرشيدي، الذي جلس حبيسا للدكة مع المنتخب لصالح زميله الحبسي لخمس سنوات، نفسه حارساً أساسياً للمنتخب العماني في البطولة، فشمر عن ذراعيه وأعلن تحديه للجميع، فاستطاع الحفاظ على نظافة شباكه طيلة مجريات المسابقة الخليجية إلا من هدف واحد سجل من ركلة جزاء، وكان في مباراة الدور الأول مع وصيف البطولة في نسختها الحالية وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة في لقاء فريقه مع الكويت.
وقدم حارس السويق العماني حاليا، والنصر وصحم سابقا، أداء بطوليا للغاية في كأس الخليج ورشح لأن يكون الحارس الأفضل في البطولة، لكنه كسب لقبا أكبر وأهم منه، وهو التتويج بالكأس الثمينة للمرة الأولى في تاريخه والثانية لمنتخب بلاده بعد نسخة عام 2009 التي استضافها العُماني على أرضه.
إصرار وتحدّ
"فريقنا جاء للبطولة بنية الفوز ولا شيء سواه" ..بهذه الكلمات علق الحارس لـ "العربي الجديد" قبل انطلاق صافرة النهائي، فقال وفعل ودوّن اسمه في سجلات التاريخ للمسابقة، فقد ظهر بطلا قوميا في المباراة النهائية بشهادة القاصي والداني.
في الدقيقة 89 من زمن المباراة كادت الأحلام العُمانية تتوقف؛ لكن الحارس الرشيدي بقي صامدا أمام أفضل لاعب في القارة الآسيوية، عمر عبد الرحمن "عموري" 2016، والذي انبرى لتنفيذ ركلة جزاء قاتلة للآمال، لكن الحارس أحياها بشكل رائع بتصديه لركلة الجزاء.
ومع بلوغ المباراة نقطة الجزاء الترجيحية، كرر الرشيدي ما فعله في الوقت الأصلي، الكل ظن حينها أن نجم الإمارات سيسجل لا محالاة، فسمعته سبقته في ركلات الجزاء، لكن الرشيدي كان له بالمرصاد؛ وتصدى لركلة "عموري" وجير اللقب لعُمان في مشهد تاريخي لا ينسى.
عاشق بوفون وبرشلونة
عُرف الحارس العُماني الذي بدأ حياته الكروية كمهاجم، ومن ثم انتقل بعدها لمركز حراسة المرمى، بأنه مشجع لفريق برشلونة الإسباني كما أنه يعتبر الحارس الإيطالي المخضرم بوفون قدوته في حراسة المرمى، بحسب ما صرح به لوسائل الإعلام العُمانية.
ومع ذلك فإن الرشيدي يعتبر أن زميله المخضرم علي الحبسي هو قدوته على الصعيد العربي وكذلك هو من معجبي الحارس المصري عصام الحضري والبرازيلي نيسلون ديدا، لكن بوفون يأتي في المقام الأول.
كما سبق أن أبدى الحارس العماني، الذي يتمنى الاحتراف الخارجي، صراحة تشجيعه للفريق الكتالوني برشلونة وكذلك أرسنال الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي، وهو أيضا من مشجعي المنتخب الفرنسي.