العيش في الظل

19 يناير 2015
اللاجئون في الأردن من الأشد فقراً (العربي الجديد)
+ الخط -
يشكل كل من مخيم الزعتري، الواقع في محافظة المفرق شمال شرق العاصمة الأردنية، ومخيم الأزرق الذي يقع على بعد 100 كم من عمان في مدينة الأزرق، تجمعين رئيسيين من بين ستة تجمعات في المملكة الأردنية، احتضنت، خلال السنوات الأربع الماضية، نحو 620 ألف لاجئ سوري مسجل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. 
يقطن مخيم الزعتري حالياً نحو 85 ألف لاجئ، يسكن نحو 20% منهم في الخيم. وكانت الخيم هي الأكثر تضرراً وتأثراً برداءة الأحوال الجوية، جراء العاصفة الثلجية التي ضربت شرق المتوسط أواخر الأسبوع الماضي. ويقول الناشط في المجال الإغاثي، هاني العرفي، إنه لم تسجل أية حادثة وفاة في صفوف اللاجئين داخل المخيم، غير أن الثلوج ومياه الأمطار داهمت عشرات الخيام، وأتلفت ما بداخلها؛ ما دفع إدارة شؤون اللاجئين إلى نقل 267 طفلاً وامرأة إلى كرفانات خصصت للطوارئ. كما تم ترحيل 600 عائلة من الزعتري إلى مخيم الأزرق، للسبب ذاته.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حوالى 20% فقط من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون داخل المخيمات المخصصة لهم، بينما تعيش النسبة الأكبر منهم في مختلف مدن وقرى المملكة، وسط ظروف معيشية وبيئية واجتماعية صعبة.
وتؤكد معلومات رسمية أن الحكومة بحاجة إلى 850 مليون دولار، كدعم لغايات تمكينها من الاستمرار في توفير الخدمات الأساسية والمواد المدعومة للاجئين في هذه المدن والقرى، بالإضافة إلى المخيمات. وقد خُصص مبلغ 371.8 مليون دولار لتمكينهم من الاستفادة من الدعم السلعي للطاقة، وكلف الصحة والأمن والتعليم والمياه وخدمات البلديات.
وتقول بيانات حكومية إن حجم المساعدات التي حصلت عليها المملكة خلال الأعوام 2011-2013 يبلغ 9.73 مليارات دولار، وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف ما كانت تحصل عليه المملكة قبل الأزمة السورية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، إن عشرات العائلات في مخيم الزعتري بقيت في المآوي الطارئة الأسبوع الماضي، بعد انهيار خيامها تحت ثقل الثلوج التي بدأت بالتساقط.
في حين أعلنت المفوضية في دراسة أعلنتها الأسبوع الماضي، أن سدس اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون في "فقر مدقع". وقال التقرير، الذي حمل عنوان "العيش في الظل"، إن ثلثي اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون دون مستوى خط الفقر في البلاد، وهو 96 دولارا للفرد شهرياً.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو جوتيريس، إن وضع اللاجئين في مخيم الزعتري سيئ، حيث "سيخرج من المدارس مزيد من الأطفال من أجل العمل، وسيكون مزيد من النساء عرضة للاستغلال".
في حين بيّن التقرير أن نحو نصف الأسر اللاجئة التي تمت زيارتها في الأردن لا تملك وسائل تدفئة، وربعها لا يوجد لديه إمدادات كهرباء دائمة، وخمسها لا توجد لديه مراحيض سليمة.
في المقابل، دفع برنامج الأغذية العالمي أخيراً إلى تقليص المساعدات الغذائية التي يقدمها للاجئين السوريين المقيمين خارج المخيمات، في حين تستند العائلات على المساعدات العينية لتأمين المأكل والمشرب ولوازم الحياة الأساسية. في حين يشتكي الكثير من الأسر خارج المخيمات من أن الدعم النقدي الضئيل الذي يحصلون عليه، يتم دفعه كإيجار للسكن أو جزء منه.
المساهمون